مجتمع
مسؤول بولاية الرباط: نطمح لتعميم تدوير المياه العادمة
04/11/2022 - 17:07
وئام فراج | محمد شافعيتقترب عاصمة المملكة من تحقيق طموحها الرامي إلى سقي 100 في المائة من مساحاتها الخضراء بالمياه العادمة المعالجة، بحيث وصلت في الوقت الحالي إلى 94 في المائة. وتروم هذه العملية خلق المزيد من المساحات الخضراء، وتوفير الماء الصالح للشرب لفائدة المناطق المتضررة من ندرة المياه.
وفي هذا الإطار، أكد علي المورير، مدير المصالح الدائمة للمراقبة بالرباط، التابعة لولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، تسجيل ضغط كبير على الموارد الطبيعية بالمدينة، مبرزا أن السد الرئيسي سيدي محمد بن عبد الله، الذي يزود مدينة الرباط وجزءً من الدار البيضاء بالماء، يشهد نقصا حادا في مخزونه بسبب قلة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة، والتي أدت إلى تراجع مخزون المياه بصفة عامة في المغرب.
وأضاف المورير، في حديثه مع SNRTnews، أن مشروع إعادة استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء سيمكن من اقتصاد كمية مهمة من الماء الصالح للشرب على صعيد المدينة والحد من الإجهاد المائي.
وأوضح أن هذا المشروع، الذي يأتي في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، والتي تهم ضرورة تفعيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، مكن من اقتصاد، إلى غاية شهر شتنبر، 4,1 مليون متر مكعب من الماء الصالح للشرب؛ أي حوالي 10 في المائة من استهلاك مدينة الرباط.
وأكد أن المدينة تطمح إلى اقتصاد 15 في المائة من الاستهلاك خلال متم السنة الجارية، "وذلك عبر استعمال التكنولوجيات الحديثة التي ستمكننا من مراقبة ضياع المياه في الشبكات وتقليل الضغط على الموارد المائية"، مشيرا إلى وجود تكنولوجيات ستمكن من السيطرة على مردودية الشبكة والتقليل من تبذير الماء، بالإضافة إلى استعمالات المياه غير التقليدية، والتي ستحد من استعمالات المياه الجوفية بالمناطق الكبرى والمنتزهات.
وفي ما يتعلق بمدى إمكانية توسيع هذا المشروع، أكد المتحدث ذاته أنه "بعد الخطاب الملكي، أصبح الطموح يتعدى مدينة الرباط، إذ يوجد توجه نحو توسيع هذه التجربة على صعيد الجهة"، في أفق تعميمها على كافة جهات المملكة.
يشار إلى أن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي أعطى جلالة الملك انطلاقته في يناير 2020، بغلاف مالي يقدر بـ115,4 مليار درهم، يهدف أساسا إلى ضمان الأمن المائي على المدى القصير والمتوسط وذلك من خلال تسريع وتيرة الاستثمارات في قطاع الماء مع إيجاد حلول مهيكلة لتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي.
وسيمكن مشروع إعادة استعمال المياه العادمة لسقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بالتجمعات الحضرية للرباط وسلا وتمارة والصخيرات من الحفاظ على موارد المياه الطبيعية، وتعزيز إمكانيات المياه العادمة المتوفرة في المنطقة، إضافة إلى التقليل من تدفق التلوث المتبقي الذي يتم تصريفه في البيئات المستقبلة (وادي أبي رقراق نموذجا)، ورفع المعايير البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي المحدثة مسبقا أو التي يتم التخطيط لإحداثها، وذلك من خلال التقليل من الضغط المتزايد على الموارد المائية التقليدية. ومن خلال مواءمة المنطقة مع مبادئ التنمية المستدامة عبر الزيادة في الأداء البيئي واستدامة مشاريع الصرف الصحي.
كما يرتكز هذا المشروع، الذي تم تمويله بفضل الشراكة التي جمعت وزارة التجهيز والماء ووزارة الداخلية وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، وباقي الجهات المعنية، على سقي المساحات الخضراء العمومية وملاعب الغولف بالمناطق الحضرية للرباط وسلا والصخيرات وتمارة عبر نظام إعادة الاستخدام بشبكة يبلغ طولها 130 كلم مزودة بست محطات معالجة ثلاثية، بسعة لا تقل عن 56 ألف متر مكعب في اليوم، وقد تم، في الوقت الحالي، استخدام 190 كلم من الشبكة لإنتاج يومي يقدر بـ36 ألف متر مكعب في اليوم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
اقتصاد
مجتمع