تكنولوجيا
المدرسون ينخرطون في ثورة الذكاء الاصطناعي رغما عنهم
09/02/2025 - 14:31
أ.ف.ب
يعمل الذكاء الاصطناعي على حفر مكانة له بسرعة في قطاع التعليم، لكنه يثير في الوقت عينه قدرا كبيرا من المخاوف والتردد.
يقول أدريان ميسون، من نقابة المعلمين "SE Unsa" في فرنسا، إن "الذكاء الاصطناعي أصبح جزءا من المشهد، وفي مواجهة الثورة التكنولوجية، نحن مضطرون إلى أن نسأل أنفسنا كيف يمكن للمدارس مجاراته".
وبحسب دراسة استشهد بها تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، فإن 90% من تلامذة السنة الأولى في المرحلة الثانوية في فرنسا استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي للقيام بواجباتهم المدرسية.
ويقر ميسون بأن التلامذة "متقدمون إلى حد ما" على المعلمين، ولكنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي "بشكل جامح تقريبا"، من دون إشراف، في حين أن ذلك ينطوي على مخاطر جمة ترتبط خصوصا بـ"تثبيت الصور النمطية، وسرية البيانات الشخصية، وفقدان المهارات والحضور البشري في حال تفويض الكثير" من المهام إلى الآلات.
وتشرح كاترين ناف بختي، الأمينة العامة لنقابة أخرى هي CFDT Education، "لدينا زملاء بدأوا الاعتماد بسرعة كبيرة على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لجعل الطلاب يلاحظون كيفية عملها، وإنتاج النصوص وإعادة صياغتها بعد ذلك، لتعلم كيفية التعرف على الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي".
ويوضح مدرس الفيزياء في إحدى المدارس الثانوية في باريس تيبو بليسون لوكالة فرانس برس، أنه "يختبر أحيانا الإجابات" من أداتي الذكاء الاصطناعي التوليدي "كلود" و"تشات جي بي تي"، بهدف "استلهام الأفكار أو التحقق من عدم نسيان أي شيء"، لكنه يأسف لغياب الطابع الأصلي في الإجابات التي تقدمها هذه الخوارزميات.
ولتلبية هذه الاحتياجات الجديدة، وتحدي هذا التعلم الجديد، تقدم شبكة "كانوبيه"، وهي هيئة متعاونة مع وزارة التعليم الوطني الفرنسية، بوابة تحتوي على وحدات تعليم مرتبطة بالذكاء الاصطناعي يتابعها 10 آلاف معلم، وفق المديرة العامة للشبكة ماري كارولين ميسير.
وقد استخدمت المعلمة إيناس دريج الذكاء الاصطناعي بشكل محدود في تدريس الفلسفة، بهدف جعل طلابها على دراية بحدوده، وإظهار "تفوق الذكاء البشري" لهم، مشيرة إلى أنها تستطيع بسهولة تحديد ما إذا كانت النسخ التي تصححها قد كتبت باستخدام محركات الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب "أسلوبها النمطي، وميلها نحو الإيقاعات الثلاثية"، مضيفة، "إنه مليء بالتحيز والرقابة، ويجانب بدرجة كبيرة الغوص في أمور جدلية، "على العكس تماما مما نبحث عنه في الفلسفة".
على سبيل المثال، طلبت هذه المعلمة من طلابها العمل على موضوع استفزازي إلى حد ما: "هل يمكننا أن نرغب في تدمير الدولة؟" ولم يقدم "تشات جي بي تي" سوى إجابات مؤيدة للديموقراطية، من دون النظر في الحجج المؤيدة للتيارات الفوضوية أو الثورية المناهضة للأنظمة الاستبدادية.
وبالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، يقدم قطاع التكنولوجيا التعليمية بأكمله تقنيات التعليم والتدريس، مجموعة من التطبيقات ذات الاستخدامات المتنوعة، بما يشمل على سبيل المثال تصميم التسلسلات التعليمية، والتمارين، والترجمة الفورية للتلامذة المتحدثين غير الأصليين باللغات أو لذوي الإعاقة.
وفي مجال التعليم العالي، أعلنت شركة "ميسترال" للذكاء الاصطناعي الفرنسية، يوم الأربعاء الماضي، أنها عقدت مع جمعية Edtech France، التي تدير جهات عاملة في القطاع التعليمي، "تحالفا" مع عشر جامعات ومؤسسات، من بينها المعهد الوطني للفنون والمهن، لتزويد الطلاب والمعلمين بتقنيات ذكاء اصطناعي أوروبية "قوية وموثوق بها".
ووفق دراسة أجرتها شركة "غلوبال ماركتس إنسايتس" Global Markets Insights، فقد وصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في التعليم العالمي إلى 4 مليارات دولار عام 2022،
وتقول إيناس دريج، "نتلقى الكثير من التعليمات السياسية لاستخدام" هذه التطبيقات، و"يواجه بعض الزملاء صعوبة في استخدامها، خصوصا وأننا لا نملك حتى الآن خطة تدريب منظمة حقا بشأن هذه المسألة، ولا نملك أي منظور مسبق بشأن القيمة التعليمية المضافة".
وفي حين تقدد هذه الأستاذة إمكانية أن تساعد بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعلمين في أتمتة بعض المهام الإدارية، فإنها تشير إلى قضايا أخلاقية، مثل إمكانية قيام الذكاء الاصطناعي بتقويم أعمال الطلاب، ما قد يؤدي إلى كسر "عقد الثقة بين الطالب والمعلم".

مقالات ذات صلة
تكنولوجيا
تكنولوجيا
اقتصاد
تكنولوجيا