مجتمع
"كورونا".. كل ما يجب معرفته حول اللقاح بالمغرب
07/01/2021 - 12:15
وئام فراجأين وصل ملف لقاح "أسترازينيكا" البريطاني؟ ولماذا لم يتم بعد التوصل بالجرعات الأولى من لقاح "سينوفارم" الصيني؟ وما هو الفرق بين اللقاحين؟ في هذا المقال أجوبة عن مختلف الأسئلة المتعلقة بالتطعيم ضد فيروس "سارس كوف2" في المغرب.
لقاح أسترازينيكا- أكسفورد
تداولت اللجنة الوطنية الاستشارية المختصة بالترخيص للقاح المضاد لـ"كوفيد 19" في كافة المعلومات والمعطيات المتعلقة بلقاح "أسترازينيكا" بالمغرب، وتدارست الاحترام الجيد لمعايير التصنيع والسلامة وجودة اللقاح وفعاليته، فضلا عن نتائج تجاربه ما قبل السريرية والسريرية والاعتراف الدولي به، وفق ما أفادت به بشرى مداح، مديرة الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة في تصريحات إعلامية.
وأكدت مداح أن الوكالة البريطانية لتقنين الأدوية والمنتجات الصحية أعطت موافقتها لولوج لقاح "أسترازينيكا" للأسواق، مبرزة أن المغرب اعتمد المسطرة الموضوعة من طرف منظمة الصحة العالمية والمتعلقة بالترخيص بالاستعمال المستعجل للقاح.
من جهته أكد مولاي مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن اللجنة مازالت تشتغل على الترخيص للقاح "أسترازينيكا" بالمغرب، بعدما قامت بدراسة مجموعة من المعطيات المتعلقة بمدى فعاليته وسلامته.
وأوضح الناجي في تصريح لـ"SNRTnews" أن اللجنة الاستشارية المختصة بالترخيص للقاح المضاد لـ"كوفيد 19"، اجتمعت صباح يوم الاثنين 04 يناير 2021، لدراسة المعطيات المتوصل بها في الموضوع، والتي تتعلق أساسا بجودة اللقاح وفعاليته وسلامته، وستعلن عن قرارها الأخير في القريب العاجل.
وأكد المتحدث ذاته عدم وجود أي معيقات تمنع الترخيص باستعمال لقاح "أسترازينيكا" داخل المملكة، مشيرا إلى أنها مسألة وقت فقط، خاصة بعدما شرعت بريطانيا في استعماله يوم الاثنين 04 يناير 2020، والترخيص باعتماده من قبل الهند والأرجنتين في وقت سابق.
وأبرز عضو اللجنة الوطنية الاستشارية، في هذا الإطار، أن التأخر في اتخاذ القرارات المتعلقة باللقاح يعود إلى حرص المغرب على سلامة مواطنيه وعدم تعريضهم لأي خطر محتمل.
لماذا "أسترازينيكا" و"سينوفارم"؟
أكد مولاي مصطفى الناجي أن المغرب لا يستطيع اعتماد لقاح واحد ضد فيروس "سارس كوف 2"، نظرا للطلب الكثيف الذي تعرفه الشركات المصنعة للقاحات، "إذ لا توجد شركة تسمح بمنح 65 مليون جرعة من اللقاح دفعة واحدة"، يقول الناجي، مشيرا إلى أن المغرب اختار اللقاحين الأكثر أمانا وفعالية والأسهل تخزينا، من أجل التمكن من تلقيح أكبر عدد من المواطنين.
وفي ما يتعلق بالفرق بين اللقاحين، أوضح المتحدث ذاته أنهما يتشابهان في كونهما من الطراز القديم، مبرزا أن لقاح "سينوفارم" الصيني، هو لقاح معطل، أي يحتوي على الفيروس الذي تم إنشاؤه في المختبر ثم قتله، وبالتالي لا يكون معديا ولا يتكاثر داخل الجسم.
في المقابل، يعتمد لقاح "أسترازينيكا" على "ناقل فيروسي"، إذ يستند على فيروس آخر تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد، وهذا الفيروس لا يتكاثر أيضا داخل الجسم.
ويتميز لقاح "أسترازينيكا" بكلفته الضئيلة، التي تقارب 2,50 أورو للجرعة الواحدة، أي حوالي 28 درهما، كما يتطلب تخزينه حرارة تتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، أي حرارة البرادات العادية، بخلاف باقي اللقاحات التي يتطلب تخزينها درجات حرارة جد منخفضة.
هل يمكن للمغرب اعتماد لقاح ثالث؟
يؤكد مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء صعوبة اعتماد لقاح ثالث في المغرب نظرا لوجود مجموعة من العوائق اللوجيستية المتعلقة بكل لقاح، مشيرا إلى أن هذه العملية طويلة ومعقدة.
تحذيرات من الخلط بين اللقاحات
حذرت وكالة الصحة العامة في بريطانيا من الخلط بين اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"، مبرزة أنه في حال تم أخذ الجرعة الأولى من لقاح "فايزر"، فإنه لا ينبغي تلقي الجرعة الثانية من لقاح "أسترازينيكا"، والعكس صحيح.
وشدد الناجي، في هذا الإطار، على ضرورة تجنب حدوث أي خلط بين اللقاحات الواردة من جهتين مختلفتين، مبرزا أن هذا الأمر يتم تدبيره من طرف الطبيب المشرف على عملية التلقيح، والذي يسجل مسبقا كافة البيانات المتعلقة بالشخص المستفيد من اللقاح.
هل معدل 79,43 في المائة كاف ليكون اللقاح فعالا؟
نعم، فقد أثبت لقاح "سينوفارم" الصيني فعاليته رغم حصوله على نسبة أقل من التي أعلنتها كل من "فايزر" "وموديرنا"، يقول البروفيسور عبد الفتاح شكيب، أستاذ الأمراض التعفنية والمعدية والطب الاستوائي في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، مبرزا أن هذه النسبة كافية للحديث عن لقاح فعال.
وشدد شكيب، في تصريح لـ"SNRTnews"، على ضرورة تلقيح 80 في المائة من المغاربة للحد من انتشار الفيروس بشكل نهائي، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينطبق على جميع الأمراض المعدية وليس فقط فيروس "كورونا".
وجدد المتحدث ذاته التأكيد أن المناعة لا تكتسب فور تلقي اللقاح، مشيرا إلى ضرورة انتظار 50 يوما من أجل اكتساب المناعة المطلوبة.
ودعا أستاذ الأمراض التعفنية، في هذا الإطار، إلى الالتزام خلال هذه المدة بكافة الإجراءات الاحترازية الموصى بها من طرف وزارة الصحة، من وضع الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي والنظافة المستمرة.
تحذيرات من الخلط بين اللقاحات
حذرت وكالة الصحة العامة في بريطانيا من الخلط بين اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مبرزة أنه في حال تم أخذ الجرعة الأولى من لقاح "فايزر"، فإنه لا ينبغي تلقي الجرعة الثانية من لقاح "أسترازينيكا"، والعكس صحيح.
وشدد البروفيسور مولاي مصطفى الناجي، في هذا الصدد، على ضرورة تجنب حدوث أي خلط بين اللقاحات الواردة من جهتين مختلفتين، مبرزا أن هذا الأمر يتم تدبيره من طرف الطبيب المشرف على عملية التلقيح، والذي يسجل مسبقا كافة البيانات المتعلقة بالشخص المستفيد من اللقاح.
مرضى الحساسية
يتساءل العديد من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه بعض الأطعمة والحيوانات والحشرات وغيرها، إن كان اللقاح ضد فيروس "كورونا" يشكل خطرا على صحتهم، خاصة بعد تداول أخبار تفيد بإصابة ممرضتين بريطانيتين بالحساسية الشديدة بعد تلقي لقاح "فايزر".
وينفي البروفيسور مولاي مصطفى الناجي ذلك، موضحا أن الأمر ينطبق فقط على الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه أحد مكونات اللقاح، وليس تجاه مكون غذائي أو أي نوع من الحساسيات الموسمية، مشيرا إلى وجود مجموعة من الفئات الأخرى غير المعنية بالتطعيم أو التي تتطلب بروتوكولا خاصا بهذه العملية.
وحسب توصيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، توجد 6 فئات غير معنية بالتلقيح ضد فيروس "سارس كوف2" في الوقت الحالي، من بينهم الأشخاص الذين لديهم حساسة من أحد مكونات اللقاح.
الأطفال والمراهقون أقل من 18 سنة
يفسر خبراء الصحة استثناء الأطفال والمراهقين الأقل من 18 سنة من عملية التلقيح، بكون هذه الفئة العمرية الأقل عرضة للإصابة بفيروس "كورونا"، وفي حال إصابتها تكون الأعراض خفيفة ولا تشكل خطرا على حياة الأطفال.
ولم يتم وفق مختصين في المجال الطبي، اختبار اللقاح على الأطفال والمراهقين خلال مرحلة التجارب السريرية لمعرفة مدى فعاليته على هذه الفئة العمرية، مشيرين إلى وجود اختلاف في الاستجابة المناعية من شخص بالغ وطفل دون سن 18 سنة.
كما يكمن الهدف الأولي من اللقاح في حماية الأشخاص الضعفاء، والحد من انتشار الوباء في العالم، وهو الأمر الذي يفسر إعطاء الأولوية في عملية التلقيح للأشخاص المسنين، وفق خبراء الصحة.
المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية
لا توجد حتى الآن معطيات كافية حول فعالية اللقاحات المطروحة في الأسواق ضد فيروس "كورونا"، لهذا يصنف الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية ضمن خانة الحالات الاستثنائية، وفق تعبير مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، موضحا أن الطبيب المشرف على المريض هو المخول له النظر في البروتوكول المعتمد لتجنب إصابة هذه الفئة من المجتمع بفيروس "كورونا".
النساء الحوامل والمرضعات
على غرار مجموعة من الأدوية التي ينبغي أن لا تتناولها النساء الحوامل والمرضعات، استبعدت أغلب برامج تطعيم لقاحات كورونا النساء الحوامل أو المرضعات أو اللواتي يخططن للحمل من عملية التلقيح ضد فيروس "سارس-كوف2"، مشيرة إلى عدم اختبار هذه اللقاحات في المرحلة السريرية على عينات من النساء الحوامل.
وأكد الطبيب "بيتر ماركس"، عضو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أن قرار إعطاء المرأة الحامل لقاح كورونا سيكون فرديا، مبرزا أنه سيبقى خيارا متاحا أمام الطبيب المشرف على الحالة، وهو الوحيد المخول له اتخاذ قرار التطعيم إذا رأى أنه الخيار الأفضل لها ولجنينها، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية. فيما لا يوصى خبراء الصحة بتلقيح النساء الحوامل والمرضعات نظرا لإمكانية حدوث مضاعفات تهدد صحتهن وصحة أطفالهن.
الأشخاص الذين يخططون لتلقي تطعيم آخر
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية، باجتناب الحصول على أي لقاحات أخرى خلال أسبوعين على الأقل قبل أو بعد الاستفادة من لقاح فيروس "كورونا".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع