عبد القادر الرتناني .. رحيل عاشق الكتب الذي طبع تاريخ الكرة المغربية

وكان الراحل، وهو من مواليد الدار البيضاء سنة 1945، عاشقا للكتاب إذ أسس دار النشر "ملتقى الطرق" سنة 1980، وكان الرئيس المؤسس للجمعية المغربية لمهنيي الكتاب، ونائب رئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، كما نظم العديد من معارض الكتاب بالمغرب والخارج.

وتقول عنه نائلة التازي، رئيس فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن الوسط الثقافي والرياضي خسر "رجلا كان شغوفا بالحياة والعمل، فقد تميز "بالتزامه الكبير، الذي سمح له بتكريس أكبر قدر من طاقته للأنشطة المهنية والنقابية".

وأضافت التازي، في تصريح لـSNRTnews، أن الراحل "كان مصمما على إسماع صوت مهنيي قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية؛ وبشكل خاص الكتاب، كما كان يستمر في الإعلان عن الحاجة الملحة والضرورية لبناء مكتبات في جميع المدن"، وتابعت أنه "سيترك أعمالا رائعة في مكتباتنا، وفراغا كبيرا في المشهد الثقافي".

وفي نعي الراحل، يقول إدريس اليزمي، عضو المجلس الإداري لمؤسسة الثقافات الثلاث، وعضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إن الراحل كان ناشرا نشيطا في مجال الكتب والقراءة، وفي الوقت نفسه لعب دورا أساسيا في المجال الجمعوي، كرئيس لجمعية الناشرين.

وتابع اليزمي، في حديثه لـSNRTnews: "سأحتفظ بصورته كناشر وإنسان عظيم ومثقف، وعاشق للكتب.. أعتقد أنه سيترك فراغا كبيرا، وآمل أن نتمكن من ملء جزء منه".

وبالموازاة مع عشقه للكتب، تميز الرتناني أيضا بشغفه الكبير بالرياضة، إذ ترأس نادي الرجاء الرياضي بين سنتي 1984 و1989، حيث شكلت هذه الفترة علامة فارقة في تاريخ النادي البيضاوي.

وفي هذا السياق يقول عبد السلام حنات، رئيس فريق الرجاء الرياضي السابق، وصديق الراحل، إنه برحيل الرتناني فقدت الساحة الرياضية المغربية رجلا مقتدرا طبع تاريخ الرجاء وكرة القدم الوطنية عموما.

وأبرز حنات، في تصريح لـSNRTnews، أن الراحل قاد الرجاء لإحراز أول لقب للبطولة الوطنية سنة 1988، وأول لقب للأندية الإفريقية البطلة (عصبة الأبطال الإفريقية حاليا) سنة 1989.

وتابع المتحدث ذاته أن الرتناني ساهم في عصرنة التسيير الرياضي بالنادي الأخضر، ويعتبر أول رئيس في تاريخ كرة القدم المغربية يوقع عقد احتضان حمل بموجبه النادي علامة تجارية على أقمصة اللاعبين، واعتبرت أول تجربة للإشهار من نوعها في المغرب حينها.

وأضاف أن المرحوم ورغم مغادرته مناصب المسؤولية فقد ظل شغفه بالرياضة والرجاء على الخصوص حاضرا في مشواره، إذ كان عنصرا نشطا في تجع "حكماء الرجاء" الذي يضم رؤساء النادي السابقين.

ونعى نادي الرجاء الرياضي الراحل، في بيان جاء فيه أن النادي فقد بوفاة رئيسه السابق عبد القادر الرتناني "واحدا من رجالات الرجاء الذين قدموا الغالي والنفيس للنادي ولجماهيره، وساهموا في مجده وازدهاره".