نمط الحياة
محمد بنيس: الشعر ليس تزيينا للكلام
24/03/2021 - 23:02
حليمة عامرنظمت أكاديمية المملكة المغربية، بالرباط، حفل تكريم للشاعر المغربي محمد بنيس، احتفاء بمساره الشعري وتجربته المتميزة في الحياة والكتابة. وقد تميز هذا اليوم الشعري، الذي عرف مشاركة شعراء أجانب، ونخبة من المثقفين والكتاب والمبدعين، بتقديم قراءات حول أعمال الشاعر بنيس، وعدد من الشهادات في حق هذا المثقف، الذي يعد من أبرز شعراء الحداثة في العالم العربي.
بنيس: ثقافة الحرية والأبداع ما نحتاج
قال محمد بنيس، في تصريح لـ "SNRTnews" إنه: "يعتبر هذا التكريم بمثابة تحية للإبداع والثقافة في المغرب، لذلك نآمل أن يكون مناسبة للتفكير في تحويل هذا الحفل إلى نشاط سنوي يتم فيه الاحتفال وتكريم الإبداع في المغرب وفي العالم".
وأبرز:" أن كل ذلك يعني بالنسبة له، أن ثقافة الحرية والإبداع هي ما نحتاج إليه، وهي ما نريد ترسيخه في المغرب، لذلك يتمنى أن يكون هذا الحفل مناسبة للحوار والإنصات أيضا، ليكون في خدمة الأفكار الكبرى، للحرية والسلم في العالم".
وأورد بنيس، في كلمة بمناسبة تكريمه، أن" تغيب الشعر عن حياتنا، يؤدي ليس فقط إلى فقدان الكلام الذي ينعش الحياة، ويهجج نارها الخلاقة وينقلنا إلى حيث لا نهائي في الرؤية والمعرفة، وإنما يؤدي إلى هجران اللغة ذاتها، بمعنى أن كل لغة كيفما كانت تحتاج إلى الشعر حتى تبقى لغة طبيعية، فالشعر ليس وسيلة تزيين الكلام فقط، بل هو إيقاع الذات في أقصى عنفوانها"، يقول بنيس.
ويرى المثقف، الذي احتفلت به أكاديمية المملكة لأول مرة، أن "الشعر ينقل اللغة من المعلوم إلى المألوف، عندما يكون المعلوم وحده المتكلم على لسانها ويتمحور حول لونها".
الحجمري: بنيس أخلص لمشروع شعري
من جهته، أبرز عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم بأكاديمية المملكة المغربية، أنه كان سيجري تنظيم هذا الحفل قبل هذا التاريخ، إلا أن ظروف الجائحة، حالت دون أن يستمر التنسيق من أجل ذلك، فيما واصلت اللجنة العلمية، المكلفة بتنظيمه، عملها احتراما للمكانة التي توليها المؤسسة لليوم العالمي للشعر، والشاعر العربي المحتفى به، محمد بنيس.
وأبرز الحجمري، الذي تحدث عن تجربة الشاعر، المكرم منذ نشره أول دواوينه سنة 1996، أن تجربة الشعر المعاصر انفتحت، من خلال أعمال بنيس، على أسئلة الكتابة والإديولوجيا وعلى رهانات الحياة في تقاطع مع أسئلة الثقافة وأسئلة تحولاتها وامتداداتها في الثقافة والوجدان.
وقال الحجمري عن محمد بنيس، إنه "كتب عن الفنون التشكيلية، وأنجز أعمالا مشتركة في شكل لوحات وكتب فنية مع رسامين من بلاد عربية، وأمريكا واليابان، كما أخلص لمشروع شعري، أغناه بتأملات نظرية وفكرية، لا تكشف في العمق إلا عن جدوى لقصيدة وضرورتها في العالم المعاصر".
أضاف المتحدث ذاته :" الحاجة إلى الشعر ترتبط بالحرية والمغامرة والاختلاف، لأن الشعر لا يمكن إلا أن يكون كذلك"، مشددا على أن "الحديث عن الشعر حتى لو كان قديما وكلاسيكيا، هو حديث عن الحداثة، لأن جوهره وكينونته ثمينة، لا تستقر في مناطق عابرة عن المألوف".
وتابع: "ومن أجل ذلك ينشغل الشعر بما هو كوني وإنساني وإن ارتبط، بالظاهر والهويات والوطنيات، لأن سؤاله أساس كامن في المعنى، أي كامن في ما تنتجه القصيدة من قيم المجتمع، لا تكتسب أهميتها إلا بحوار مع اليومي".
وأصدرت أكاديمية المملكة المغربية بالمناسبة ذاتها كتابا فنيا عن محمد بنيس، يحمل عنوان " مقام الشعر"، وهو يتضمن عددا موسعا من الوثائق والدراسات والشهادات، لشعراء ونقاد وباحثين ومترجمين من عدة لغات.
وقدم هذا الكتاب، محمد الكتاني، أمين السر المساعد بأكاديمية المملكة المغربية، والذي قال إن هذا الكتاب متفرد بما يعرضه من صور عن أعمال بنيس، في الشعر ثم في الدراسة والنصوص والترجمة.
كما يبرز هذا الكتاب مكانة محمد بنيس في الشعر العربي الحديث وحضوره الفاعل عربيا ودوليا، عبر ما ترجم من أعماله الشعرية إلى عدة لغات.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة