ما علاقة التغذية بالتحصيل الدراسي؟

يلجأ بعض الطلاب، خلال فترة الاستعداد للامتحانات، إلى استهلاك كميات كبيرة من الحلويات والأطعمة الجاهزة، بالإضافة إلى تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والغازات ظنا منهم أنها تساعد على التركيز، في حين أن هذه العادات تقلص من القدرة على التركيز وقدد تسبب إدمانا مؤقتا عليها، خلال فترة الامتحانات اعتقادا أنهم لا يستطيعون التركيز دون تناولها.

عادات غير صحية

أوضحت اختصاصية التغذية نادية حسنين أن الطلبة والتلاميذ خلال فترة الاستعداد للامتحانات يعيشون بعض الارتباك، الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول وجبات الطعام مع الأسرة.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن معظم الطلبة خلال هذه الفترة يفضلون تناول الوجبات السريعة، الغنية بالسعرات الحرارية وبعض أنواع الحلويات كالشوكولاته، التي توفر لهم نوع من الارتياح النفسي خلال فترة الاستعدادات، حيث يرغب معظم الشباب والمراهقين في تناول الأطعمة التي تروق لهم بحثا عن تركيز أكبر.

وفي نفس السياق، كشفت حسنين أن تناول الأغذية غير الصحية خلال فترة الاستعدادات للامتحانات، يؤثر سلبا على نشاط التلاميذ والطلبة الذهني، كما يساهم في تراجع تحصيلهم الدراسي.

وأشارت الأخصائية إلى أن الطلبة الذين يستهلكون الوجبات السريعة والغنية بالسعرات الحرارية، هم أكثر عرضة للخمول وتشتت التركيز، بسبب التخمة التي تسببها تلك الأطعمة التي يصعب هضمها.

وبخصوص الاستهلاك المفرط للمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، خلال فترة الامتحانات من أجل زيادة التركيز، أكدت المتحدثة أنه لا مانع من تناولها خلال هذه الفترة، ولكن بكميات معقولة مع الحرص على عدم ربطها بالقدرة على الانتباه والتركيز خلال الامتحانات، وبالتالي عدم القدرة على الاستغناء عنها خلال فترات الدراسة.

دور التغذية الصحية في التحصيل الدراسي

تقول اختصاصية التغذية إن مجموعة من الدراسات أكدت وجود علاقة قوية بين العادات الغذائية الصحية والتحصيل الدراسي، مشيرة إلى أنه كلما كانت الأطعمة التي يتناولها التلميذ والطالب غنية بالفيتامينات والألياف والبروتينات، كلما ازدادت الطاقة بجسمه وبالتالي القدرة على التركيز.

كما شددت المتحدثة ذاتها على أهمية تناول الوجبات في وقتها التي تساعد بدورها على تحفيز الجسم والعقل على الإنتاج.

وبخصوص الطلبة الذين يعانون من فقدان الشهية خلال فترة الامتحانات، قالت اختصاصية التغذية إن البعض يعاني خلال هذه الفترة من الشعور بالتوتر والقلق الذي تنعدم معه الرغبة في الأكل.

وبهذا الخصوص، شددت حسنين على ضرورة استشارة الطبيب الذي يمكن أن يساعد الطالب على التخلص من نوبات القلق، بمساعدة بعض الأدوية كتلك الغنية بالـ"الماغنيزيوم" و"الكالسيوم" ومجموعات الفيتامينات.

كما دعت الأخصائية الآباء لتحضير وجبات خفيفة خلال اليوم للطالب، مع التركيز على أنواع الأطعمة التي يفضلها والحرص على إضافة الفاكهة والقليل من الحلويات المصنوعة في البيت.

نمط غذائي سليم

في هذا الصدد، تقدم اختصاصية التغذية نادية حسنين، مجموعة من الحلول متعلقة بالعادات الغذائية السليمة، التي يفضل أن يعتمدها التلاميذ والطلبة لضمان تركيز أفضل أهمها:

- تناول وجبة الإفطار، مع الحرص على أن تكون غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، كحساء الشعير والزيت الزيتون والبيض الغني بالبروتينات، ومن الأفضل تناول سلطة الفواكه خلال الفطور في حال كان الطالب يفضل الاستعداد للامتحانات خلال فترة الصباح.

- الحرص على تناول خمس وجبات غذائية يوميا، تتنوع عناصرها الغذائية بين تلك الغنية بالبروتينات كاللحوم والدجاج والأسماك، وتلك التي تحتوي على مضادات الأكسدة والألياف و"الماغنيزيوم" كالسبانخ والشمندر الأحمر، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالحديد كالقطنيات والكبد و"البروكولي" و"الكينوا".

- تفادي تناول الأطعمة الغنية بالسكريات المركبة وتعويضها بالفواكه الجافة، خاصة التمر الغني بالـ"الماغنيزيوم" والفيتامينات.

- شرب كميات وفيرة من السوائل، خاصة الماء والحليب وعصير الفواكه.

- الإكثار من تناول السلطات الغنية بالخضر والأغذية الغنية بالكالسيوم كمشتقات الحليب.

- التقليل من الأطعمة التي تحتوي الدهون الحيوانية واستبدالها بتلك الغنية بالزيوت الغير المشبعة كزيت الزيتون.

- الحرص على تخصيص وقت للراحة، مع تفادي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال ذلك الوقت، وتخصيصه للتأمل أو ممارسة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة أو الاستفادة من قيلولة صغيرة من أجل تحفيز التركيز.

وأخيرا، شددت حسنين على ضرورة تخصيص الوقت الكافي للنوم وتفادي السهر تناول الأطعمة التي تحتوي على السعرات الحرارية بالليل، والتي تساهم في الشعور بالخمول وعدم القدرة على الاستيقاظ باكرا، وبالتالي الاستعداد بشكل صحي لفترة الامتحانات.