نمط الحياة
بائعة حلويات: الشباكية درست أطفالي
01/05/2021 - 10:36
نضال الراضيالشباكية" و "سلو" و "البريوات"، و"الرغايف"، أبرز أنواع المأكولات التي تعرف ذروة نشاطها خلال شهر رمضان، تصنعها سيدات تؤمن بأن لقمة العيش يمكن أن يدخل في مكوناتها أيضا، الدقيق والبيض والسكر و"الزنجلان".
"الشباكبة قرّات ولادي"
على طاولة مطبخها البسيط، تجمع "زهرة"، عجين "الشباكية"، بمقادريها الأساسية: دقيق وعسل و"زنجلان" و"مسكة حرة" و"اللوز"، حيث تفوح من يديها رائحة "الزهر"، أحد مكوناتها الأساسية.
تقول "زهرة"، التي تواصل معها SNRTnews، في عز تحضيرها لأحد الطلبيات، أنها تشتغل لوحدها على تجهيز طلبات الزبائن، مؤكدة أنها اعتادت على وتيرة العمل حتى خلال المناسبات التي تستدعي مجهودا أكثر، كالأعراس والأعياد وشهر رمضان، هي التي تحترف صناعة وبيع الحلويات منذ أكثر من 13 سنة.
قبل سنوات من احتراف تحضير مختلف أنواع الحلويات، كانت "زهرة"، تشاهد وتتعلم صناعة أشهر المأكولات والحلويات المغربية، عن طريق مواقع الطبخ وقنوات "اليوتيوب"، مع إصرار على تجريب تلك "الوصفات"، كل ما سنحت لها الفرصة، وكأن حدسها كان يخبرها أن ضائقة الزمن ستزورها يوما ما.
في سنة 2007، اضطر زوج "زهرة"، سائق سيارة الأجرة، أن يتوقف عن العمل بسبب حادثة أقعدته في الفراش، لشهور طويلة، جعلت صانعة الحلويات لا تفكر كثيرا، في اتخاد قرار مساعدة زوجها وإنقاذ بيتها من انعدام المدخول.
بدأت "زهرة" في الاتصال بمعارفها وإخبار الجيران بأنها يمكنها تسليم طلبيات "الحلوى المغربية"، مصنوعة في المنزل، ومع إصرارها على إنجاح مشروعها الصغير، اجتهدت أكثر في تعلم صناعة الحلويات، عن طريق مشاهدتها قنوات الطبخ وشرائها كتب الحلويات من معرض بيع الكتب المستعملة بـ"درب السلطان".
ومع التجربة واتساع دائرة معارفها، بدأ صيت "زهرة" يذيع في الحي كصانعة حلويات ممتازة، يمكنها تحضير طلبيات الحلوى الخاصة بمناسبات "الدرب" والأعياد وشهر رمضان.
رشت الدقيق على الطاولة، وأطلقت العنان لـ"المدلك"، ليفرد لها عجين "الشباكية"، وهي تقول: "الشباكية وكعب الغزال قرّاو ولادي"، في إشارة إلى أنها هي من تكلفت بمصاريف أطفالها الدراسية، أثناء فترة كان فيها رب الأسرة طريح الفراش.
وتتابع: "استطعت لوحدي، التكفل بجميع الطلبات التي كنت أتوصل بها، أحيانا كنت أقضي ليال بيضاء في تحضير طلبيات الأعراس والعقيقات و'شهيوات" رمضان، وبالرغم من أنني كنت أعاني من آلام الظهر بسبب التعب، إلا أنني أشعر بالسعادة عندما أكمل عملي وأرى عصارة جهدي، بعد تقديم الطلب وأخد مستحقاتي المادية".
"الله يعطيك الصحة، داك الشي زوين"، جملة تشعر "زهرة"، بالنشوة في كل مرة يتصل بها أحد الزبائن ليعطي تقييمه على حلويات تصنعها بحب ورغبة في تأمين احتياجات أسرتها الصغيرة، مؤكدة أن رضى الزبون هو "الفضل والرأسمال" على حد تعبيرها.
السر هو "الثقة"
يزداد الإقبال خلال شهر رمضان، على أصناف الحلويات والمأكولات التي تستهلك خلال شهر الصيام وتعتبر "زهرة"، أن معظم الناس، يفضلون اقتناء كل ما هو "مصنوع في المنزل"، مشيرة إلى أن عامل الثقة يعد من أساسيات نجاح هذه الحرفة، خاصة أن كل ما يتم تحضيره في البيت يحظى بثقة المستهلك، خاصة من ناحية النظافة وجودة المقادير المستعملة.
وعن فئة الزبائن التي تتعامل معهم "زهرة"، تقول إنها تختلف، حسب المناسبة، موضحة أنه خلال الأعراس وحفلات الخطوبة تتعامل مع جميع الفئات العمرية والاجتماعية تقريبا، بينما خلال مناسبات شهر رمضان والأعياد، تكون الفئة الأكثر إقبالا على "حلويات زهرة"، هن النساء خاصة الموظفات والعاملات الاتي لا يجدن الوقت الكافي لتحضير أساسيات شهر رمضان بالبيت.
وعن أكثر الطلبيات مبيعا خلال هذه الفترة، تقول "زهرة" إن الأمر يتعلق بـ"الشباكية" أولا، و"سلّو"، ثم "البطبوط الصغير" القابل للحشو.
وتشير إلى أنها بدأت السنة الماضية في تحضير "البريوات" و"الرغايف" المحشوة، بجميع أنواعها، التي تتركها دون طهي، بل تكتفي بوضعها في العلب مع وضع ملصق يحمل محتوى العلبة، حيث تطلبها "الموظفات"، لوضعها في المجمد، ليكتفين بوضعها في الفرن أو قليها فور عودتهن من العمل.
وعن أسعار أكثر "شهيوات رمضان" طلبا، تقول "زهرة"، أن سعر" الشباكية " يتراوح ما بين 40 و80 درهما للكيلو حسب المكونات، بينما يتراوح سعر "سلو" بين 70 و100 درهم للكيلو الواحد، فيما يبلغ سعر "البطبوط الصغير"، 8 دراهم بالنسبة لـ10 قطع، أما "المسمن الصغير"، فتبيعه "زهرة" بدرهمين للقطعة.
وبخصوص أسعار الحلويات، تكشف صانعتها أن جميع أشكال حلوى "الصابلي" تبيعها "زهرة" بـ60 درهما للكيلو الواحد، بينما يبلغ سعر "حلوى اللوز" 120 درهم للكيلو.
وعن كمية الحلويات التي تبيعها "زهرة" في اليوم تقول إن ذلك يتعلق بنوع المناسبة والطلب، وبخصوص طلبيات شهر رمضان تقول إنها يمكن أن تصل إلى 12 طلبا في اليوم، تتنوع بين "الشباكية" و"سلو" في الأيام الأولى من حلول شهر الصيام، فيما يزداد الإقبال على كل ما هو "محشو" وقابل للتجميد، طيلة الشهر الفضيل.
رب ضارة نافعة
قد ترافق صناعة الحلويات بالمنزل وبيعها، بعض العراقيل، خاصة في البداية، كتسويق العنوان وصعوبة التنقل وشراء المقادير بكميات كبيرة، خاصة خلال الظروف الصحية الراهنة التي تعيشها البلاد، بسبب وباء "كورونا" وحالة الطوارئ الصحية.
في هذا الصدد، توضح "زهرة" أن شهر رمضان السنة الماضية عرف نشاطها ذروته خلال فترة الحجر الصحي، مؤكدة أنه ازداد الطلب على "شهيوات رمضان" المنزلية، بالرغم من أن معظم الناس كانت محجورة بمنازلها. وتبرر صانعة الحلويات ذلك برغبة الناس في التجديد واستهلاك أنواع مختلفة من "الشهيوات"، غير تلك التي اعتادوا تناولها خلال شهر الصيام، خاصة أنهم كانوا يقضون كل وقتهم داخل البيت.
وتؤكد أنه بسبب توقف الأعراس والمناسبات، لم يعد الناس في حاجة لممون الحفلات الذي يقوم بتحضير الطلبات الكبيرة، لأكبر عدد من الضيوف، مشيرة أنه ازداد الإقبال على حلوياتها، خاصة في المناسبات التي تقام في الفترة الحالية بين عدد صغير من الأشخاص، الذين لا يحتاجون لكميات كبيرة من الحلويات من أجل الضيافة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
نمط الحياة