واش بصح
هل تخيل رسام إيطالي كيف سيكون العالم في 2022؟
26/08/2020 - 09:01
أ.ف.بتضمّن المنشور رسماً لأشخاص يقودون سيارات ذات قباب زجاجية تتّسع لشخص واحد. وكتب في التعليق المرافق "هذه اللوحة رسمها والتر مورينو سنة 1962 تحمل عنوان : الحياة سنة 2022. وكتب البعض مضيفًا "وكأنه كان على علم بكورونا وما سيرافقها من تدابير عزل".
وتزامن ظهور هذا المنشور مع تشديد الدول حول العالم إجراءات التباعد الاجتماعي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجدّ الذي أصاب الملايين وأودى بحياة مئات الآلاف.
تصوّر مستقبلي
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين شاركوا الصورة أن الرسام صاحب بصيرة ثاقبة. لكن الصورة في الحقيقة لا علاقة لها بتوقّع ظهور أوبئة أو بالتباعد الاجتماعي. فلقد أظهر التفتيش العكسي عنها باستخدام محرك غوغل أنها منشورة على الموقع الإيطالي plurale.net. ويشرح الموقع أن فكرة الصورة تخيّلها والتر مولينو أحد أشهر رسامي الكاريكاتور الإيطاليين في القرن العشرين.
ويضيف أن الرسم نشر في 16 ديسمبر عام 1962 في المجلة الإيطالية "لا دومينيكا ديل كورييري". وفي أسفل الصورة زاوية صغيرة فيها شرح باللغة الإيطالية عن معناها.
وكتب فيها "هل سنتجول في المدينة هكذا؟ بهذه الطريقة يمكن العمل على تحسين مشكلة التجول في المدن، لا بل حلّها بالكامل. وبدلاً من ركوب السيارات الضخمة، يمكن استخدام سيارات أصغر حجماً وذات مقعد واحد تحتل مساحة أقل ويطلق عليها اسم "سنغوليتاس".
لقد تصور والتر مولينو في هذا الرسم ما قد تبدو عليه الأوضاع في حال اعتمد حلّ مماثل وتطبيقه على نطاق واسع". على ضوء ذلك، تواصل فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس مع قسم الأرشيف في "كوريري ديلا سيرا" وهي الصحيفة التي ضمّت آنذاك مجلة "لا دومينيكا ديل كورييري" الصادرة بين 1899 و1989. وشرحت المسؤولة عن القسم فرانسيسكا تراما أن الصورة نُشرت على الغلاف الخلفي لأحد أعداد المجلة عام 1962، نافية ما تردّد في المنشورات المضلّلة. وردّاً على سؤال عن إمكانية وجود مقال مرفق بالمنشور فيه إشارة إلى العام 2022، أكّدت تراما أن "لا مقالات عن الصورة لأن الغلافات تكون مستقلة عن مضمون المجلة". وعادت الصحيفة واستخدمت الصورة في مقال نشر في 18 ماي 2020 عن ضرورة التفكير بوسائل التنقّل في المدن في ظلّ انتشار كورونا المستجدّ، لكن صاحب الرسم لم يقصد ذلك حين أنجزها قبل نحو ستين عاماً، ولكنّه قصد فقط التفكير بوسائل نقل خفيفة في ظلّ الازدحام.