مجتمع
يصيب 1في المائة من المغاربة .. ما أسباب مرض حساسية الغلوتين؟
02/02/2024 - 12:55
حليمة عامر
تقوم الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين بالتوعية حول طبيعة هذا المرض، بالنظر إلى أن غالبية المصابين به يجهلون طبيعة إصابتهم الحقيقة، ولهذا الغرض قررت الجمعية تخصيص العاشر من فبراير الجاري كيوم وطني للتحسيس بهذا المرض.
السيلياك هو مرض ناتج عن عدم تحمل الجسم لمادة الغلوتين؛ وهي بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار. وينتمي السيلياك إلى أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة، مسببا ضررا لبطانة الأمعاء مما يودي إلى تلف واضطرابات امتصاص الحديد والكالسيوم والفيتامينات والعديد من المضاعفات الأخرى.
أعراض الاصابة
توضح نائبة رئيسة الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، خديجة موسيير، أنه قبل سنوات كان الأطباء يشخصون هذا المرض باعتباره يصيب الأطفال والرضع فقط، غير أنه مع تطور آليات تشخيص هذا المرض، تم التوصل إلى أن السيلياك يمكن أن يصيب جميع الفئات.
ويصعب تشخيص المرض بسبب مظاهره المتعددة وتحول ظروف اكتشآف المرض في غضون بضع عقود من مشكل يخص الرضع والأطفال الصغار والذي تقتصر علاماته على الجهاز الهضمي مع إسهال وتقيؤ وحالة عصبية وانقطاع للنمو، إلى مرض يعني بالأخص المراهقين والبالغين، وحتى الأشخاص ما فوق 65 عامًا مع علامات متنوعة جدا.
وأوضحت موسيير، في تصريح لـSNRTnews، أن علامات الإصابة بهذا المرض، تكون مختلفة من حالة لأخرى، ففي بعض المرات يمكن أن يعاني المريض من الإمساك أو اضطراب في الجهاز الهضمي أو فقر الدم، ومشاكل في التركيز والذاكرة ومشاكل في الدورة الشهرية، أو مشكل في الخصوبة و عملية اجهاض متكرر أو عقم عند الرجال والنساء فضلا عن آلام المفاصل، هشاشة العظام، تقرحات الفم، التهاب الجلد، الصداع النصفي والتعب المزمن والقلق والاكتئاب.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرض أن يبقى صامتا لسنوات مع الاستمرار في عمل التدمير.
كيفية تشخيص المرض
نظرا لكل هذه الأعراض المتعددة الأوجه، غالبًا ما يتم اكتشاف مرض السيلياك عند البالغين في مرحلة المضاعفات. ويستغرق تشخيص المرض في المتوسط أكثر من 13 عامًا، ومقابل كل حالة يتم اكتشافها، تظل 9 حالات بدون تشخيص.
ويتم إثبات المرض، وفقا لموسيير، من خلال رصد المستوى المرتفع لمضاد الجلوتاميناز المسؤول عن مهاجمة الجسم ومن خلال أخذ خزعة من جدار الأمعاء واكتشاف ضمور طيات جدار الأمعاء.
في المغرب، لا يزال مرض السيلياك غير معروف إلى حد مرضي على الرغم من أنه يصيب حوالي 1 في المائة من السكان. ومن بين عوامل الإصابة الوراثة، وينتقل هذا المرض عبر الأقارب بنسبة 10 في المائة من الحالات.
ضرورة إتباع نظام غذائي صارم ومدى للحياة
تعتبر موسيير أن العلاج الوحيد المتاح حاليا لمرضى السيلياك هو اتباع نظام غذائي صارم خالي من الغلوتين. غير أنه من بين أصعب معاناة هؤلاء المرضى هي طبيعة المواد الغذائية التي تناسب نظامهم الصحي والتي غالبا ما توجد في الأسواق المغربية، غير أنها، وفقا لموسيير، متوفرة بأسعار باهظة، حيث أن ثمن الدقيق الخالي من الغلوتين يمثل ضعف ثمن الدقيق العادي لـ10 مرات، فضلا عن أن بعض المواد يتم استيرادها من اخارج تكون غالية الثمن.
كما أنه يصعب على المرضى الالتزام بهذا النظام الغذائي بسبب عدم وجود علامات إلزامية على تواجد الغلوتين في المنتجات التجارية.

مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
فن و ثقافة
مجتمع