Société
أول تجربة بالمغرب .. صيد الضباب لضمان مياه الشرب
17/08/2022 - 09:59
حليمة عامريقوم هذا المشروع، الذي أطلق قبل سنوات في سياق ابتكار وسائل نوعية للتكيف مع تغير المناخ، على فكرة استخراج الماء من الضباب وتوفيره لقرى كانت قد عانت من أزمة المياه بسبب الظروف المناخية للمنطقة، التي كان يمكن أن تعاني أكثر في ظل الجفاف الذي يشهده المغرب في العام الحالي.
يوضح منير عبار، المسؤول التقني عن المشروع بمؤسسة دار السي حماد، أن تقنيه " صيد الضباب" تتيح اليوم مواصلة تزويد الساكنة بالماد، بشكل جيد، محققا بذلك أهدافه التي كان قد أنشئ من أجلها.
المشروع يوفر الماء الصالح للشرب لـ16 دوار تابع للجماعة القروية تنين أملو، ما يمثل 134 أسرة، كانت المؤسسة قد ربطتها بعدادات للتزود بالماء الشروب، فضلا عن مؤسستين تعليمتين و5 مساجد.
وكشف عبار، في تصريح لـSNRTnews، أن كل أسرة مكونة من أربعة أفراد تستفيد من 5 طن من الماء في الشهر، بمعدل 30 لتر للفرد الواحد في اليوم.
ويعمل المشروع تحت إشراف مؤسسة دار سي حماد وبتعاون من السلطات المحلية لآيت باعمران وعمالة سيدي إفني، فضلا عن التمويل الذي تحظى به المؤسسة من طرف عدد من الشركاء الألمان، الذين دعموا نقل فكرة صيد الضباب إلى المغرب، لتكون هذه التجرية الأولى من نوعها على مستوى إفريقيا.
وتبرز أهمية مشروع من هذا القبيل خلال مثل هذه الظروف التي يعرفها المغرب، بحسب المتحدث ذاته، في كونه يستطيع إيجاد موارد مائية جديدة بديلة للمياه التي تكون مصدرها الآبار أو التساقطات المطرية.
ويرى المتحدث ذاته أنه حيثما وجد الضباب، يمكن استغلاله لاستخرج المياه وتسخيرها للتزويد بالماء الصالح للشرب.
ويعتبر أنه يمكن نقل هذه التجربة لعدد من المناطق الممتدة من سيدي إفني إلى غاية الصويرة، وكذا بجبال المناطق الشمالية للمملكة، شريطة تجميع 5 لترات من الماء في كل متر مربع من الشباك التي يتم وضعها.
ويتم وضع شباك على امتداد أعالي الجبال، شريطة تحمل الرياح التي تصل سرعتها إلى 120كم/ساعة، ويتم بعدها تجميع المياه بشكل يومي، ثم إيصال الماء، حسب المعايير إلى جميع الأسر التي تقوم بدفع واستخلاص الفاتورات بانتظام.
وتمكن هذا المشروع من النجاح بجبال آيت باعمران بفضل كثافة الضباب، بسبب الضغط الجوي المرتفع والتيارات البحرية الباردة والحاجز الذي تشكله الجبال بهذه المنطقة.
ومست التغيرات المناخية التي يمر منها المغرب، تكون الضباب بجبال آيت باعمران، بحسب ما أفاده المتحدث ذاته، فمنذ إنشاء المشروع سنة 2006، لم تشهد المنطقة تكون الضباب بكثرة خلال شهري يونيو ويوليوز اللذين كانا يعرفان قلة الماء، غير أنه خلال هذا العام تشهد المنطقة ارتفاع نسبة الرطوبة، مما سمح بتكون الضباب بنسبة عالية، والاستمرار في تقديم خدمات التزويد بالماء الصالح للشرب لصالح الآهالي بالمنطقة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع