ميونخ 1972 .. أول حضور نسوي مغربي في الألعاب الأولمبية

قبل المشاركة الرابعة للمغرب في الألعاب الأولمبية، في دورة 1972، برزت في الساحة الرياضية الوطنية، وقتذاك، مجموعة من المواهب النسوية في رياضات ألعاب القوى على الخصوص، كُن نتاج الرياضة المدرسية، حيث اُكتشفت مؤهلاتهن ومواهبهن، على غرار فاطمة الفقير، ملكية حدقي، أول سيدتين تمثلان المغرب في الألعاب الأولمبية "ميونخ 1972".

قررت الجامعة الملكية المغربية، وقتها، سنة 1971، برئاسة محمد منصور لحريزي، العمل على تأهيل العنصر النسوي للمشاركة في هذه التظاهرة العالمية، وكان الاهتمام كبيرا بالرياضيات المتألقات، على غرار شريفة مسكاوي، قاديري حدو، نعيمة بن بوبكر، فاطمة الفقير، مليكة حدقي، فاطمة عوام.

وكانت فاطمة الفقير، من مواليد 1954، وملكية حدقي، من مواليد 1952، وقتها، قد تألقتا في مجموعة من الملتقات الدولية، على غرار الألعاب المغاربية المدرسية والجامعية سنوات 1968 في الجزائر، 1969 في طرابلس، و1970 في تونس، إضافة إلى ألعاب البحر الأبيض المتوسط في إزمير التركية سنة 1971، حيث اكتشف العداؤون المغاربة عالما آخر، واحتكوا مع مدارس عالمية مختلفة، وبالتالي كبرت آمالهم وأهدافهم في حلبات المضمار، وصاروا مؤهلين للمشاركة في الألعاب الأولمبية.

وحرصت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، وقتها، والوزارة الوصية، على خوض المنتخب الوطني لألعاب القوى، تجمعا تدريبيا في المعسكر التدريبي في مدينة فيتيل الفرنسية، تحت إشراف أحسن المدربين الفرنسيين وقتها.

خلال الألعاب الأولمبية، فاجأت البطلتين المغربيتين فاطمة الفقير ومليكة حدقي، المتتبعين، بدخولهما، خلال حفل الافتتاح، بالزي التقليدي المغربي "القفطان" يوم 26 غشت 1972، أمام أزيد من 80 ألف تفرج في الملعب الأولمبي في ميونخ.

شاركت مليكة حدقي في مسافة 800 متر وأقصيت من الدور الأول، بعدما احتلت المركز الأخير في المجموعة الخامسة بتوقيت دقيقتين 12 ثانية و46 جزء من المائة، فيما شاركت فاطمة الفقير في سباق 100 متر، وأقصيت، هي الأخرى، من الدور الأول، بعدما احتلت المركز السابع بتوقيت 12 ثانية و56 جزء من المائة.

ولم يكتب للبطلتين المشاركة، للمرة الثانية، في الألعاب الأولمبية، في الدورة الموالية لسنة 1976 في مونتريال، لأسباب مجهولة، كما لم يكتب لهما المشاركة في دورة 1980 في موسكو بسبب مقاطعة المغرب ومجموعة من الدول لهذه الدورة.