مجتمع
2021 .. استراتيجية استباقية في التزود باللقاحات
22/12/2021 - 20:23
وئام فراجاقتنت المملكة 66 مليون جرعة من لقاحي أسترازينيكا المصنع في الهند وسينوفارم الصيني، قبل الإعلان عن انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا.
أولى دفعات اللقاح
وتوصل المغرب، يوم الجمعة 22 يناير 2021، بأول دفعة من اللقاح البريطاني "أسترازينيكا" من جمهورية الهند، ليتوصل بعد ذلك بدفعة أولى من لقاح سينوفارم من جمهورية الصين الشعبية.
وبعد الاستفادة من كمية هامة من اللقاحين المذكورين، تعزز مخزون المغرب من اللقاحات، في شهر يوليوز 2021، بحوالي 300 ألف جرعة من لقاح جونسون آند جونسون أحادي الجرعة، وذلك في إطار آلية "كوفاكس" العالمية لتأمين اللقاحات للدول الفقيرة.
كما توصلت المملكة، يوم الجمعة 13 غشت 2021، بالدفعة الأولى من لقاح "فايزر- بيونتيك"، من أجل الاستمرار في توسيع الفئات المستهدفة من التلقيح.
وأكدت وزارة الصحة، في وقت سابق، سلامة وفعالية اللقاحات المعتمدة بالمغرب لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وذلك من خلال النتائج الإيجابية والتجارب السريرية التي أجريت في المغرب ودول أخرى، مشيرة إلى أن هذه العملية تراقبها لجنة علمية رفيعة المستوى.
تنويع مصادر اللقاحات
وفي هذا الإطار، أشاد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، بسياسة المغرب الاستباقية في التزود باللقاحات، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس كان سباقا للتواصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في شهر غشت لسنة 2020، قصد إبرام اتفاقية مع شركة سينوفارم الصينية لإجراء الأبحاث السريرية بالمغرب وتزويده باللقاح.
وأضاف أن المملكة أبرمت، في شهر شتنبر 2020، اتفاقا مع شركة أسترازينيكا بهدف شراء كمية هامة من اللقاح، ما مكن المغرب خلال شهر يناير 2021 من إطلاق حملته الوطنية للتلقيح، في إطار منظم ومحكم.
وأبرز، المتحدث ذاته، أن استباقية المغرب جاءت في وقت لم تتوقع فيه عدة دول أن يكون اللقاح جاهزا خلال نهاية سنة 2020، وتأخرت، إثر ذلك، في إبرام اتفاقيات لتزويد سكانها باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأكد حمضي توفر المملكة على كميات هامة من اللقاحات، التي مكنته من التوجه إلى جميع فئات المجتمع، والشروع في تلقيح التلاميذ ما بين 12 و17 سنة، فضلا عن المرور إلى التلقيح بالجرعة الثالثة في وقت وجيز.
وتميزت الحملة الوطنية للتلقيح، يضيف الباحث في السياسات والنظم الصحية، بتنويع المملكة لمصادر اللقاحات المضادة لكورونا، إذ رخصت لاستعمال لقاح سينوفارم وأسترازينيكا وجونسون وفايزر.
كما رخص المغرب لاستخدام لقاح سبوتنيك v الروسي المضاد لفيروس كورونا، في شهر مارس 2021، إلا أنه لم يضطر لاستيراد أي شحنه منه إلى حدود الآن.
وحول أهمية تنويع مصادر اللقاحات، أبرز حمضي، أن "هذا التنوع مهم في حال وقوع أي مشكل أو انقطاع في أحد اللقاحات المعتمدة، إذ يتم اللجوء إلى شركات أخرى لسد الخصاص في أقرب وقت"، مضيفا أن "بعض اللقاحات تكون أكثر فعالية مقارنة بأخرى، ما يستدعي تنويعها لتحقيق النجاعة المنشودة".
تصنيع اللقاح في المغرب
لم تتوقف مبادرات المغرب المتعلقة باللقاحات عند الاستيراد، بل تعدت ذلك بالمرور إلى مرحلة متقدمة من التلقيح وهي تصنيع اللقاحات بالمغرب.
وترأس جلالة الملك محمد السادس، يوم الاثنين 07 يوليوز 2021، بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى بالمغرب.
ويروم هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط، وسيعبئ المشروع استثمارا إجماليا قدره 500 مليون دولار.
وفي تصريح سابق لـSNRTnews، كشف البروفيسور جعفر هيكل، أخصائي الأمراض المعدية والطب الوقائي، والخبير في اقتصاد الصحة، أن مشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" ولقاحات أخرى بالمغرب، الذي تم تحت إشراف جلالة الملك، سيدخل المملكة في نوع جديد من الاقتصاد، وهو "الاقتصاد الصيدلي".
وأكد هيكل أن هذا المشروع سيمكن المملكة من حماية المغاربة من الإصابة بمرض كوفيد- 19، الذي يكلف أموالا مهمة، "حيث تبلغ تكلفة المريض الواحد ما بين 14 ألف درهم إلى 18 ألف درهم، بالنسبة للحالات البسيطة، أما في حالة وصول المريض إلى الإنعاش فالتكلفة قد تصل إلى 64 ألف درهم".
في تصريح مماثل، أبرز الدكتور نبيل الزويني، عضو لجنة اليقظة الإقليمية بمندوبية الصحة بمكناس، أن هذه المبادرة ستمكن المغرب من تحقيق اكتفاء ذاتي وتأمين صحي، سيجعل المملكة في منأى عن بعض المشاكل الناتجة عن ندرة اللقاح، وحرب التزود باللقاحات التي تخوضها مجموعة من الدول.
وأضاف أن هذه العملية ستمكن المغرب، أيضا، من تزويد القارة الإفريقية باللقاح، ما سيشكل بعدا ديبلوماسيا وجيو استراتيجيا للمملكة، مشيرا إلى أنه "لولا المبادرات الملكية لم يكن المغرب سيتبوأ هذه الصدارة، على أمل تجاوز الأزمة الصحية العالمية في القريب العاجل".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع