اقتصاد
إنييغو موري: يجب خفض تكاليف تحويل أموال المهاجرين المغاربة إلى أسرهم
21/12/2020 - 21:34
مصطفى أزوكاحنييغو موري: كيف تحددون بروفايلات المهاجرين المغاربة؟
لاتوجد هجرة واحدة مغربية. فهناك بروفايلات متنوعة بتنوع البلد. وسأتحدث عن نوعين من المهاجرين، الذين يمكن أن نجدهم في جميع أنجاء العالم.
من جهة، هناك الهجرة الطويلة الأمد، والتي تولد عنها جيل ثان، وحتى جيل ثالث، والذين لا يعتبر بعضهم المغرب بلدهم الأصلي.
يوجد من بينهم متقاعدون، الذين يتوصلون بمعاش من بلد الاستقابل، والذي قد يقومون باستيفائه ببلدهم الأصل. لهذا السبب يعتبر متوسط عمرهم كبيرا، حيث يقترب من 55 عاما. إنهم يتحدثون بطلاقة لغة بلد الاستقبال، وتمكنوا من تحسين تكوينهم، ونلاحظ أنهم يستفيدون، في غالب الأحيان، من الجنسية المزدوجة.
والكثير من هؤلاء هم رجال أعمال، ففي بعض الأحيان، يملكون محلات تجارية في الأحياء ببلدان الاستقبال، كما هو الحال في فرنسا، والتي تشغل، في بعض الأحيان، العشرات من العمال.
هذا الصنف من المهاجرين، يوجد بفرنسا، وحتى في بلجيكا أو اللوكسمبورغ، وفي بعض المناطق بإسبانيا.
ونجد أنه تقريبا جميع نساء هذه المجموعة، مهاجرات مع أسرهن، كأمهات أو زوجات وبنات مهاجرين.
من جهة أخرى، هناك الهجرة القصيرة أو المتوسطة الأمد، الحاضرة بقوة بإسبانيا أو إيطاليا. فهؤلاء مهاجرون غادروا المغرب قبل عشرة أعوام على الأقل، هدفهم الرئيسي الاندماج في سوق العمل.
لا يتحدثون اللغة بطلاقة، ولم يستطيعوا تحسين مستوى تكوينهم، ولا يتوفرون على جواز سفر بلد الاستفال، ويقل متوسط عمرهم عن 30 عاما. ولا يتوفرون جميعهم على حساب بنكي، ويعملون في الزراعة أو البناء.
ألا توجد بروفايلات أخرى ناجمة عن التطورات التي عرفتها الهجرة والبحث عن تجارب جديدة؟
هناك مجموعة من المهاجرين قيد التشكل، ويتعلق الأمر بمهنيين مؤهلين دائمو التنقل بين البلد الأصل وبلدان الاستقبال، وهم متخصصون في مجالات تتيح اندماجا سلسا، مثل المعلوميات والنهدسة، خاصة تلك المتعلقة بالأنظمة المعلوماتية.
كما نلاحظ معطى جديدة في تاريج الهجرة المغربي، فهناك مغربيات يهاجرين لوحدهم، مستندات على قدراتهن المهنية، حيث يتوفرن، بشكل عام، على تكوين أعلى من الرجال، وهو تكوين يحصلن عليه، في غالب الأحيان، خارج المغرب.
كيف يساهم المغاربة المقيمون بالخارج في التنمية بالمغرب؟
من بين مميزات المهاجرين المغاربة، هي تلك العلاقة الخاصة مع بلدهم. فهم من بين المهاجرين القلائل في العالم الذين يعودون بكثافة إلى بلدهم الأصلي خلال فصل الصيف، حيث لا يكتفون بالحلول ببلهم، بل يحملون معهم ثقافة بلد الاستقبال.
هؤلاء المهاجرون يحملون معهم معارفهم في مجال الموصة والسينما والأدب، وكذلك التكنولوجيا والطب، حيث يمثلون أحد عناصر التغيير في البلد.
ويجب أن نشير إلى أن 65 في المائة من المهاجرين يكرسون جزء مهما من مداخليهم، أي حوالي 20 في المائة كتحويلات لأسرهم، ما يساعد المغرب على الحفاظ على مستوى من الاستهلاك والاستثمار الذي سيكون مسحيلا بدونهم.
ونلاحظ أن تحويلات الأموال الآتية من المغاربة المقيمين بالخارج، تساعد على ضمان معدلات تمدرس وعلاجات طبية جد مرتفعة.
ما هي التدابير التي يجب اتخاذها من أجل تمتين الصلات بين المهاجرين المغاربة وبلدهم؟
الهجرة المغربية موحدة في تنوعها ببعض العوامل المشتركة. فهم يريدون جميعهم العودة إلى بلدهم في الصيف، لكنهم لم يتمكنوا هذا العالم بسبب الجائحة، التي حد من التنقل.
وهم يستمرون في تحويل الأموال إلى أسرهم وسيستقبلون بالكثير من الامتنان قرارا يفضي إلى تقليص تكاليف التحويلات التي يقومون بها. يتوجب على السلطات المغربية الانكباب على هذا الأمر، خاصة بعد ارتفاع تحويلات المغاربة في ظل الأزمة الحالية، رغم الصعوبات التي تواجهها بلدان الاستقبال.
ويجب أن نشير إلى أن جميع المهاجرين المغاربة يواجهون مشاكل إدارية وبيروقراطية في بلدهم الأصلي، إلا أن بعضهم يجدون سهولة في الحصول على جنسية مزدوجة، مقارنة بما لو توجهوا إلى قنصلية المنطقة التي يقيمون بها.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
عالم