استيراد اللحوم المجمدة.. ماذا عن جودتها وقيمتها الغذائية؟

وأصدرت الحكومة مرسوما، يقضي بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على لحوم فصيلة الأبقار والأغنام والماعز والجمال، وأفاد المرسوم، المنشور بالعدد 7203 من الجريدة الرسمية، أن هذا الإجراء سيطبق في حدود 20 ألف طن.

وقام المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، شهر أكتوبر الجاري، بإصدار يقضي بالسماح باستيراد لحوم الأبقار والأغنام والماعز، سواء كانت مجمدة أو طرية من جميع دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دول أخرى مثل ألبانيا، والأرجنتين، وكندا، وتشيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، ونيوزيلندا، وروسيا، وصربيا، وسنغافورة، وسويسرا، والأوروغواي، وأندورا.

أما بالنسبة لاستيراد لحوم الأبقار، فيُسمح بجلبها من الدول المذكورة نفسها إضافة إلى البرازيل، والباراغواي، وأوكرانيا.

وأشار القرار إلى إمكانية تعديل قائمة الدول المسموح بالاستيراد منها في حال ظهور أي تهديد صحي قد يؤثر على صحة الإنسان أو الحيوان نتيجة لاستيراد اللحوم.

كما نص القرار على ضرورة إجراء فحوصات للحوم المستوردة في نقاط المراقبة الحدودية وفقا للأنظمة السارية في المغرب.

وشدد القرار على ضرورة توفّر المستوردين على أماكن للتخزين معتمدة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مع إجراء فحوصات لهذه اللحوم في نقاط المراقبة الحدودية وفقا للمساطر السارية بالمغرب.

و"اللحوم المجمدة" هي اللحوم المحفوظة عن طريق التجميد في درجة حرارة تحت الصفر، ويتم اتخاذ هذا الإجراء للحفاظ على جودة اللحوم ونكهتها، إضافة إلى منع نمو البكتيريا والميكروبات التي قد تسبب التلف، وفق أخصائية التغذية فدوى بلوك.

وأوضحت بلوك، في حديثها لـSNRTnews، أن اللحوم المجمدة تحافظ على معظم العناصر الغذائية الموجودة في اللحوم الطازجة، شريطة أن تتم عملية التجميد والحفظ بالشكل الصحيح، مع مراعاة شروط السلامة الصحية.

وبخصوص اللحوم المجمدة المستوردة، أكدت بلوك أنه وإضافة إلى الشروط السالفة الذكر، تبقى ظروف النقل والتخزين عاملا مهما في تحديد الجودة، خصوصا الحفاظ على درجة الحرارة، وذلك بعد حصول هذه اللحوم على تصريح من طرف السلطات المختصة بالنقاط الحدودية.

وأكدت أخصائية التغذية أن اللحوم من بين المواد التي لا تتأثر كثيرا بعملية التجميد من ناحية قيمتها الغذائية، مشيرة إلى أنها تحافظ على حوالي 70 بالمائة من قيمتها الغذائية.

ومن أجل الاستهلاك الآمن للحوم المجمدة، أوصت فدوى بلوك أولا بضرورة شراء هذه المنتجات من المحلات التجارية المعتمدة، وقراءة الملصقات الموجودة عليها للتأكد من خلوها من المواد الحافظة أو الإضافات الأخرى.

وأكدت على ضرورة التأكد من تاريخ الصلاحية، ومن أن هذه اللحوم المجمدة محفوظة في درجة حرارة مناسبة، مع تجنب المنتجات المجمدة بشكل غير متساو لأن ذلك قد يشير إلى أنه قد تم إذابتها وتجميدها مرة أخرى.

وبعد اقتناء اللحوم المجمدة تنصح أخصائية التغذية بضرورة طهيها مباشرة أو وضعها فورا في المجمد حتى تحافظ على نفس درجة الحرارة التي تبقيها آمنة للاستهلاك.

وعند استهلاك اللحوم المجمدة، أكدت بلوك على ضرورة إذابتها بشكل صحيح قبل الطهي، وتجنب إذابتها في درجة حرارة مرتفعة، مشيرة إلى ضرورة طهيها بشكل جيد للتأكد من قتل أي بكتيريا قد تكون موجودة، مع ضرورة طهي هذه اللحوم في أجل لا يتعدى 24 ساعة بعد إذابتها.

وبخصوص كيفية الحفاظ على سلامة هذه اللحوم طيلة مسار عملية توريدها للمغرب، أكد الفاعل في قطاع اللحوم الحمراء عبد الرحيم الشطبي، أن هناك شروطا معتمدة في الاتحاد الأوروبي وفي البلدان الأخرى وهم مقيدون بها، كما توجد معاهدات مرتبطة بالصحة العمومية والحيوانية.

ولفت الشطبي، في تصريح لـSNRTnews إلى أن اللحم المستورد سيكون مرفقا بشهادة "حلال"، مسلمة من مراكز إسلامية معتمدة، إلى جانب شهادة تبين مكان الذبح وتاريخه وكيفيته.