مجتمع
سبعة رجال .. محمد بن سليمان الجزولي 7/4
15/04/2022 - 23:48
حليمة عامروفي هذه السلسلة نتطرق لرابع رجالات مراكش، الذي ورد في كتاب "سبعة رجال" لحسن جلاب، وهو أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي، الذي يرجع المؤرخون نسبه إلى علي بن أبي طالب.
ويقول جلاب إن سيرة الجزولي يكتنفها كثير من الغموض: فالمراحل غير واضحة، والآراء فيها متضاربة، كما يطغى فيها الجانب الأسطوري على الواقع.
ويحكي جلاب أن الجزولي ولد في مدشر "تانكرات" في سوس، ببلاد الساحل، على واد يعرف بهذا الاسم. ولا يعرف متى كان ذلك على وجه التحديد، إذ كان هناك اختلاف حول تحديد تاريخ ولادته، مثلما هو الأمر بالنسبة إلى تاريخ وفاته.
خرج الجزولي من بلاده وقصد فاس لطلب العلم، فنزل بمدرسة الصفارين. وكان يعيش حياة عزلة وتأمل، إذ لم يكن يدخل أي أحد إلى غرفته التي كان يخلو فيها بنفسه بعدما نقش على جدرانها كلمات الموت.
ويحكى أن الشيخ الجزولي ذهب في رحلة طويلة إلى الشرق، وتحدد بعض الروايات المدة التي قضاها به بسبع سنوات، فيما تتحدث أخرى عن أكثر من ذلك بكثير. ويقال إنه طاف فيها مدن الحجاز ومصر، ومدينة القدس، وأخذ بالأزهر على عبد العزيز العجمي. وبعدما لم يعثر على ضالته، مع طول أمد جولته، عاد إلى المغرب، وحل بفاس من جديد.
وبخصوص تاريخ زيارته لمراكش، تختلف الروايات حول هذا التوقيت، فهناك من يرجعه إلى ما بعد خلوته وعودته من "تيط"، وهناك من يرجعه إلى عودته من فاس.
ويتحدث جلاب على أن الجزولي زار عددا من المدن والمناطق المغربية، وترك بها أثره، مثل أسفي التي كانت من أولى المدارس التي سيظهر فيها نفوذ الجزولي، وبماسة وسوس والشياظمة.
أما عن علاقته المثيرة بمراكش، فيقال إنه لم يزرها إلا مرة واحدة في حياته، حيث التقى بتلميذه عبد العزيز التباع، إلا أنه سيعتبر واحدا من رجالاتها السبعة، بعدما نقل إليها جثمانه بعد وفاته. ويعود هذا الاختيار إلى ما أدركته طريقته من شهرة ومكانة في المغرب وخارجه.
اشتهر أبو عبد الله محمد بن سليمان الجزولي بتجميعه لكتاب دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار، وهو كتاب يتضمن صيغا للصلاة على النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مع حذف الأسانيد، بغية تسهيل القراءة على الناس. وذاع صيت الكتاب عبر أرجاء العالم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة