تكنولوجيا
الحوسبة السحابية .. الشامي يرصد أهميتها ومعيقات اعتمادها بالمغرب
18/09/2023 - 15:52
وئام فراجتطرق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى التحديات التي مازالت تعيق تسريع التحول الرقمي في البلاد؛ على رأسها ضعف اعتماد التكنولوجيا السحابية (Cloud) من طرف مختلف الفاعلين.
وأوضح المجلس، في رأيه الذي يحمل عنوان "الحوسبة السحابية والبيانات: رافعة أساسية لتسريع التحول الرقمي"، أن اعتماد التكنولوجيا السحابية من قبل الفاعلين في المغرب مازال محتشما؛ بحيث لم تتجاوز نسبة اللجوء إلى هذه التكنولوجيا في تخزين المعطيات الرقمية 14 في المائة سنة 2020، في حين بلغت هذه النسبة 35 في المائة في أوروبا الغربية و51 في المائة في آسيا المحيط- الهادئ.
ما هي الحوسبة السحابية؟
وتعد التكنولوجيا السحابية (Cloud)، التي تشكل رافعة هامة لتسريع وإنجاح الانتقال الرقمي، وفق رأي المجلس، بنية تحتية أساسية تتيح تخزين المعطيات عبر خوادم متفرقة وسهلة الولوج عن طريق الإنترنيت.
كما تعتبر دعامة حاسمة لإنجاح تنظيم تظاهرات دولية كبرى، على غرار كأس العالم لكرة القدم، وذلك بفضل الخدمات التي تقدمها في مجال التنقل الذكي والمراقبة عن بعد والولوج التلقائي إلى الخدمات والبث المباشر "Streaming".
وعلى الرغم من هذه الفرص الواعدة، يرى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن العرض الوطني في هذا المجال يبقى موجها أساسا لتلبية الاحتياجات الاعتيادية والمألوفة من خدمات إيواء المواقع والمعطيات، والبنية التحتية الأساسية، إلى جانب بعض التطبيقات الأكثر تداولا، وذلك دون أن يشمل أنواعا أخرى من خدمات التطبيقات والخدمات ذات القيمة المضافة العالية (البرمجيات).
وتفسر هذه الوضعية، حسب ما جاء في الرأي الذي قدمه رئيس المجلس أحمد رضى الشامي الجمعة 15 شتنبر 2023 بالرباط، بعدة عوامل من بينها محدودية السوق الوطني.
تكلفة مرتفعة
وعزا الشامي هذه المحدودية إلى ضعف ترسيخ ثقافة التكنولوجيا السحابية؛ "إذ لا تزال العديد من المقاولات تفضل أساليب التدبير التي تعطي الأولوية لامتلاك وحيازة البنيات التحتية وتطبيقاتها وإدارتها داخل مقراتها مما يحرمها من الاستفادة من المزايا التي توفرها التكنولوجيا السحابية من تعضيد الموارد، والقدرة على الصمود والتحمل أمام تزايد المعطيات وضغط المستعملين".
كما يفسر ضعف الإقبال على هذه التكنولوجيا بالمغرب، وفق رأي المجلس، بالتكاليف المرتفعة نسبيا للربط بالإنترنيت؛ بحيث "يحتاج الفاعلون في التكنولوجيا السحابية لربط بيني عالي الجودة، يعتمد على الألياف البصرية وبأسعار في متناول الجميع من أجل التوفر على نطاقات ترددية تمكن زبناءهم من الولوج إلى خدماتهم وتتيح استنساخ المعطيات بما يسمح بالاطلاع عليها من مواقع جغرافية مختلفة، غير أن تكلفة الربط بالإنترنيت في المغرب قد تصل إلى أربعة أضعاف كلفتها بأوروبا".
كما تطرق المجلس إلى الخصاص في الموارد البشرية المؤهلة، والتأخر المسجل على مستوى تنزيل تصنيف المعطيات حسب مستوى حساسيتها، ما يعيق اعتماد هذه التكنولوجيا.
تسريع التحول الرقمي
ولتجاوز هذا الوضع، دعا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في رأيه، إلى إدراج محور خاص بالتكنولوجيا السحابية ضمن الاستراتيجية الجديدة للانتقال الرقمي التي يعكف القطاع الوزاري المكلف بالانتقال الرقمي على إعدادها وتوجد حاليا في مراحلها النهائية.
كما أوصى المجلس باستعجالية وضع خطة عمل تعطي الأولوية للتكنولوجيا السحابية وتهدف إلى نشر وتعزيز استخدامها بغية تسريع التحول الرقمي وضمان السيادة على المعطيات.
ويمكن إسناد هذه المهمة، بحسبه، للجنة تضم الأطراف المعنية تحت إشراف الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بتعاون وثيق مع الفاعلين الرئيسيين في القطاعين العام والخاص، من أجل تقديم الخبرات اللازمة وتنزيل خطة العمل على الصعيد الوطني، مشيرا إلى إمكانية تكليف الوكالة الوطنية للتنمية الرقمية بتفعيل وأجرأة هذه الخطة.
وشدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على ضرورة جعل المملكة فاعلا إقليميا مرجعيا في خدمات التكنولوجيا السحابية ولا سيما على الصعيد القاري، من خلال تقديم خدمات متطورة.
تخفيض الأسعار
واقترح للوصول إلى هذه الغاية تشجيع استقرار فاعلين دوليين بالمغرب في مجال التكنولوجيا السحابية، على غرار تجربة ترحيل الخدمات، وذلك عبر وضع مجموعة من التدابير التحفيزية من قبيل أسعار خدمات الاتصالات، سرية المعطيات، الأمن السيبراني، الطاقات المتجددة، العقار، فضلا عن تطوير عروض خاصة بالألياف البصرية تكون تنافسية وملائمة لحاجيات هؤلاء الفاعلين.
ودعا المجلس الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات إلى وضع آليات للتقنين ترمي إلى تنويع العرض، وضمان جودة الخدمات، وتخفيض الأسعار.
كما أوصى ببلورة مخطط لاعتماد التكنولوجيا السحابية السيادية في مجال التطبيقات والمعطيات الحيوية والحساسة، وإعطاء الأولوية لاستخدام التكنولوجيا السحابية في المشاريع العمومية الجديدة، ومواكبة الإدارات في نقل أنظمتها الحالية نحو التكنولوجيا السحابية.
وشدد، في السياق ذاته، على ضرورة مواكبة المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة الراغبة في اعتماد التكنولوجيا السحابية من خلال عدد من التدابير التحفيزية، بالإضافة إلى تطوير منظومة مبتكرة للمقاولات الناشئة تتيح الاستفادة من مختلف أشكال التكنولوجيا السحابية (خدمات البنية التحتية كخدمة laas)) ،والمنصات، (Paas)، والبرمجيات (Saas)).
مقالات ذات صلة
مجتمع
اقتصاد
تكنولوجيا
تكنولوجيا