اقتصاد
"كورونا" والجفاف.. منتجو الزعفران يعانون الأمرّين
22/11/2020 - 20:51
حليمة عامرالجائحة كان لها رأي آخر. فقد أكد محمد إبراهيم، رئيس "تعاونية زعفران إنو بتالوين"، المنتجة للزعفران، أن عدم تنظيم الدورة الحالية للمهرجان لم يسعف الفلاحين في تسويق ما بذلوا الكثير من الجهد توفيره على مدى الموسم الزراعي الذي كان جافا هذا العام، مضيفا أن المهرجان سوق يعول عليه بعض المزارعين، الذين يسوقون فيه حوالي 90 في المائة مما ينتجونه.
سوق بديلة
صحيح أن المنتجين وأصحاب التعاونيات وجدوا طرقا جديدا للبيع. فإبراهيم فيؤكد لـ"SNRTnews"، أن ظروف الحجر الصحي وتدبير الطوارئ الصحية أربكت نشاط المنتجين والتعاونيات، حيث دفعتهم إلى إيجاد حلول بديلة، إذ لجؤوا إلى التسويق الإلكتروني عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كما عمدوا إلى إرسال طلبيات لزبناء عبروا عنها عن عبر الهاتف.
غير أن ذلك لا يغني عن البيع المباشر الذي يتيحه المهرجان والمشاركة في المعارض، علما أن هذا العام شهد تعليق تنظيم المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، الذي تشارك فيه التعاونيات، ويشكل مناسبة للبيع المباشر للزوار وإبرام صفقات مع التجار.
أسعار غير مجزية
يعد زعفران تالوين من بين أجود أنواع الزعفران عالميا، حيث يساعد المغرب، بمعية زعفران تازناخت، على احتلال المركز الرابع عالميا، بإنتاج يصل، كما في بعض الأحيان، إلى 6 أطنان، حيث رغم تواضع المحصول يطلب الزعفران المغربي بكثرة في سوق تهيمن عليه إيران، التي توفر إنتاج في حدود 180 طنا بنسبة 90 في المائة، متبوعة بالهند واليونان.
وقال لحسن بن علي، أحد أعضاء "تعاونية تمغارت"، إنه في ظل الظروف الحالية، المتسمة بصعوبة التسويق، تراجع سعر الزعفران من 35 درهما للغرام إلى 25 درهما. وفي بعض الأحيان، وصل إلى 20 درهما.
وأثر تراجع أسعار الزعفران على منتجي هذه المادة الحيوية التي تعتاش عليها أسر عديدة بالمنطقة، حيث يطالب بن علي الجهات المختصة بالتدخل لإيجاد حل في أقرب وقت من أجل إنقاذ القطاع والموسم الفلاحي الذي انطلق في ظروف استثنائية.
جفاف وندرة
لا يعاني المزارعون من تأثيرات جائحة "كورونا" فقط، بل يواجهون كذلك تداعيات الجفاف. فمزارعو الزعفران أو "الذهب الأحمر" بتالوين بإقليم تارودانت يشتكون من ندرة المياه، نتيجة شح الأمطار والاستغلال المفرط للفرشة المائية بالمنطقة.
وتجلى تأثير ندرة المياه أكثر في الموسم الأخير. فمحمد بلحسين، رئيس الفيدرالية المهنية لمنتجي الزعفران بالمغرب، أكد لـ"SNRTnews"، أن إنتاج الزعفران تراجع بما بين 30 و40 في المائة في الموسم الأخير، مقارنة بالموسم الذي سبقه.
ويرجع بلحسين هذا النقص إلى تراجع تساقطات الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، حيث" تحتاج زراعة الزعفران بهذه المناطق إلى مناخ بارد وملائم، الأمر الذي له انعكاسات على الفلاح باعتباره المنتج، وبخاصة النساء اللاتي يشتغلن في حقول انتاج الزعفران، حيث يعد القطاع المورد الأساسي لجني قوتهن اليومي".
ويتوقع بلحسين أن تستمر الصعوبات التي يواجهها المزارعون، "نظرا لكون حالة الطقس التي تعرفها المناطق المنتجة الزعفران لم تعتدل بعد، الأمر الذي لن يساعد على زيادة الإنتاج".
مقالات ذات صلة
مجتمع
إفريقيا