سياسة
الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء .. دينامية الدبلوماسية الملكية
20/07/2023 - 16:39
يونس أباعلي
باعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، تكون إسرائيل قد اختارت أن تقف إلى جانب دول كبرى سبقتها إلى إعلان دعمها للقضية الوطنية. إذ إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، كانت إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وغيرها قد عبرت صراحة عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي.
وهي موجة اعترافات دولية يُجمع المتتبعون على أنها نتيجة عمل دبلوماسي دؤوب، قاده ويقوده جلالة الملك محمد السادس.
حدث مفصلي
يصف عصام العروسي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الاعتراف الإسرائيلي بأنه "حدث مفصلي له حمولات هامة جدا، على المستوى الجيوسياسي والاستراتيجي، وأيضا على مستوى تقييم الشراكات مع الدول الكبرى المؤثرة في الحقل الدولي".
على الصعيد الدبلوماسي، قال العروسي، في تصريح لـSNRTnews، إن المغرب كان يركز على الوضوح الإسرائيلي وضرورة استصدر موقف واضح من قضية الصحراء، وبالتالي ظلت كل الأنشطة خاصة على المستوى الدبلوماسي (السفارات) معلقة إلى حين الانفراج في هذا الجانب رغم التقارب الاقتصادي والسياحي والعسكري والأمني، إذ ظل المغرب متشبثا بموقفه الاستراتيجي.
كما ظل متشبثا بأن الاعتراف الإسرائيلي سيساهم لا محالة في تعزيز قدرة المغرب الاقتراحية على مستوى العالم، وسيدفع بالقوى الأخرى، الموجودة في مناطق الظل، إلى تبني الطرح المغربي الواضح جدا، يقول العروسي.
وتابع مؤكدا أن "هذا الاعتراف سيفتح المجال لتعاون أوسع وأرحب بين البلدين، كما سيساهم في تذليل الصعوبات وتليين مواقف الحكومة الإسرائيلية المتعصبة في مسألة فلسطين".
وخلص إلى أن "الشراكة مع الطرف الإسرائيلي هو نهج براغماتي نفعي يتلاءم مع مفردات الواقعية المغربية، وينسجم مع تحولات الجغرافيا السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والتي أظهرت تحالفات جديدة".
سياسة الوضوح
من جانبه، شدد عبد النبي صبري، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة محمد الخامس السويسي، على أن قضية الصحراء أولولية أساسية للسياسة الخارجية للمغرب، وأن الدبلوماسية آلية لتنفيذ القرارات الاستراتيجية للدولة، والتي يعتبر جلالة الملك هو مهندسها وصانع القرار الأول والأخير فيها.
ويرى صبري، ضمن تصريح لـSNRTnews، أن المغرب وضع سياسة الوضوح أمام شركائه التقليديين، سواء في العلاقات الثنائية أو المتعددة الأطراف، وأيضا وضع دبلوماسية الطموح أمام الشركاء الجدد ومع المنظمات الدولية.
هذه التحولات التي عرفها مسار القضية الوطنية، يؤكد أنها "توجت بمجموعة من النجاحات التي راكمتها الدبلوماسية المغربية، وتوجت أيضا الاختراقات التي حققتها في العمق الإفريقي والآسيوي والأوروبي، نتيجة عمل دؤوب لمواجهة التحديات الآخذة في التطور".
والدبلوماسية المغربية التي يقودها جلالة الملك أصبحت تتعامل ندا للند مع الدول والمنظمات الدولية، كما يؤكد الأستاذ نفسه، لأن "الذي يؤثر في إمكانية تحقيق علاقات ثنائية فاعلة ومؤثرة هو الابتعاد عن المساومة والابتزاز وعدم التنصل من الالتزام، وهي عناصر أساسية في العلاقات الدولية".
هذه الاعترافات اعتبر صبري أنها "تدل على قوة ومصداقية ومكانة الدبلوماسية المغربية، وعلى الحضور المغربي الوازن في كثير من الدول"، وعلى أن المغرب "جعل قضية الصحراء هي التي ينظر بها إلى العالم وبالتالي أدركت الدول بأن المملكة وصلت إلى مستويات لا يمكن الرجوع عنها، وبأنه لا يمكن التعامل بنفس المرجعات التي ولى عنها الزمن".
وتابع قائلا "لقد أكد جلالة الملك أن المغرب لن يوقع على أي اتفاق مع أي بلد كيفما كان لا يحترم سيادته على ترابه، والعالم أدرك هذه الرسالة، خصوصا أن المغرب بلد مستقر في محيط مضطرب".
وخلص إلى أن "الدبلوماسية الملكية أكدت على مسار موحد، هو تهدئة الثائرين والتأليف بين المتنافرين، وهذا ما أظهره المغرب في ليبيا وغيرها، حيث سعى إلى تحقيق الأمن الشامل ومحاربة الإرهاب والتطرف والتنمية، وقد تبين للدول بأن المغرب بذل مجهودا من أجل أمنه الروحي ومن أجل الأمن المتعدد الأبعاد، والدول لا تعترف بمغربية الصحراء فقط لأن الصحراء فوق ترابه بل أيضا لأنه يساهم في الأمن وتبادل المعلومات وغيرها، أي أنه حقق اختراقات ونجاحات مقابل فشل مستمر لأعداء الوحدة الترابية".

مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة
سياسة