رياضة
كأس أوروبا .. منتخبات برحلات طويلة وأخرى تنعم بالراحة
05/07/2021 - 17:03
أ.ف.بوأقيمت البطولة في 11 مدينة على امتداد 11 بلدا تيمنا بفكرة بلاتيني للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها، وإن كان أتت متأخرة لمدة عام بسبب انتشار جائحة كوفيد-19. لكن النظام الفريد لهذا اليورو، الذي حقق أعلى معدل تهديفي في المباراة الواحدة منذ نسخة العام 1976، أدى إلى انتقادات كبيرة ووصول أربع من الدول التسع المضيفة المشاركة الى الدور نصف النهائي.
ففي الوقت الذي لعبت منتخبات إنجلترا، ايطاليا، إسبانيا والدنمارك مبارياتها الثلاث جميعها في دور المجموعات على ارضها، تحتم على أخرى السفر لمئات وآلاف الكيلومترات لخوض مبارياتها.
وهكذا، لعبت ويلز على سبيل المثال أول مباراتين في باكو عاصمة أذربيجان الواقعة في أقصى شرق أوروبا، على بعد قرابة اربعة آلاف كيلومتر من العاصمة الايطالية روما، حيث خاضت مباراتها الثالثة ضد الاتزوري.
المنتخب المرهق الذي حقق المفاجأة بوصوله الى نصف النهائي في 2016، سحق برباعية نظيفة في ثمن النهائي في أمستردام ضد الدنمارك التي خاضت كل مبارياتها في الدور الاول على ارضها في كوبنهاغن.
وبسبب قيود السفر المتعلقة بالجائحة، لم تتمكن جماهير ويلز من حضور هذه المواجهة، في حين حصل الدنماركيون على تشجيع الآلاف.
وقال ظهير ويلز كريس غانتر: "خرجنا حتى قبل أن نركل الكرة، على بعد ثلاثة آلاف ميل من وطننا (...) كل منتخب حظي بدعم الجماهير أينما ذهب. أنتم ونحن كنا نستحق أكثر من هذا النظام الهزيل للبطولة، ولكن من قال إن الحياة عادلة؟".
ونجحت سويسرا في بلوغ الدور ربع النهائي على الرغم من رحلات شاقة مشابهة، إذ بدأ رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش مشوارهم ضد ويلز في باكو، ثم سافروا الى روما قبل أن يعودوا إلى اذربيجان لمواجهة تركيا.
وفي إنجاز لافت، نجحوا في إقصاء فرنسا بطلة العالم من ثمن النهائي بضربات الترجيح في العاصمة الرومانية بوخارست، بعد أن لعبت الاخيرة مبارياتها في دور المجموعات في ميونيخ وبودابست، قبل أن يخرجوا ضد إسبانيا بضربات الترجيح أيضا من ربع النهائي في سان بطرسبورغ.
وقال بتكوفيتش بعد المباراة الأخيرة في دور المجموعات "غدا ستكون المرة الرابعة التي نغير فيها المنطقة الزمنية. هذا ليس جيدا لناحية التحضيرات". وتابع "سافرنا كثيرا. تنقلنا غالبا وفي كل مرة تحتم علينا تكييف الإيقاع البيولوجي للاعبين".
وأثنى بتكوفيتش على أداء لاعبيه بالقول: "أريد أن أهنئهم لأنهم أظهروا تلك المرونة. لأن أحدا منهم لم يشتك. علاوة على ذلك، أنتم الصحافيون، لم تتحدثوا كفاية عن هذا الامر، بحسب ما أعتقد".
ولم تلعب إنجلترا خارج أرضها إلى حين فوزها 4-صفر على أوكرانيا في الدور ربع النهائي السبت، في روما، وستعود إلى ويمبلي لنصف النهائي لمواجهة الدنمارك في دور الأربعة، الذي سيحتضن أيضا المباراة النهائية الاحد.
وفي حالت تجاوزها الدنمارك، ستنهي البطولة بخوضها ست من أصل سبع مباريات على ارضها.
وقال الاسباني روبرتو مارتينيس مدرب بلجيكا لشبكة "اي أس بي أن" الامريكية إن "انجلترا بالنسبة لي، تبقى المرشحة الاكبر للفوز"، وتابع: "يلعبون كل مباراة على أرضهم. عندما تكون المباريات متقاربة في الادوار الاقصائية، هناك أفضلية كبيرة في اللعب على أرضك".
إنها المرة الأولى التي تصل انجلترا الى الدور نصف النهائي للبطولة القارية منذ أن استضافتها في العام 1996، في حين لم تبلغ نهائي بطولة كبرى منذ فوزها في كأس العالم 1966 في ويمبلي.
ويستضيف عادة بلد أو اثنان البطولات الكبرى، ما يمنحهما بطبيعة الحال أفضلية عن باقي المنتخبات، لكن المرة الأخيرة التي فاز فيها بلد مضيف بلقب البطولة الأوروبية كانت فرنسا في عام 1984.
لكن الفارق هذه المرة، هو السفر الإضافي لبعض المنتخبات في ظل جائحة فيروس كورونا والقيود المتعلقة بها، إذ تحظى الفرق عادة بمقر تدريبي في البلد المضيف ويسافر المشجعون بالآلاف إليه.
وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش، الذي خاض رجاله غمار المجموعة الرابعة إلى جانب انجلترا وتشيكيا واسكتلندا المضيفة أيضا، إن جائحة كورونا جعلت الأمور غير عادلة بسبب القيود الصارمة على سفر المشجعين إلى بريطانيا. وأضاف: "نحن تأذينا لأننا نلعب من دون جماهيرنا. نكون أكثر قوة بوجودهم. هذا الواقع ليس عادلا أبدا. علينا أن نسافر ونبقى في الفقاعة".
لن يطول الوقت ليعود النظام إلى سابق عهده، حيث تحتضن ألمانيا النسخة المقبلة في 2024 للمرة الأولى منذ أن استضافتها ألمانيا الغربية في 1988.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة