نمط الحياة
متى يعاني الطفل والمراهق من صعوبة التمدرس؟
31/10/2021 - 08:51
نضال الراضيعادة ما يذهب اعتقاد الآباء بأن غياب الحماس لدى الطفل أو المراهق للذهاب إلى المدرسة والانخراط في الأنشطة المرتبطة بها، مرتبط أساسا برفضه للتعلم أو تخوفه من المدرسة. ولكن الحقيقة هي أن مجموعة من الأطفال والمراهقين قد يعانون من "صعوبات التمدرس". وهي حالة ناتجة عن مجموعة من الأسباب النفسية والاجتماعية التي قد يعاني منها الطفل. فهل توجد حلول لتجاوزها؟
صعوبات التعلم
أوضحت ليلى شكيري، مدربة محترفة في التطوير الذاتي متخصصة في الأطفال والمراهقين، بأن الحديث عن صعوبات التعلم يكمن عندما تظهر بعض المؤشرات لدى التلميذ، تدعو شيئا ما للقلق؛ أبرزها تراجع المستوى الدراسي الذي يظهر من خلال النتائج، بالإضافة إلى ظهور سلوكيات معينة كالحديث بسلبية شديدة عن الفصل والمدرسة والتهرب من إنجاز التمارين، كما قد يلجأ الطفل لردود فعل عنيفة تجاه الآباء عند الحديث عن المدرسة.
وتفيد المتحدثة ذاتها، في حديت مع SNRTnews، بأن هذه المؤشرات غالبا ما تظهر لدى الفئة العمرية بين 6 و16 سنة، مبرزة بأن الطفل قد يواجه صعوبات التعلم منذ الاتحاق بروض الأطفال.
أسباب الصعوبات
تقول شكيري بإن صعوبات التعلم تنتج عن مجموعة من الأسباب، يمكن تحديد أبرزها في:
- ضعف اللغة أو النطق لدى الطفل.
- غياب الدعم العائلي (الطفل أو المراهق لا يقضي الوقت الكافي مع والديه بسبب انشغالهما).
- عندما يعاني الطفل من مشاكل نفسية (نقص الثقة بالنفس، صعوبة في تقبل الذات وانفصال الوالدين).
- طفل يعاني من اضطرابات سلوكية (طفل مصاب بالتوحد، طفل مفرط في الحركة والنشاط أو خجول للغاية).
وتوضح الاختصاصية أنه "من الضروري أيضا معرفة الفرق بين الطفل الذي واجه صعوبات في المدرسة لفترة طويلة والطفل الذي بدأ فجأة يواجه صعوبات، في حين كان كل شيء يسير على ما يرام وهذا مؤشر على أن الطفل بدأ يعاني من مشكل معين مستجد، كسوء المعاملة داخل الفصل أو عنف نفسي كالتنمر من طرف زملائه".
هل من حلول؟
تؤكد ليلى شكيري على أن أول خطوة يجب أن يتفادى الآباء القيام بها، عند ظهور أعراض مرتبطة بصعوبة التعلم، هي الابتعاد عن العنف وجعل الطفل يتحدث لمحاولة فهم المشكل الذي يعرقل الطفل هل هو داخل المدرسة أم في المنزل.
كما يجب على الوالدين ألا يقوما بمقارنة مستوى الطفل الدراسي مع باقي الأطفال، وهو ما من شأنه أن يزعزع ثقته بنفسه وبالتالي تفاقم المشكلة، في المقابل يجب تشجيع وتحفيز الطفل وتوفير بيئة مريحة لكي يركز أكثر في إنجاز التمارين المنزلية مع الحرص على مساعدته.
يجب على الآباء أيضا، أن يتحدثوا مع مدرس الطفل لتقييم الصعوبات التي يواجه وجعله يشعر بالأمان، عن طريق تذكيره بأنهما سيجدان الحلول معا حتى يسير كل شيء على ما يرام.
يمكن تغيير مدرسة الطفل، في حال ثبت بأن المشكل يكمن في المحيط الذي يقضي معه الطفل معظم وقته، كتعرضه للعنف النفسي داخل المدرسة، وعدم اهتمام المدرسين بالصعوبات التي يواجهها الطفل وغياب الثقة في أن تلك المؤسسة قادرة على مساعدته في تجاوز هذه الصعوبات.
في حال ظهرت على الطفل أعراض ترتبط بضعف النطق أو السمع أو الادراك أو الميل للانعزال والعنف، يجب استشارة طبيب الأطفال الذي من شأنه أن يشخص الحالة الصحية للطفل وبالتالي معرفة الأسباب التي تجعله يعاني من صعوبات التعلم.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة