فن وثقافة
وثائقيات رمضانية على الأولى .. نافذة على التراث المغربي
10/02/2025 - 13:30
SNRTnews
تعد قناة "الأولى" جمهورها بباقة من الأعمال الوثائقية خلال شهر رمضان الفضيل، تسلط الضوء على التراث والتاريخ المغربي، وتعكس ثراء الهوية، ومنها "من سوق لسوق"، الذي يأخذ المشاهدين في رحلة لاستكشاف تاريخ وعادات الأسواق التقليدية المغربية. كما تبث القناة مواسم جديدة من برامج تبرز أصالة الثقافة المغربية، مثل "أمالاي"، و"أرض البركة"، و"عبق التراث"، و"عيوط ومكاحل" و"أهل المغرب".
"أمالاي"..قصيدة تحتفي بالموسيقى والثقافة والسفر
يعؤض الوثائقي "أمالاي" في موسمه الجديد كل يوم إثنين في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث يأخذ مقدم البرنامج "خالد البركاوي" مشاهدي القناة في جولة استثنائية لاستكشاف الكنوز الموسيقية والثقافية المميزة للمملكة المغربية. تبدأ الرحلة من جبال الأطلس في تنغير، مرورا بقلعة مكونة المميزة بزهورها ومهرجاناتها، وصولا إلى عمق الصحراء المغربية، حيث تمتزج الألحان الصحراوية بإيقاع الرمال والنجوم.
في كل محطة، يكشف خالد البركاوي عن طبقات خفية من الإبداع والجمال، معرفا الجمهور على مواهب فنية من الماضي والحاضر، بعضها معروف، وبعضها الآخر في انتظار أن يُكتشف.
"أمالاي" لا يحتفي بالموسيقى كفن فحسب، بل يعكس ثقافات غنية ومتنوعة، ويعرف بأصوات وألحان نادرة، وآلات موسيقية غير مألوفة. ليعيش الجمهور تجربة حافلة بالتفاصيل، تجمع بين الأهازيج التقليدية التي تحكي قصص الأجداد، والألحان الحديثة التي تعكس تطلعات الشباب، ليقدم مزيجا متناغما بين الأصالة والمعاصرة.
"أمالاي" ليس مجرد سلسلة وثائقية، بل مغامرة تمتد عبر أزمنة وأماكن مختلفة، ونافذة على عالم نابض بالألوان والألحان، للتعرف على جوهر التراث الإنساني والموسيقي، وقائد هذه الرحلة فنان يجمع بين مهاراته ككاتب، وملحن، وقائد أوركسترا، وعازف إيقاع.
بين الماضي والحاضر.. "عبق التراث"يعيد الحياة إلى الاحتفالات المغربية
يأخذ وثائقي "عبق التراث" مشاهدي القناة "الأولى" في جولة عبر التاريخ المغربي، من خلال استعراض الاحتفالات والمناسبات التقليدية التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة، ويسلط الضوء على العادات والطقوس التي تشكل جزءا أساسيا من الهوية الثقافية للبلاد، حيث ينقل المشاهدين في رحلة عبر مدن وأقاليم مغربية مختلفة، مستعرضا تنوع التقاليد التي توارثتها الأجيال عبر الزمن.
يركز البرنامج على أبرز المناسبات المغربية، مثل حفلات الزواج، والختان، والولادة، والأعياد الدينية، إلى جانب طقوس أخرى تحمل إرثا ثقافيا عريقا، كما يظهر" عبق التراث" كيف يتم الاحتفاء بهذه المناسبات بأسلوب يجمع بين الفرح والأصالة، ليعكس بذلك عمق الثقافة المغربية وثراء موروثها الشعبي.
ويهدف الوثائقي إلى توثيق هذه الطقوس بهدف إحياء الذاكرة الجماعية والحفاظ على التراث الثقافي الغني، كما يسعى إلى تعريف الأجيال الجديدة بأهمية هذه العادات في تشكيل الهوية المغربية وتعزيز الوعي الجماعي بأهمية صون العلاقة المتينة بين الماضي والحاضر.
يعرض "عبق التراث" كل يوم خميس، في الساعة الحادية عشرة ليلا، على "القناة الأولى".
ويلتقي مشاهدو القناة الأولى مع السلسلة الوثائقية "أهل المغرب" كل، يوم جمعة ابتداء من الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا.
على خطى الأولياء.. رحلة بصرية في روحانيات المغرب
يستكشف الوثائقي المسار الفريد للتدين في المغرب، متتبعا تنوع مظاهره بين التصوف، والزوايا، والمكتبات، والموسيقى الروحية، وطرائق السلوك الصوفي، ضمن مزيج ثقافي ثري يجمع بين العربية، والأندلسية، والأمازيغية، والحسانية. إنها رحلة توثق تجليات الروحانية في العمارة، واللباس، والعادات، ورحلات الحج. تتنقل حلقاته بين شخصيات بارزة ونصوص تراثية زاخرة، تعكس العمق الروحي والثقافي لهذا البلد.
كما يتوقف الوثائقي عند نداءات السماء من الأذان والتلاوات المميزة بصبغة مغربية، إلى المناجاة القلبية بالأوراد والصلوات. ثم يغوص في عوالم الملحون، حيث تتجلى الكلمات عشقا إلهيا ومدحا نبويا. ومن هناك، يبحر في عالم المخطوطات النفيسة، مثل "دلائل الخيرات" للجزولي، و"بردة البوصيري"، وغيرها من النصوص التي أثرت في التصوف المغربي وأضفت عليه طابعا كونيا.
يعتمد العمل الوثائقي على شهادات علماء وباحثين، كما يعيد تمثيل مشاهد من حياة الأولياء والمتصوفة بأسلوب بصري أخاذ، ينقل المشاهد إلى أجواء التصوف المغربي، حيث يلتقي الجمال بالجلال في مملكة كانت وما زالت منارة للروحانية في العالم. المغرب، الذي لطالما وصف بأنه "أرض تنبت الأولياء كما تنبت الأرض الكلأ"، ظل عبر العصور موطنا للعلماء والصالحين ووريثا روحيا لتراث الغرب الإسلامي. وقد ترسخت هذه الهوية الروحية باستقبال "آل البيت" منذ عهد الأدارسة، ليبلغ هذا العمق الروحي ذروته مع العلويين، حيث امتد إشعاع التصوف المغربي شرقا وغربا، مغذيا الوجدان الإنساني بنفحاته العرفانية.
"أرض البركة": وثائقي يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي للمغرب
يأخذ الوثائقي "أرض البركة" المشاهد في رحلة بصرية فريدة، يستكشف من خلالها التنوع الغني للمملكة المغربية، ويقدم نظرة شاملة على كل منطقة بأسلوب يبرز خصوصياتها الزراعية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمعمارية، والحرفية، والثقافية والدينية. يستعرض "أرض البركة" تاريخ المدن والقرى المغربية، كاشفا عن نشأتها ومميزاتها التي تجعلها متفردة. كما يتنقل بين مختلف المناطق، من الشمال إلى الجنوب، مرورا بمدن مثل طنجة، والصويرة، وقلعة مكونة، ليسلط الضوء على العادات والتقاليد التي تشكل مزيجا فريدا يعكس تراثا تطور عبر القرون.
إلى جانب إبراز المعالم السياحية والظروف الاجتماعية والاقتصادية، يركز الوثائقي على الحرف والصناعات التقليدية التي تُعد جزءا أساسيا من الهوية الثقافية لكل منطقة. كما يقدم لمحة عن خصوصية الطبخ المحلي التي تعكس التنوع البيئي والثقافي للمغرب، مما يبرز التفاعل العميق بين الطبيعة والمجتمع.
"أرض البركة" ليس مجرد وثائقي، بل نافذة تكشف كيف يتعايش التراث المغربي العريق مع الحداثة، موضحا كيف تتفاعل الثقافة التقليدية مع التطورات المعاصرة.
يعرض "أرض البركة" كل يوم سبت ابتداء من الساعة الحادية عشرة ليلا، على القناة "الأولى".
"عيّوط ومكاحل".. الفروسية المغربية وألحان العيطة في عرض فريد من نوعه
هو عرض استثنائي يأخذ المشاهد، كل يوم أحد ابتداء من الحادية عشرة ليلا، في رحلة ساحرة إلى أعماق التراث المغربي، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد ينبض بالحيوية والإثارة. هذا الفن العريق، المعروف بـ"التبوريدة" أو "الفانتازيا"، ليس مجرد استعراض أو رياضة، بل هو احتفال حيّ بالتاريخ يعكس مشاهد من الحروب القديمة ويعيد إحياء تقاليد بطولية على ظهور الخيل. ما يميز "التبوريدة" هو العلاقة الفريدة بين الفارس وحصانه، تلك الرابطة التي تتجاوز حدود الرياضة إلى عالم من الإحساس العميق والفخر. فالحصان هنا ليس مجرد وسيلة تنقل، بل هو شريك في الحياة، رمز للنجاح والبركة، ومصدر رئيسي للفرح في الاحتفالات الكبرى والمناسبات.
هذا العرض المميز يقدمه الفنانان محمد عطير وعبد الله أجيل، اللذان يضمنان لمشاهدي القناة تجربة فنية ممتعة تجمع بين المرح والثقافة، في فضاء يتيح الاستمتاع بروائح البارود التي تملأ الأجواء، وألوان الملابس الزاهية التي يرتديها الفرسان، وزخارف الخيول المتقنة من سروج ولُجُم مزخرفة بأحجار وأشكال فنية أخاذة.
في "عيّوط ومكاحل"، يدخل الجمهور عالما يكون فيه الحصان ملك الساحة، حيث يندمج التراث المغربي الأصيل مع روح العصر الشعبية، كما ستكون موسيقى العيطة الرفيقة الدائمة لهذا العرض، حيث تنبض ألحانها في كل زاوية، وتحكي للمشاهدين قصصا عن الخيل والفرح الذي يعم الأجواء، ما يضفي على "عيّوط ومكاحل" سحرا لا يُنسى.
"من سوق لسوق".. حيث تنبض الحياة بروح التراث
خصصت "الأولى" ضمن باقة أعمالها الوثائقية التي ستقدم خلال شهر رمضان المبارك، سلسلة وثائقية حول الأسواق الأسبوعية، باعتبارها تجسد التراث والثقافة المغربية، وهي سلسلة "من سوق لسوق" التي ستعرض كل يوم أحد في تمام الساعة الحادية عشرة ليلا.
ينقل البرنامج تفاصيل الأسواق المغربية، حيث تتمازج الروائح الزكية، والألوان الزاهية، والأصوات المتداخلة في لوحة فريدة تعكس جوهر المغرب الأصيل. هنا، يتجلى سحر الماضي في تفاصيل الحاضر، فتأخذك الأزقة والباعة إلى قلب الحكايات المتوارثة.
تبدأ الحكاية مع أول خيوط الفجر، حين يحضر المزارعون بخيرات أرضهم، ويعرض التجار كنوزهم، ويجوب الزوار بين البضائع بحثا عما يثري يومهم. أما الإفطار في هذه الأسواق، فليس مجرد وجبة، بل طقس اجتماعي دافئ، حيث يلتقي الأصدقاء والعائلات لتبادل الأحاديث وتقاسم لحظات الصباح الأولى. وسط أكوام الفواكه الطازجة، والتوابل العطرية، والمنسوجات الزاهية، يبرز التنوع الثقافي الذي لا يعرف حدودا. كل ركن في السوق يحكي فصلا من تاريخ المغرب، وكل لقاء بين البائع والمشتري يضيف قصة جديدة إلى نسيج الحياة اليومية، حيث تمتزج التجارة بالحكايات، والبيع بالابتسامات.
الأسواق ليست مجرد أماكن، بل عوالم تنبض بالحياة، تنسج تفاصيل اليوم المغربي بخيوط من التقاليد والحداثة، في تناغم ساحر لا يمكن أن تجده إلا هنا.
ومن منطلق مكانتها تواصل القناة الأولى تصدرها للمشهد السمعي البصري الوطني عبر برمجة متميزة تتماشى مع روح شهر رمضان الفضيل، حريصة على تقديم محتوى تلفزيوني يعكس القيم الأصيلة للمجتمع المغربي، مع لمسات إبداعية حديثة، مما يجعلها الاختيار المفضل للأسرة المغربية خلال شهر رمضان.

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة