مجتمع
الطوزي: المغاربة يعولون على المدرسة أكثر من الإرث!
31/12/2020 - 10:33
مصطفى أزوكاح
ويشدد صاحب" الملكية والإسلام السياسي بالمغرب"، على أن المغاربة يعتقدون أن المدرسة هي معبرهم إلى المصعد الاجتماعي، حيث يثقون فيها أكثر من الإرث في مسعاهم للارتقاء الاجتماعي، وهذا التصور يسود أكثر لدى الإناث مقارنة بالذكور.
تلك خلاصة أنهى بها الطوزي عرضه الذي قدمه حين استضافته، الاثنين 28 دجنبر، من قبل ثانوية مولاي رشيد بمنطقة الحنشان التابعة للصويرة، إذ قام عبر رصد " تحديات المدرسة المغربية في ظل واقع كورونا"، بتشخيص واقع التعليم بالمغرب وإبراز أهم العوائق والصعوبات التي لازالت تواجهها المدرسة المغربية.
تطرق "عضو اللجنة الخاصة للنموذج التنموي" في بداية مداخلته لمحورية التعليم داخل المجتمعات بصفة عامة، وفي هذا الصدد تطرق للأهمية التي أعطيت للمسألة التربوية منذ اليونان بالخصوص مع أفلاطون(المدينة الفاضلة).
وعرج بعدها على فلسفة الأنوار مذكرا بنموذج جون جاك روسو، الذي مازال يعتبر مرجعا مهما في ما يخص التربية، ثم تناول في الأخير السوسيولوجيا (دوركايم) كتخصص من العلوم الإنسانية التي ركزت بشكل كبير على المسألة التربوية.
وعندما انبرى لتسليط الضوء على الوضعية التعليم بالمغرب، أكد الطوزي أهمية التشخيص الموضوعي المستند للأرقام والدراسات الميدانية، قبل أن يشدد على أن المدرسة المغربية تعيش وضعية هشة.
فقد انطلق الطوزي من فرضية مفادها أننا " نصنف دائما التعليم في المجال الاجتماعي في حين أنه استثمار"، حيث ربط بين مستوى النمو الاقتصادي وعلاقته بالاستثمار في العنصر البشري.
وأورد بعض المعطيات حول التعليم بالمغرب، حيث سنوات التمدرس بالمغرب لا تتعدى ست سنوات، قبل أن يصف ذلك المعدل بأنه "مخيف"، معتبرا أن المغرب لن يصل إلى 10 سنوات أو 15 سنة كمعدل سنوات التمدرس إلا في سنة 2040.
لم يكتف بالتشخيص، بل تصدي للحفر في الأسباب التي تجعل التعليم في المغرب يعيش هذه الوضعية، حيث نبه إلى أن تعميم التعليم تم من أجل التعميم فقط، دون توفر الشروط والوسائل المفترضة لذلك.
وأضاف أن الاستثمار جد مرتفع في التعليم بالمغرب، في إشارة إلى المخصصات المالية التي تأتي عبر الموازنة، غير أنه يلاحظ أن "النجاعة والجودة ضعيفتان". هذا ما يجعل المغرب يصنف تقريبا ضمن البلدان الأقل تطورا في المجال التربوي مثل غانا وكيينا.
ويسرد بيانات تؤشر على ما ذهب إليه، حيث 27 بالمئة من التلاميذ في التعليم الابتدائي هم فقط الذين يستطيعون قراءة وفهم نص باللغة العربية، بالمقارنة مع تركيا مثلا نجد 70 بالمئة من تلاميذ الابتدائي يستطيعون قراءة وفهم نص.
ولاحظ أن 50 في المائة من مؤسسات التعليم الابتدائي بالوسط القروي غير مزودة بالماء الصالح للشرب، 45 من آصل من أصل 410 إعدادية بالعالم القروي غير متوفرة على مراحض،و 13 إعدادية دون كهرباء. هذا الأمر يسري على العديد من الثانويات في العام القروي.
ولم يفت الطوزي التطرق للتعليم الخصوص وعلاقته بالتعليم العمومي حيث بين بالأرقام أن التميز لدى تلاميذ التعليم الخصوصي يكون في مادة اللغة الفرنسية بالخصوص، وهو ما يفاقم مبدأ اللامساواة. مشيرا إلى أنه إلى حدود اليوم لا نتوفر على أرقام حول أعداد التلاميذ في مدارسنا الذين لديهم مشاكل بصرية أو حتى في النطق.
وعندما تحدث عن سيرورة الإصلاحات التي شهدها الجسم التربوي بالمغرب وخلص إلى كونها تكون جادة عادة ولكنها تصطدم بعده صعوبات، حصرها في ستة إشكالات، يكمن الإشكال الأول في تدبير الإصلاح وتنزله على مستوى التخطيط والتمويل، ويتجلى الثانية في ضعف تعبئة الفرق البيداغوجية،و ويتمثل الثالث في ضعف تكوين وتحفيز الأطر التعليمية، ويتعلق الرابع بطغيان المركزية على مستوى الحكامة، وينصب الخامس على غياب نظام لتقييم الاختلالات، ويشير السادس إلى البرامج والمحتويات، حيث أن المدرسة مازالت حقلا للصراع الإيديولوجي لأنه لم يتم الحسم في الاختيارات القيمية، في حين أن هذا الصراع مكانه هو البرلمان).
مقالات ذات صلة
إفريقيا
مجتمع
مجتمع