اقتصاد
الذهب زينة بعد أن أفرغت "كورونا" الخزينة!
10/02/2021 - 19:50
نضال الراضيتركزت نفقات المغاربة في السنوات الأخيرة على التعليم، العلاج والسفر، حيث تراجع الإقبال على اقتناء الذهب كقيمة أساسية مرتبطة بنمط العيش. كما ساهمت جائحة "كورونا"، في تقليص المواسم السنوية المحددة التي كان ينتظرها التجار والصاغة لزيادة نسبة مبيعاتهم بمعدلات أكبر من الأيام العادية، ومن أبرز هذه المواسم الأعراس وحفلات الخطوبة والعقيقة والأعياد ونهاية السنة الميلادية...
الزينة أولا
أوضح سعيد الراشدي، أحد تجار الذهب بمدينة الدار البيضاء، أن معظم زبوناته من النساء، يبحثن عن آخر إصدارات الموضة في عالم الذهب، مؤكدا أن 80 في المائة من المبيعات هي من الحلي العصري كالأقراط الصغيرة، الأساور، القلادة الرقيقة والخواتم.
وقال المتحدث ذاته إن بيع الحلي الثقيل من قبيل الأطقم، "المضمة" والأقراط "البلدية" يرتبط أساسا بالمناسبات، خاصة موسم الأعراس خلال فصل الصيف الذي يبعث الروح في تجارة الذهب الثقيل وينعش سوق المعدن الأصفر.
وعن مدى اعتماد السيدات على الذهب كـ"خزينة" في مواجهة تقلبات الزمان، يقول الراشدي "لم تعد النساء يقتنين الذهب بهدف تخزينه أو الاستثمار فيه كمصدر آمن، فمعظم السيدات، خاصة الشابات، أصبحن يقتنين الذهب من أجل التزين فقط، حتى إن بعضهن يقمن بشراء مجموعة من الأساور التي تتراوح أسعارها بين 7000 و12.000 درهم، فقط لأنها موضة "المؤثرات" والنجمات على مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك أصبحنا نعتمد في الصياغة على كل ما هو موضة، حسب طلب الزبائن".
وعن سعر الذهب حاليا في المغرب، يقول الراشدي إنه يعرف تفاوتا بسيطا منذ شهر يناير 2021.
ويتراوح سعر الغرام الواحد، عيار 24 قيراط، بين 520 و570 درهم، فيما يتراوح سعر الغرام عيار 18 قيراط، بين 390 و420 درهما.
"كورونا" يطفئ البريق
ساهمت حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد، بسبب تفشي فيروس "كوفيد-19"، منذ شهر مارس 2020، في خسارة تجار المعدن الأصفر لأهم المناسبات التي يقتنصون من خلالها مبيعات مهمة.
بهذا الصدد، يقول "عبد المجيد"، صائغ ذهب، إن تجارة الذهب شهدت أياما قاسية خلال وبعد فترة الحجر الصحي، بسبب تداعيات أزمة "كورونا" الاقتصادية والاجتماعية، بما فيها توقف المناسبات، مؤكدا أن محلات الصاغة شهدت ركودا حادا خلال سنة 2020، ألقى بظلاله على التجار والعاملين في هذا المجال نتيجة انتشار الفيروس.
وأضاف صانع الحلي أن ارتفاع أسعار الذهب عالميا انعكس على الأسواق المحلية، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي ساهمت في تخوف بعض المستهلكين من المخاطرة بشراء المنتوجات باهظة الثمن.
وأشار بدوره إلى عزوف الأسر والعرسان على محلات الصاغة من أجل اقتناء الذهب بغرض الخطوبة والزواج، مؤكدا أن الإقبال على "الذهب البلدي" جد ضئيل مقارنة بالأيام العادية، في ظل توقف المناسبات.
بينما تشكل مبيعات الحلي العصري، المخصص للزينة والمستوحى من الماركات العالمية 90 في المائة من مبيعات المحل، حسب الصائغ.
نفقات أساسية
من جانبه، قال وديع مديح، رئيس جمعية حماية المستهلك، إنه في السنوات الأخيرة تغير توجه المغاربة فيما يخص النفقات، حيث أصبح معظمهم ينفق على الأمور الأساسية، أبرزها التعليم، العلاج والسفر.
وصنف المتحدث ذاته استهلاك كل ما يتعلق بالحلي والزينة في خانة الأمور الثانوية التي تشغل اهتمامات المستهلك المغربي.
كما أكد، بدوره، أن النساء المغربيات، خاصة الجيل الجديد منهن، لا يفكرن في المعدن الأصفر، كاستثمار مربح، يمكن أن يستفدن من قيمته المالية في ما بعد، كما في السابق، حيث كان البعض يذهب لاقتناء الذهب المشكل حليا، والسبائك الذهبية كمصدر آمن في مواجهة تقلبات الحياة الاقتصادية.
وعن أسعار الذهب قبل وبعد أزمة "كورونا"، أوضح وديع أنها مازالت تشهد بعض التفاوت بسبب تداعيات الأزمة كونه مرتبطا بالأسعار العالمية، معتبرا أن الإجراءات الاحترازية ساهمت في تراجع إقبال المستهلك المغربي على أسواق الذهب، التي تشكل المناسبات الفرصة التي تنعش روحها...
مقالات ذات صلة
عالم
مجتمع
اقتصاد