مجتمع
هل الآباء مستعدون للتعليم عن بعد؟
08/01/2022 - 08:57
يونس أباعليمع اضطرار بعض المؤسسات التعليمية إلى اعتماد التعليم عن بعد، وجدت أسر نفسها مضطرة للبحث عن حلول لتنظيم حياتها مرة أخرى بما يتماشى مع وضعية أبنائها. ويزيد الأمر صعوبة لدى الأسرة التي يشتغل معيلاها معا ولا يجدان الوقت لمواكبة ومراقبة دراسة الأبناء.
بحسب رشيد جرموني، الأستاذ الجامعي والباحث في سوسيولوجيا التربية، فالظروف التي نعيشها تحتم المُزاوجة بين النمطين، وهذا الإجراء ينبني على مؤشرات علمية، لكن المشكل المطروح، في نظره، هو الاستفادة من التجربة السابقة، إذ تبين أن هناك هدرا ولاتكافؤا في الفرص، يقول جرموني.
ويشدد، في تصريح لـSNRTnews، على أن مسألة تدبير الموسم الدراسي مرتبطة بمستوى الأسر، فبعضها لا تتوفر على الوسائل التكنولوجية، وهو ما يصعب على أبنائها الدراسة.
وينضاف إلى عوائق هذه الأسر، يضيف جرموني، مشكل المجال، إذ هناك أسر تتوفر على منزل صغير فيه غرفة أو غرفتان، ناهيك عن عوامل الضوضاء وغيرها من العوامل التي لا تساعد على التركيز، أي أن العملية تصبح فارغة بحسب تعبيره.
ويرى أن مسألة تدبير زمن الأسر، بين العمل ووقت الأطفال، تفوق طاقات الوزارة ولا تتحمل فيها المسؤولية في نظره، مضيفا "يجب أن توضع حلول لفائدة الأسر لكي يبقى الأطفال تحت رعاية والديهم، إذ يقع أحيانا أن يتركوا دروسهم في حال غياب الأبوين".
واعتبر أن القطاعات الوزارية الأخرى معنية أيضا، في انتظار اعتماد الدروس المكثفة بعد تحسن الحالة الوبائية، واعتماد نوع من المرونة ومواكبة الأسر من خلال التوعية لتوفير أفضل الظروف، لأنه إذا انضافت هذه السنة إلى السنتين الماضيتين فالنتائج ستكون كارثية في نظري.
وبالنسبة لنور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لأمهات وأباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، السؤال المطروح هو هل المؤسسات مستعدة لاعتماد نمط التعليم عن بعد.
وأبرز في تصريح لـSNRTnews، أن التعليم عن بعد يربك الأسر، لأنها مع بداية السنة اعتمدت برنامجا خاصا لتنظيم عملها، وعند الاعتماد على التعليم عن بعد سيكون الأمر صعبا، لأنه لا يمكن أن يتم مواكبة الطفل وتتبع مسار تدريسه، لأن غياب المراقبة يعني أن الطفل لن يلتزم.
وشدد على أن التعليم عن بعد سيربك الأسر، لأنه لا يمكن الاعتماد عليه بمجرد قرار فجائي، وغير مُعد له، على اعتبار أن الموسم بدأ بالتعليم الحضوري، والأسر نظمت حياتها بحسب هذا النمط. لافتا إلى أن الأمر يستدعي، لتجاوز أي إكراه، الاستعداد عبر توفير كل الوسائل التكنولوجية، خاصة توفير المقررات الرقمية وتسجيل الدروس، وتكوين الأساتذة، حتى يتسنى التحول بسلاسة إلى التعليم عن بعد في حال استدعى الأمر ذلك، وهو ما من شأنه أن يخفف نوعا ما الصعوبات أمام الأسر.
وفي وقت يشدد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، على أن التعليم عن بُعد هو آخر اختيار، فقد سنت الوزارة تدابير لتأمين الدراسة في الفترة المتبقية من الموسم الدراسي 2021/2022، على ضوء استمرار جائحة كورونا وانتشار متحور "أوميكرون".
وتبتغي الوزارة، بحسب مذكرة وجهتها إلى المدراء المركزيين ومديري الأكاديميات والمؤسسات التعليمية والأساتذة، تأمين الموسم الدراسي وضمان الاستمرارية البيداغوجية وفق أنماط تتناسب مع تطورات الوضعية الوبائية، مع إعطاء الأولوية للتعليم الحضوري اعتبارا لنجاعته وفعاليته في تحقيق أهداف الفعل التربوي.
وشددت المذكرة على أن التطورات الأخيرة لمؤشرات الحالة الوبائية، خاصة بعد ظهور متحور "أوميكرون" وارتفاع حالات الإصابة، يتطلب اعتماد مقاربة استباقية لتدبير الدراسة في الفترة المتبقية للموسم.
وتقوم المقاربة على الرفع من مستوى اليقظة والالتزام الصارم والدقيق بالتدابير الوقائية والاحترازية في جميع المؤسسات التعليمية، والاستعداد لتنويع الخيارات والأنماط التربوية بما يحقق التوازن الأمثل بين التحصيل الجيد والحفاظ على الأمن الصحي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع