مجتمع
"كورونا".. كل ما يجب معرفته حول السلالة الجديدة للفيروس
21/12/2020 - 20:37
وئام فراجعدة تساؤلات تطرح مع ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا في بريطانيا، وبدء انتشارها في بعض الدول الأوروبية، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل تسع حالات إصابة بالسلالة الجديدة لفيروس "كورونا" في الدانمارك، إضافة إلى حالة واحدة في هولندا وحالة أخرى في أستراليا. وأدى هذا الانتشار السريع لسلالة فيروس "كورونا" الجديدة، إلى تعليق المغرب رحلاته الجوية مع بريطانيا، إسوة بمجموعة من البلدان الأوروبية. فكيف تم اكتشاف هذه السلالة إذن؟ وهل تستدعي كل هذا الخوف؟ وهل سيتمكن اللقاح من القضاء عليها؟
كيف ظهرت سلالة كورونا الجديدة؟
في شهر شتنبر من عام 2020، تم تشخيص أول حالة إصابة بالسلالة الجديدة لفيروس "كورونا" لدى مريض يقيم في إنجلترا، وتم التعرف على الطفرة الجديدة من الفيروس بعد تسجيل زيادة في حالات الإصابة بهذا النوع المتحور في لندن ومقاطعة "كنت"، جنوب شرقي بريطانيا، حسب ما أوردته وسائل إعلام دولية.
وعن هذا التطور، أكد الدكتور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا تعد مجرد "تطور" طارئ على فيروس" سارس كوف 2"، الذي يُعرف أنه دائم التحور، "وليست فيروسا جديدا كما يعتقد البعض"، مشيرا إلى وجود حوالي 8 تحورات سابقة للفيروس على الصعيد العالمي.
وأوضح الناجي في تصريح لـ"SNRTnews" أن فيروس كورونا يشهد طفرة كل أربعة أيام، نظرا لكونه ينتمي للفيروسات المكونة من "الحمض النووي الريبوزي" (ARN)، وهي فيروسات تعرف بطفراتها المتكررة. ويتم تنفيذ عملية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وغزوها بواسطة بروتين "سبايك"؛ وهو المفتاح الذي يستخدمه الفيروس لفتح المدخل إلى خلايا الجسم. وأوضح الدكتور الناجي في هذا الإطار أن التغيير الجديد الطارئ على بروتين "سبايك" يؤثر على تكاثر الفيروس وسرعة انتشاره، بشكل يجعله ينتشر 70 في المائة أكثر من السابق.
هل السلالة الجديدة أشد خطورة؟
أكد مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن التغيير الحاصل في فيروس "سارس كوف 2"، ليس أكثر شراسة أو أكثر فتكا من السلالة الأصلية لفيروس كورونا، داعيا إلى عدم تهويل الناس بخصوص خطورته، والاستمرار في المقابل في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لوقف زحفه بين الدول، فضلا عن تكثيف التدابير الوقائية الموصى بها من طرف وزارة الصحة، عبر الالتزام بوضع الكمامة، والاستمرار في التباعد الاجتماعي والنظافة.
وأبرز الناجي أن الإشكال الحالي يتعلق بسرعة انتشار السلالة الجديدة، ما يمكن أن ينذر بموجة رابعة لفيروس كورونا قد تتسب في انهيار المنظومة الصحية بالمغرب. وذهب إلى أن بريطانيا التي تُعرف بمنظومتها الصحية الكبيرة باتت على وشك الانهيار بعد انتشار السلالة الجديدة للفيروس، واتخذت إجراءات استباقية لتخطي الأزمة، "ما يؤكد أن الحل الوحيد لتخطي هذه الأزمة هو الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية، إلى حين تعميم اللقاح،" بحسب الدكتور الناجي.
ونبه الطبيب المتخصص في علم الفيروسات، من ارتفاع عدد الحالات الحرجة بالمغرب والتي تتطلب أسرة واستشفاء عاجلا، مشيرا إلى أن 5 في المائة من المصابين حاليا بفيروس كورونا يصلون إلى المستشفيات في حالات حرجة.
وأوضح خبراء في علم الفيروسات بمعهد "كلود برنار" بمدينة "ليون" الفرنسية، أن تحديد مدى خطورة السلالة الجديدة للفيروس في الوقت الحالي صعب جدا، مؤكدين أن الأمر يحتاج إلى 3 أو 4 أسابيع لتحديده.
هل اللقاح فعال ضد السلالة الجديدة؟
نعم، اللقاح هو الحل الوحيد للحد من انتشار فيروس "كورونا" بجميع سلالاته، هذا ما أكده الدكتور مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مشيرا إلى أن الدول ستظل في صراع دائم مع الفيروس إلى حين استفادة جميع شرائح المجتمعات من اللقاح.
وأكد خبراء الاتحاد الأوروبي أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة من كوفيد 19، حسب ما أعلنته الحكومة الألمانية مساء الأحد 20 دجنبر 2020.
كما أبرز الباحث المغربي منصف السلاوي، رئيس الجهود الحكومية الأمريكية لتطوير لقاح كورونا في تصريحات إعلامية، أنه من المرجح أن يكون اللقاح فعالا ضد السلالة الجديدة.
تعليق الرحلات
في خطوة استباقية لمنع دخول السلالة الجديدة لفيروس كورونا إلى المغرب، قررت الحكومة تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، ابتداء من ليلة الأحد 20 دجنبر 2020، ويأتي هذا القرار حسب بلاغ للحكومة، في إطار التدابير الاستعجالية المتخذة للحفاظ على سلامة الأشخاص وحمايتهم، والحد من تفشي جائحة كوفيد 19.
وسبق لدول أوروبية أخرى من قبيل هولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وفرنسا، تعليق رحلاتها مع بريطانيا تخوفا من دخول السلالة الجديدة لفيروس كورونا إلى أراضيها.
وأكد وزير الصحة البريطاني "مات هانكوك" أمس الأحد 20 دجنبر 2020، أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا "خرجت عن السيطرة"، مشيرا إلى أن الحجر الصحي هو الطريقة الوحيدة للسيطرة على الوضع في الوقت الحالي.
وأعلنت الحكومة البريطانية مساء السبت 19 دجنبر 2020، إعادة فرض الإغلاق التام في لندن وجنوب شرق إنجلترا وجزء من شرقها، ويحتمل أن يستمر هذا الإغلاق لشهرين إلى حين توزيع اللقاح على السكان، بحسب ما صرح به وزير الصحة البريطاني في خرجات إعلامية.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع