مجتمع
قضايا الإرهاب .. 301 محكوما يستفيدون من برنامج مصالحة
13/11/2023 - 12:53
وئام فراج | حمزة باموأطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين 13 نونبر 2023 بالسجن المحلي لسلا، الدورة الـ13 للبرنامج التأهيلي مصالحة، الخاص بفئة النزلاء المتابعين بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
ويهدف هذا البرنامج، حسب ما أكده الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي، إلى المساهمة في استكمال الجهود المبذولة في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب والتطرف وتعميق التجربة التي راكمتها المملكة المغربية في هذا المجال، وصياغة برامج خاصة بالوقاية من مخاطر السقوط في التطرف العنيف، وإحداث نظام لليقظة واتخاذ التدابير الممكنة لحماية المحيط الأسري المباشر من خطر تبني الأفكار المتطرفة.
301 مشاركا في برنامج مصالحة
كما يروم تنظيم دورات تكوينية وندوات ولقاءات علمية وإعداد ونشر الدراسات والأبحاث العلمية والمساهمة والمشاركة في الندوات واللقاءات والمؤتمرات ذات الصلة بأهداف "مركز مصالحة"، الذي تم الإعلان عنه بموجب اتفاقية شراكة موقعة في الثاني من نونبر 2023، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.
وأوضح عبادي، في كلمته خلال الحفل الافتتاحي للدورة الـ13 لبرنامج مصالحة، أن "إحداث مركز مصالحة مبعثه الاقتناع بالدور الفعال الذي سيلعبه في مكافحة التطرف العنيف وأيضا تأهيل نزلاء المؤسسات السجنية بشكل يجعلهم يتخلون عن أفكارهم وتوجهاتهم المتطرفة وينبذون العنف ويسلكون مسلك الوسطية والاعتدال".
وأكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أنه تم منذ إطلاق النسخة الأولى لهذا البرنامج سنة 2017، تنظيم 12 دورة شارك فيها 279 نزيلا، ينضاف إليهم 22 نزيلا يشاركون في هذه الدورة الـ13، ليصل عدد المشاركين إلى 301.
وفي إطار مقاربة النوع، أوضح عبادي أن 12 نزيلة استفادت من البرنامج وأفرج عنهن جميعهن، وتم بتاريخ 07 يوليوز 2023 إعلان سجون خالية من النساء المتابعات بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
وفي ما يتعلق بأبعاد البرنامج، أبرز عبادي، في تصريح لـSNRTnews، أنه يقوم على مفهوم أساسي وهو مفهوم المصالحة، وذلك من خلال 3 أبعاد أساسية، يكمن أولها في مصالحة السجناء مع ذواتهم من خلال إكسابهم كفاءات معرفية وسلوكية تمكنهم من إعادة بناء ذواتهم.
أما البعد الثاني، فيتجلى في مصالحتهم مع النص الديني من خلال العودة إلى الفهم الصحيح لتعاليمه وروحه المبنية على الاختلاف والتسامح والانفتاح، واكتساب المعارف الضرورية لفهم النص الديني من داخل المرجعية الدينية للمملكة.
ويكمن البعد الثالث لمفهوم المصالحة، وفق تصريح عبادي، في مصالحة النزلاء المعنيين مع المجتمع وذلك بإكسابكم المهارات والكفاءات الضرورية لاستغلال أنسب لما يتوفرون عليه من قدرات ومؤهلات، في إطار بناء مشروع ذاتي أو مجتمعي لا يسعى فقط إلى تحقيق الاستقلالية المادية، وانما يرمي أيضا إلى تسخير القدرات الذاتية لخدمة المحيط الاجتماعي بما يحقق المصالحة مع المجتمع.
تقييم مستمر
من جهة أخرى، يتضمن البرنامج شقا يتعلق بالضمانات الأساسية التي أتى بها دستور 2011، يقول الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وذلك في ما يخص احترام حقوق الإنسان وحمايتها والنهوض بها، مشيرا إلى أن الغرض من بيان هذه الضمانات هو "تقريب النزلاء المستفيدين مما هيئه لهم بلدهم من أجل تأهيلهم لاندماج فعلي وحقيقي واستغلال طاقاتهم لإعادة بناء المستقبل في إطار ممارسة كاملة للمواطنة الصحيحة والحقة".
كما سيتم، حسب المتحدث ذاته، تخصيص حصص من أجل التذكير بالمقتضيات الخاصة بمكافحة التطرف والإرهاب في المواثيق الدولية وفي التشريع الوطني، وباقي القوانين المنظمة للحياة العامة التي تهدف إلى الحماية وليس العقاب.
وأكد عبادي أن هذا البرنامج التأهيلي سيخضع لتقييم مستمر من أجل معرفة مدى انخراط المستفيدين فيه مع اتخاذ الإجراءات الملائمة في الحالات التي يتبين فيها عدم التفاعل الإيجابي مع أنشطته وعدم احترام الشروط التي ينبني عليها ترشيحهم للمشاركة فيه، مشددا على أن الهدف الأساسي من البرنامج هو تمكين النزلاء المعنيين من إصلاح ذواتهم وإعادة تأهيل أنفسهم.
بدورهم عبر عدد من النزلاء المشاركين في النسخة الـ13 لبرنامج المصالحة، في تصريحات لـSNRTnews، عن استعدادهم للمشاركة في البرنامج بهدف إصلاح ذواتهم وطي صفحة التطرف والإرهاب.
وحول انتظاراتهم من البرنامج، الذي سيستفيدون منه لمدة 3 أشهر، أبرز النزلاء المعنيون أنهم يهدفون إلى الانفتاح على أنفسهم والتصالح معها ومع النص الديني "الذي كان فيه لبس"، فضلا عن تهييئ أنفسهم مستقبلا للاندماج في الوسط الاجتماعي.
يشار إلى أن برنامج مصالحة يعد ثمرة شراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والرابطة المحمدية للعلماء والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء، وذلك بهدف إعادة تأهيل سجناء قضايا التطرف والإرهاب.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
سياسة