نمط الحياة
فصل الصيف .. هل يمكن للمثلجات أن تكون سببا للتسمم؟
09/08/2024 - 10:24
حليمة عامرتعتبر المثلجات من أكثر الحلويات المفضلة لدى المستهلكين خلال فصل الصيف، وذلك للتخفيف من حرارة الجو ومنح إحساس منعش. لكن، رغم متعتها، إلا أنها يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على الصحة إذا لم تكن معدة أو محفوظة بشكل صحيح، مما يجعلها سببا شائعا للتسمم الغذائي، وفقا لتصريحات استقاها SNRTnews.
وتشير الدكتورة لمياء خلاب، طبيبة مختصة في التغذية العلاجية، إلى أن المثلجات قد تحتوي في بعض الأحيان على بكتيريا "السالمونيلا" إذا لم تكن المواد المستعملة في صناعتها صالحة للاستهلاك، خصوصا إذا كانت معدة من البيض أو الحليب.
كيف تسبب المثلجات التسمم؟
أوضحت خلاب، في تصريح لـSNRTnews، أن الأسواق المغربية تعرض أصنافا مختلفة من المثلجات التي تباع في المبردات المتنقلة، وبعضها لا يتجاوز ثمنه درهما واحدا، مشيرة إلى "البولو"، الذي يبيعه الباعة الجائلون.
وأشارت إلى أن أعراض التسمم قد تظهر خلال ساعات قليلة من تناول المثلجات الملوثة وقد تستمر لبضعة أيام. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتطلب الأمر رعاية طبية فورية.
المركز المغربي للتسمم: الحذر واجب
من جهتها، أفادت ليلى عواد، اختصاصية علم التسمم بالمركز المغربي لمحاربة التسمم، في تصريح لـSNRTnews، بأن المثلجات تسبب التسمم بشكل مباشر خلال فصل الصيف لأنها تصنع من البيض والحليب، وإذا كان هناك مشكل في هذه المكونات وتحتوي على ميكروبات، فهي ستنتقل بشكل مباشر للمثلجات وتسبب التسمم.
وأشارت إلى أن المثلجات لا ينبغي تخزينها في نفس أماكن حفظ باقي أنواع المنتجات التي تستهلك دائما، حيث ينبغي حفظها في أماكن مغلقة لكي لا تنتقل الميكروبات بين هذه المواد الغذائية.
وشددت على أن المثلجات ينبغي أن تُحفظ في أماكن ذات درجة حرارة منخفضة، بحيث إذا تم استخراجها من المجمد ولم يتم استخدامها وإعادتها للثلاجة مرة أخرى، يمكن أن تصبح مصدرا لتجمع الباكتيريا.
وتعد التسممات الغذائية من أكثر أنواع التسممات التي تسجل لدى المصالح الصحية بالمركز المغربي لمحاربة التسمم، حيث تحتل المرتبة الثانية ضمن اللائحة الإجمالية للتسممات المسجلة على الصعيد الوطني، دون احتساب التسممات الناتجة عن لسعات العقارب والأفاعي.
وتظل أعداد المصابين بالتسممات الغذائية المصرح بها لدى المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، وفقا لعواد، أقل من العدد الحقيقي المحتمل لهذه التسممات، بالنظر إلى اكتفاء المصابين بالعلاجات البسيطة أو الطبيعية في البيت لحدتها الخفيفة، في حين ترتبط الحالات المصرح بها، في أغلب الحالات، بحوادث التسممات الغذائية الجماعية أو المحالة على المصالح الطبية المختصة، تبرز الاختصاصية نفسها.
وتنتج هذه النوعية من التسممات عن تناول أغذية فاسدة أو ملوثة بجراثيم أو التي لا تستوفي شروط التخزين والتبريد المتعارف عليها، أو لافتقارها لشروط السلامة والنظافة الصحية عند تحضيرها، إذ أن أغلب التسممات الغذائية تنتج عن تلوث الأطعمة بالميكروبات، وعدد قليل منها ينتج عن تلوثها بمبيدات حشرية، توضح الدكتورة عواد.
نصائح الطبيبة
بدورها، دعت خلاب إلى توخي الحيطة والحذر، قبل شراء هذه المنتجات والتأكد من مصدرها، بحيث ينبغي شراء مثلجات من مصادر موثوقة ومعروفة بمعاييرها وسلامتها، فضلا عن التحقق من تاريخ الصلاحية.
وبخصوص معايير النظافة والجودة، تشير إلى أنه ينبغي تدقيق مكان تخزين المثلجات، وطريقة حفظها، فضلا عن تناولها فور شرائها وعدم تركها لمدة طويلة خارج المجمد.
ودعت خلاب إلى تعزيز الوعي بضرورة الابتعاد عن المنتجات "المشتبه بها"، وتجنب شرائها من الباعة الجائلين أو الأماكن غير المضمونة التي قد لا تتبع المعايير الصحية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع