اقتصاد
الوليدية .. جنة المحار تحت وطأة الجائحة
23/07/2021 - 21:29
حليمة عامريرتبط الإقلاع الاقتصادي بمدينة الوليدية، الواقعة بين الجديدة وآسفي، منذ الخمسينيات بإنتاج المحار والرواج السياحي الذي تعرفه خلال فصل الصيف. هذه المدينة التي اكتسبت سمعتها السياحية وإشعاعها على المستويين الوطني والدولي بفضل محارها، الذي يعتبر الأفضل في العالم، وبحيرتها المتفردة بجمالها.
ويشاع بين الساكنة المحلية أن ما يوجد تحت المياه يعد ثروة، بينما الاستثمار في فاكهة المحار يعد مغامرة. فمن بين المخاطر التي كانت تهدد الإنتاج الحرارة المفرطة وارتفاع منسوب المياه، لكن بسبب الجائحة تحول أكبر هاجس بالنسبة للمنتجين هو كيفية التسويق واستيراد اليرقات التي يتم جلبها من فرنسا.
وكشف رشيد دهين، المسؤول على تربية المحار بوحدة الإنتاج "أوستريا"، أن عملية استيراد صغار المحار تأثرت بتداعيات كورونا بنسبة 99 في المائة، مما انعكس سلبا على الإنتاج وكذا التسويق.
وقال المتحدث ذاته إنه لمدة سنة ونصف لازال استيراد المحار يواجه عدة معيقات، حيث كان المغرب يجلب اليرقة الواحدة من المحار بدرهم واحد، لكن بعد غلاء تكاليف النقل أصبحت مختلف الوحدات المنتجة تستوردها بـ3 دراهم، بينما يتم بيعها للمستهلك بعد أن تكون قد أمضت أكثر من 6 أشهر ببحيرة الوليدية بـ8 دراهم، في الوقت الذي تباع الواحدة منها بأسواق الدار البيضاء بـ12 درهما.
ويذكر أنه يبدأ نشاط زراعة هذه الفاكهة ببحيرة الوليدية باستيراد صغار المحار، المعروفة باسم "اليرقات"، في عمر ستة أشهر، لزراعتها في البحيرة.
ويشتري منتجو المحار 24 طنا من اليرقات سنويا، ليتم تربيتها في هذه البحيرة التي لها خصائص تعطي للمحار مميزات ونكهة خاصة، بفضل عذوبة المياه وبعض المميزات الطبيعية التي تتمثل في التربة الخصبة والمواد المعدنية المتوفرة بكثرة والتي تساهم في مذاق يتميز بحلاوته على باقي أنواع المحار التي تنتج بمدينة الداخلة.
وبعد 6 أشهر من وضعه في البحيرة يتم إخراج المحار وفرزه حسب الحاجة، ثم يتم وضعه في صناديق خاصة ليعود مجددا إلى البحيرة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وشرح دهين أن إنتاج المحار يحتاج إلى درجة ملوحة المياه، تميل إلى العذوبة، والتي تمكنها الفرشة المائية للبحيرة، وكذا كمية الأوكسيجين المتوفر في البحيرة.
وليصبح المحار جاهزا للأكل بعد هذه المرحلة، يجب تنظيفه جيدا. حيث تتم هذه العملية بواسطة آلات خاصة، ويشرف عليها خبراء من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، إذ تتطلب هذه العملية الكثير من التفاني والصبر، من أجل محار ذي جودة عالية.
ويضع المحار المتجه إلى السوق المحلية في سلات، بينما يتم تعبئة المتجه نحو التصدير خارج المغرب في صناديق خشبية، حيث يتم إنتاج حوالي 100 طن من المحار في الوليدية سنويا، وتقدر عائداتها بـ80 مليون درهم كل سنة بفضل بساتينها السبع، بحسب معطيات تم التوصل بها.
من جهته، أكد ياسين روان، مسؤول عن تدبير مزرعة "روان" لإنتاج المحار بالوليدية أنهم كمنتجين واجهوا عدة صعوبات خلال هذه الفترة التي تلت بروز فيروس كورونا، بسبب غياب أماكن لتسويق منتوجاتهم.
وأبرز المتحدث ذاته أن فصل الصيف يعد الفترة الأنسب لتسويق هذه الفاكهة، حيث يرتبط هذا النشاط بالرواج السياحي، مبرزا أن المنتوج يكون متوفرا بقوة خلال هذه الفترة.
ومن أجل تسويق أفضل لفاكهة المحار، خصصت السلطات بالوليدية سوقا لبيع جميع أنواع الصدفيات بما فيها المحار، من أجل تنظيم القطاع، التي يجتمع بها غالبية التجار الخاضعين للمراقبة والذين يلتزمون بالإجراءات التي يوصي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية باتباعها من أجل تخزين أفضل لهذه الفاكهة.
وكان هذا السوق من بين مطالب تجار الصدفيات، وخصوصا المحار، الذين كانوا يرون أن وجودهم في الشارع العام، بطريقة عشوائية، مشهد لا ينسجم مع صورة المدينة السياحية. فجزء كبير من زوار المنطقة يأتون لشيء واحد لا غيره وهو فاكهة المحار، نظرا لجودته ولمذاقه المميز ولسعره الذي هو في متناول المستهلكين.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع