نمط الحياة
حساسية "الغلوتين".. منتجات ترهق جيوب المرضى
27/08/2021 - 12:01
نضال الراضيتوجد مادة "الغلوتين" في مجموعة كبيرة من الأطعمة وقد يعاني العديدون من حساسية هذه المادة دون معرفة ذلك وتطرح مجموعة من التساؤلات حول أعراض الإصابة بهذه الحساسية وما الذي يفسر ارتفاع أسعار المنتجات الخالية من "الغلوتين".
أين توجد "الغلوتين"؟
في هذا الخصوص، يوضح أمين بنداود، اختصاصي في التغذية والحمية وأمراض السمنة، بأن مادة "الغلوتين" هي عبارة عن مجموعة مركبة من البروتينات الطبيعية، تتواجد داخل بعض أنواع الحبوب كالشعير والقمح، كما تدخل في صناعة بعض الأطعمة كالمعجنات، باعتبارها المادة المسؤولة عن مرونة هذه المنتجات.
وعن أبرز الأطعمة الغنية بـ"الغلوتين"، يقول المتحدث إن الأمر يتعلق بالخبز و"المسمن" و"البطبوط" و"البريوات" وغيرها من الفطائر التقليدية، بالإضافة إلى الحلويات والمعكرونة ومشتقات الشعير والبطاطس المقلية والمثلجات والبسكويت واللحوم المصنعة وبعض أنواع الحليب ومشتقاته.
ويوضح اختصاصي التغذية أن الإصابة بحساسية "الغلوتين" تعد من أبرز الأمراض التي أصبحت تستهدف الجهاز الهضمي في الوقت الحالي وتأتي نتيجة تلف يصيب بطانة الأمعاء المسؤولة عن الامتصاص ودخول مادة "الغلوتين" للأمعاء، يجعل سطحها أملس، مما يجعل إمكانية امتصاص الأغذية صعبا، خاصة تلك الغنية بالكالسيوم والحديد.
أعراض الإصابة بحساسية "الغلوتين"
يتساءل العديدون حول أعراض الإصابة بحساسية "الغلوتين"، خاصة أن البعض قد يكون فعلا مصاب بها ولا يعلم.
بهذا الصدد، يكشف أمين بنداود، أبرز الأعراض التي تدل على أن الشخص قد يعاني فعلا من حساسية مادة "الغلوتين" ويتعلق الأمر بآلام قوية على مستوى الجهاز الهضمي والأمعاء والإسهال وانتفاخ البطن، بالإضافة إلى نقصان في الوزن وفقر الدم والشعور بالتعب والإرهاق وفقدان القدرة على التركيز وكذلك إفرازات فموية، كالرائحة الكريهة والتقرحات وفي بعض الحالات إفراز الدم.
كما يعتبر الطفح الجلدي وظهور احمرار على بعض المناطق الجلدية من أبرز أعراض الإصابة بحساسية "الغلوتين".
وفي حال ظهور إحدى هذه الأعراض، يشدد الاختصاصي على ضرورة القيام بالفحص الطبي ومن شأن التحاليل المخبرية أن تكشف ما إذا كان الشخص يعاني من حساسية مادة "الغلوتين".
ويضيف المتحدث ذاته: "يعتقد العديدون أن هذه الحساسية تصيب فقط الأطفال أو الرضع وفي الحقيقة هو مرض يصيب جميع الفئات العمرية".
هل من علاج؟
يقول اختصاصي التغذية إن العلاج الوحيد لهذه الحساسية هو الالتزام بنظام غذائي محدد مدى الحياة، يقوم على التفادي التام لجميع أنواع الأغذية والأطعمة، التي تحتوي على مادة "الغلوتين"، أبرزها، الخبز والقمح والشعير والمعجنات والحلويات والبسكويت وجميع المواد والمكملات الغذائية والمنتجات، المشار في قائمة مكوناتها أنه يدخل في تصنيعها "الغلوتين".
وكمواد غذائية بديلة لهذه المادة، يكشف بنداود أن الأمر يتعلق بالأغذية التي تحتوي الذرة والأرز وطحين الحنطة السوداء المعروف بـ"Le Sarrasin"، حيث تعتبر مواد آمنة على صحة مرضى حساسية "الغلوتين" وذلك تحت المراقبة والاستشارة الطبية.
منتجات خالية من "الغلوتين" ولكن...
تنضاف إلى معاناة مرضى حساسية "الغلوتين"، صعوبة الحصول على المنتجات الخالية من هذه المادة، خصوصا بالنسبة للأشخاص في وضعية هشة واللذين يشتكون من ارتفاع أسعار هذه المنتجات.
وعن ارتفاع أثمنة هذه المواد، يشير أمين بنداود إلى أن السبب يرجع إلى ندرة توفرها في السوق المغربية، حيث يتم استيرادها من الخارج وحتى المصانع التي تنتج هذه المنتجات داخل المغرب، تشتكي بدورها من صعوبات تنظيمية على مستوى الإنتاج، بالإضافة إلى صعوبات على مستوى استيراد هذه المواد.
ويؤكد المتحدث ذاته أن مرضى هذه الحساسية يمكنهم الاستغناء عن هذه المنتجات التي تباع في الأسواق الكبرى، أو التقليل من استهلاكها وذلك عن طريق تعويضها ببدائل صحية وأطعمة مسموح بها لمرضى حساسية "الغلوتين"، كالفواكه والخضروات والبقوليات والبذور والفواكه الجافة، بالإضافة إلى البيض والدجاج والأسماك، غير المعالجة والخالية من الدهون ومشتقات الحليب الخالية من الدسم.
وعن أنواع الدقيق الذي يمكن للمرضى تناوله، يوضح الاختصاصي أن الأمر يتعلق بدقيق الأرز والذرة والصويا والفول والحنطة السوداء بالإضافة إلى الذرة البيضاء والكينوا.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة