سياسة
عليوة : استراتيجية المغرب في الهجرة عابرة للحدود
06/05/2022 - 21:32
وئام فراجأوضح عليوة، أنه يصعب على أي دولة كيفما كانت التحكم في تدفق المهاجرين بشكل فردي، مبرزا أن هذا الأمر يتعلق بحدود مشتركة، ويستدعي تظافر كافة الجهود بين أكثر من بلد للتمكن من حصر هذه الظاهرة.
حكامة دولية
وأضاف الأستاذ الجامعي، في تصريح لـSNRTnews، عقب انعقاد اجتماع المجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة، يوم الجمعة 06 ماي 2022 بالرباط، أن إسبانيا تقع في منطقة استراتيجية تجعلها ليست فقط بلد استقبال للمهاجرين بل أيضا منطقة عبور لباقي دول الاتحاد الأوروبي.
وتابع أن هذا الأمر يستدعي تنظيما خاصا وتفكيرا وحكامة دولية أو عابرة للحدود، بتنسيق بين الحكومات وهيئات المجتمع المدني التي تعنى بشؤون الهجرة فضلا عن المنظمات الدولية التي يجب أن تساهم، بدورها، في إدارة عملية تدفق المهاجرين.
وأكد عليوة وجود العديد من النقاط المشتركة بين المغرب وإسبانيا فضلا عن حدود مشتركة تتطلب تسييرا مشتركا أيضا لتنظيم الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء التي يعتمدها المغرب ليست وطنية فقط بل أيضا إفريقية وأورو إفريقية، ما يجعلها عابرة للحدود.
ويحاول المغرب التأكيد على ضرورة إيجاد حلول جديدة للهجرة، يضيف الباحث والأكاديمي، عبر اعتماد خطاب جديد، مبرزا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس تطرق مرارا إلى ضرورة الحديث عن طرق جديدة لمعالجة مسألة الهجرة التي لديها نقط إيجابية، وأن الهجرة لا تتعلق فقط ببلدان المنشأ والمقصد بل تشمل كل بلدان المنطقة.
وذهب، في هذا الإطار، إلى أن المهاجرين منتشرين في كافة بقاع العالم وليس فقط في المغرب أو إسبانيا، ما يجعل من الهجرة ظاهرة عالمية تستدعي عملا تشاركيا بالدرجة الأولى.
وتعتمد المملكة استراتيجية خاصة للهجرة واللجوء، تم تنفيذها منذ سنة 2013 بتعليمات ملكية، وشكلت هذه الاستراتيجية تحولا حقيقيا في حكامة الهجرة من خلال احترام حقوق الإنسان والتعامل مع المهاجرين بمنطق التضامن.
مسؤولية مشتركة
يذكر أن المجموعة المشتركة الدائمة المغربية-الإسبانية حول الهجرة عقدت يوم الجمعة 06 ماي بالرباط، اجتماعا برئاسة مشتركة لخالد الزروالي، الوالي مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، وخيسوس بيريا كورتيخو، كاتب الدولة في الهجرات، بحضور رافاييل بيريز رويز، كاتب الدولة في الأمن، وأنجيليس مورينو بو كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية والعالمية.
وأفاد بيان مشترك صدر عقب هذا الاجتماع، أن هذا الأخير يأتي في إطار تنفيذ خارطة الطريق التي تم وضعها خلال الزيارة التي قام بها بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، إلى المملكة في أبريل 2022.
وأشاد الجانبان باستئناف اجتماعاتهما حول الهجرة، التي كرست على الدوام الثقة والمسؤولية المشتركة، كما تناولت المناقشات الشراكة في مجال الهجرة في شموليتها.
وقرر الجانبان تعزيز آليات التنسيق وتبادل المعلومات، في مواجهة التحديات المشتركة الناجمة عن نشاط شبكات الاتجار في المهاجرين والمحيط الإقليمي غير المستقر، وذلك من خلال، على الخصوص، تجديد صيغ العمل المشترك على مستوى مراكز التعاون في ميدان الشرطة، وضباط الربط، والدوريات المشتركة.
أما على مستوى مكافحة الشبكات الإجرامية لتهريب المهاجرين عبر محوري المحيط الأطلسي وغرب البحر الأبيض المتوسط، سيشكل هذا الاستئناف أيضا آلية أساسية للردع.
كما أعرب الطرفان عن رغبتهما في الاستمرار في تقديم إجابات مرنة وملائمة في مواجهة التحديات التي يشهدها هذا المجال.
وعلى مستوى إدارة الحدود ورهاناتها المتعددة، سلط الطرفان الضوء على ضرورة تركيز الجهود المشتركة حول التضامن النشط على مستوى الدعم التقني والمالي المستدام الذي من شأنه تعزيز الصمود و النجاعة العملية.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة