مجتمع
شجرة الأركان تحت وطأة الجفاف للعام التاسع .. معهد البحث الزراعي يراهن على الأصناف المقاومة
14/02/2025 - 08:12
حليمة عامر
تواجه شجرة الأركان، إحدى الثروات النباتية الفريدة في المغرب، عامها التاسع تحت وطأة الجفاف، مما يشكل تهديدا مباشرا لاستمراريتها وإنتاجها. فمع التغيرات المناخية المتسارعة وتراجع الموارد المائية، باتت هذه الشجرة المقاومة بحاجة إلى تدخلات علمية لحمايتها وضمان استدامتها.
في هذا السياق، يقود ميموني عبد العزيز، رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير، فريقا من الباحثين لإجراء دراسات علمية معمقة تهدف إلى تعزيز قدرة شجرة الأركان على التكيف مع الظروف المناخية القاسية.
وتشمل هذه الأبحاث تطوير أصناف جديدة من الأركان الفلاحي، وتحسين أساليب الإنتاج، ودراسة تأثير التغيرات البيئية على نمو وإنتاجية الأركان.
ويؤكد ميموني، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه الجهود تكتسي أهمية بالغة، ليس فقط للحفاظ على هذا التراث النباتي، بل أيضا لدعم الاقتصاد المحلي، إذ يعتمد العديد من سكان مناطق انتشار الأركان بسوس ماسة وأجزاء من الجنوب الشرقي للمغرب على إنتاج زيت الأركان كمصدر أساسي للدخل.
ويشير الأستاذ الباحث إلى أن شجرة الأركان تأثرت بشدة بالتغيرات المناخية، حيث أصبحت العديد من الأشجار في أكادير جافة تماما.
ويضيف أن ما يميز الأركان عن غيره من الأشجار المثمرة هو قدرته على التعافي بعد فترات طويلة من الجفاف، إذ يمكن أن يعود إلى الاخضرار بعد خمس سنوات من تساقط الأمطار، خلافا لأنواع أخرى قد تموت نهائيا. إلا أنه، بعد تسع سنوات متواصلة من الجفاف، باتت أغصان الأركان شبه يابسة، ما يستدعي إخضاعها للبحث الزراعي عند هطول الأمطار لتقييم مدى قدرتها على التجدد.
ويؤكد الأستاذ الباحث أن الأركان يتميز بقدرته الفائقة على تحمل الجفاف، إذ أظهرت التجارب العلمية أنه يستهلك أقل من خُمس كمية المياه التي تحتاجها الأشجار المثمرة الأخرى.
ويعمل الباحثون بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على تطوير أصناف من الأركان الفلاحي المقاوم للجفاف، بهدف الحفاظ على إنتاجيته، شأنه شأن أي شجرة مثمرة، وضمان استمرارية إنتاج الزيت.
ولتكييف زراعة الأركان مع الظروف المناخية المتغيرة، طور المعهد سبعة أصناف مقاومة للجفاف، قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتتمتع بإنتاجية جيدة مع استهلاك محدود للمياه. هذه الأصناف مصادق عليها من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، غير أن عملية الإكثار لا تزال جارية، إذ تحتاج إلى بعض الوقت قبل توفيرها للفلاحين وبدء غرسها، وفقا للمتحدث ذاته.
ومن المتوقع، خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، أن تبدأ زراعة شتلات هذه الأصناف الجديدة في مختلف المناطق المعروفة بإنتاج الأركان، نظرا لخصائصها الجيولوجية. ورغم أن الأركان يتطلب مناخا جافا، إلا أنه يواجه صعوبة في مقاومة الرياح القوية
وذكر ميموني أنه تم تجريب هذه الأصناف الجديدة في ضيعة فلاحية بالعيون، حيث أثبتت نجاحها، ما يعزز الآمال في اعتمادها كحل عملي لمواجهة تحديات الجفاف والتغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
مجتمع
اقتصاد