عالم
لقاحات "كورونا".. حرب إعلامية شعواء بين الصين والغرب
19/01/2021 - 20:54
مهدي حبشياعتبر تحليل، نشر على موقع شبكة "CNN" الأمريكية، أن الحكومة الصينية تشن حملة إعلامية شعواء للنيل من سمعة المختبرات الغربية الناشطة في تطوير لقاحات ضد فيروس "كورونا" المستجد، كرد فعل على فشلها في الالتزام بالوعود التي ساقتها بتوفير لقاحات آمنة وسهلة الحفظ لفائدة الدول النامية.
وأكد التقرير أن النتائج القادمة من البرازيل حول التجارب النهائية للقاح "سينوفاك" الصيني، بيّنت أن فعالية ذلك اللقاح لا تتعدى 50,38 في المائة، بعدما بشرت الشركة في وقت سابق بفعالية قدرها 78 في المائة. وهي فعالية بالكاد تتجاوز نسبة 50 في المائة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية للموافقة على لقاح ما، ما يعد في نظر الكاتب فشلاً ذريعاً للحكومة الصينية.
وقال تقرير "CNN" إن السلطات وووسائل الإعلام الرسمي في الصين وضعت نجاح لقاحي "سينوفارم" و"سينوفاك"، بمثابة تحدٍ للكرامة والسمعة الوطنية الصينية، وسبيلاً لكسب التأييد الدولي، لاسيما في سياق دولي يتسم بتشنج العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وكذلك بسبب الاتهامات الموجهة للصين، في التسبب في تفشي الفيروس عبر إسكات المبلغين عن المخالفات وعدم التصرف في الوقت المناسب لاحتواء العدوى، حين ظهورها في مدينة ووهان الصينية أول الأمر.
ولأجل ذلك باتت الصين تتعامل بحساسية مُفرطة مع كل تقرير إعلامي يخوض أو يتساءل حول جودة لقاحاتها، خاصة حين يتعلق الأمر بالإعلام الأمريكي والغربي.
ونقل تقرير "CNN" ما ورد في مقال لصحيفة "غلوبل تايمز" الصينية، والتي اتخذت ضرب مصداقية اللقاحات الغربية أسلوباً للدفاع عن اللقاحات الصينية.
وكتب "هي شيجين"، رئيس تحرير الصحيفة المذكورة، والمملوكة للحكومة الصينية "إذا ألقينا نظرة على وسائل الإعلام في الولايات المتحدة والغرب، فسيتضح أن كل الأخبار التي تكتبها عن اللقاحات الصينية سلبية"، مضيفاً "الإعلام الغربي يسعى إلى تدمير سمعة اللقاح الصيني، على أمل أن ينتظر العالم إنتاج شركة 'فايزر' الأمريكية فائضاً من اللقاحات".
ونقل التقرير الأمريكي ما جاء في مقال آخر للصحيفة الصينية نفسها، حيث اتهم الصحافة الأنغلوفونية بالتقليل من شأن الوفيات في النرويج، بحيث شرعت تلك الدولة في التلقيح بفضل لقاح "فايزر" الأمريكي، وسجلت مجموعة من الوفيات في صفوف الملقحين، لم يجد الإعلام الصيني بُداً من ربطها بالتلقيح، متهماً الإعلام الغربي بازدواجية المعايير؛ "الإعلام الغربي كان ليحدث ضجة لو أن وفيات النرويج حدثت بسبب لقاح صيني"، يقول مقال الصحيفة الصينية.
من جهتها، كانت وزارة الصحة النرويجية قد أوضحت أن "الوفيات التي تحدث بعد مدة قصيرة من التلقيح واردة، خصوصاً بسبب السن وهشاشة الفئات الملقحة".
وبلغ الأمر حد قيام متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية بنشر تغريدة على "تويتر"، تطالب فيها وسائل الإعلام الغربية بإبداء بعض الاهتمام بموضوع الوفيات، التي تتهم لقاح "فايزر" بالتسبب فيها في النرويج.
من جهته، دافع التقرير عن توجه الإعلام الغربي تجاه ما يحدث في النرويج، قائلاً إن لديه أسباباً وجيهة لعدم التسرع في الخوض في تلك الوفيات، "من شأن ذلك أن يعتبر تضخيماً لحساسية اللقاحات التي قد يعاني منها بعض الأشخاص، لاسيما مع عدم وجود أي دليل يثبت العلاقة بين تلك الوفيات وبين التلقيح".
وقال التقرير إنه من الطبيعي أن تحدث وفيات بعد التلقيح، فمن بين ملايين الملقحين، ثمة من يعاني أمراضاً خطيرة كانت لتقتله سواء تمّ تطعيمه أم لا. كما لم ينفِ إمكانية أن تسبب الحساسية المفرطة تجاه اللقاح الوفاة في بعض الحالات، وكلها، في رأي الكاتب، لا تعني أن اللقاح، في حد ذاته، غير آمن.
ونقل التقرير عن خبير في الصناعة الدوائية قوله إنه "من بين 10 ملايين شخص، يموت 14 ألف شخص بعد شهرين على نحو طبيعي، والسبب يعود إلى الأزمات القلبية، السرطان وعدد كبير من أسباب الوفاة، غير المتعلقة بالتلقيح".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
إفريقيا