مجتمع
بوحمرون.. أعراضه وكيفية انتشاره وطرق الوقاية منه
22/01/2025 - 16:55
مراد كراخي
يشهد المغرب ارتفاعا متزايدا في حالات الإصابة بالحصبة (بوحمرون)، إذ يبلغ عدد الإصابات منذ أكتوبر 2023، حوالي 20 ألفا مع تسجيل أزيد من مائة حالة وفاة. فما هي أعراض هذا المرض؟ وكيف ينتشر؟ وطرق الوقاية منه؟
يُعرّف الحصبة أو (بوحمرون) من طرف منظمة الصحة العالمية بكونه مرضا شديد العدوى سببه فيروس ينتشر بسهولة عندما يتنفس شخص مصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضا وخيما ومضاعفات بل وحتى الموت، ويمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال.
وفي هذا السياق قال سعيد عفيف، الطبيب الأخصائي في طب الأطفال، ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية إن الحصبة (بوحمرون) يصنّف بكونه من أكثر الأمراض المعدية في العالم وأسرعها انتشارا.
وأوضح عفيف لـSNRTnews أن هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، خصوصا بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية.
الأعراض
ينتشر هذا المرض، وفق منظمة الصحة العالمية، عن طريق ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق الصادرة أثناء السعال أو العطس أو استنشاق الهواء الصادر عن شخص مصاب.
ويظل الفيروس نشطا ومُعديا في الهواء أو على الأسطح الملوثة به لمدة تصل إلى ساعتين ويمكن لشخص واحد مصاب بالحصبة أن ينقل العدوى إلى تسعة من كل 10 أشخاص من المُخالطين المقربين غير المُطعَّمين.
وتشمل مضاعفات المرض الإصابة بالعمى، والتهاب الدماغ، والإسهال الوخيم والجفاف المرتبط به، والتهابات الأذن، ومشكلات في التنفس، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، وإذا أصيبت المرأة بهذا المرض خلال الحمل، قد يُشكل ذلك خطورة على الأم ويمكن أن يؤدي إلى ولادة طفلها قبل الأوان مع انخفاض الوزن عند الولادة.
وتبدأ أعراض الحصبة عادة بعد 10 و14 يوما من التعرض للفيروس، وتستمر الأعراض المبكرة لمدة تتراوح من 4 إلى 7 أيام، وتشمل سيلان الأنف، والسعال، وعيون حمراء ودامعة، وبقع بيضاء صغيرة في الخدين من الداخل.
ويبدأ الطفح الجلدي بعد 7 إلى 18 يوما من التعرض للفيروس، ويبدأ بالظهور على الوجه وأعلى الرقبة حتى يصل في النهاية إلى اليدين والقدمين.
أسباب الانتشار بالمغرب
رغم توافر لقاح مأمون وعالي المردودية ضد الحصبة، أشارت منظمة الصحة، إلى أن عام 2023 شهد وقوع نحو 107 آلاف و500 وفاة بسبب المرض في العالم، معظمها وقعت في صفوف أطفال دون سن الخامسة من غير المُلقّحين أوالمنقوصي التلقيح.
وبالنسبة للانتشار المقلق لهذا المرض في المغرب يرى عفيف أن جائحة كورونا تُعتبر السبب الرئيسي، مشيرا إلى أن هذا المرض كان قد اختفى بشكل شبه كلي بالمملكة منذ أزيد من 10 سنوات بسبب تكثيف حملات التلقيح ضد الفيروس المسبب له.
وأوضح الطبيب الأخصائي في طب الأطفال، أن تداعيات جائحة كورونا تسببت بشكل مباشر في انخفاض الإقبال على التلقيح ضد (بوحمرون)، مما أدى إلى وقوع انتكاسة على مستوى جهود التصدي للمرض، مما ساهم في انتشاره السريع، ليس بالمغرب فقط بل في جميع أنحاء العالم.
الوقاية
يعتبر التلقيح على نطاق المجتمع المحلي هو السبيل الأنجع للوقاية من الحصبة، وفق منظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى ضرورة تلقيح جميع الأطفال ضد هذا المرض، علما بأن اللقاح مأمون وناجع وغير مكلف.
وينبغي أن يحصل الأطفال على جرعتين من اللقاح ضمانا لتزويدهم بالمناعة ضد المرض، وعادة ما تُعطى الجرعة الأولى للطفل في عمر 9 أشهر في البلدان التي تنتشر فيها الحصبة وفي عمر يتراوح بين 12 و15 شهراً في بلدان أخرى، وينبغي إعطاء الطفل جرعة ثانية من اللقاح في وقت لاحق من مرحلة الطفولة عند بلوغه عمراً يتراوح بين 15 و18 شهراً في العادة.
وبالنسبة للمغرب دعا سعيد عفيف إلى ضرورة الانخراط في الحملة الاستدراكية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من أجل تعزيز التلقيح ضد الحصبة (بوحمرون)، مشيرا إلى أن أخذ جرعتين من اللقاح يبقى الحل الوحيد للحد من انتشار هذا المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة.
وأكد أن الإجراء الأول لمحاربة انتشار هذا المرض يتمثل في تحديد الأشخاص غير المطعمين؛ من خلال مراجعة الدفاتر الصحية للأطفال في المراكز الصحية والعيادات للتأكد من حصولهم على الجرعات اللازمة للوقاية من المرض، واستكمال الجرعات لمن تلقى جرعة واحدة فقط.
وفي حالة التأكد من عدم الحصول على التلقيح ضد المرض، شدد المتحدث ذاته على وجوب أخذ جرعتين من اللقاح، مشيرا إلى أن هذا اللقاح متوفر مجانا بجميع المراكز الصحية العمومية.
هل هناك علاج؟
لا يوجد علاج محدّد للحصبة، وفق منظمة الصحة، التي تؤكد على ضرورة أن تركز عملية تقديم الرعاية على تخفيف حدة الأعراض لكي يشعر المريض بالارتياح ويُحال دون تعرّضه لمضاعفات.
ويشير المصدر ذاته، إلى أنه يمكن أن يؤدي شرب كميات كافية من الماء وأخذ علاجات التجفاف إلى تعويض المريض عمّا يفقده من سوائل بسبب الإسهال أو التقيؤ، ومن الضروري أيضا تناول أطعمة مغذية في إطار اتباع نظام غذائي صحّي.
وقد يلجأ الأطباء إلى استعمال المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والعين.
وينبغي أن يحصل جميع الأطفال أو البالغين المُصابين بالحصبة على جرعتين من المكملات الغذائية الفموية بفيتامين "ألف"، على أن تُعطى لهم بفارق زمني مدته 24 ساعة.
ويعيد هذا العلاج مستويات الفيتامين "ألف" إلى مستوياته الطبّيعية التي تحدث حتى عند الأطفال الذين يتغذون تغذية جيدة، كما يمكن أن يساعد في منع تلف العين والإصابة بالعمى، وقد تقلل أيضا المكملات الغذائية بالفيتامين "ألف" عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض.

مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
عالم