اقتصاد
تفاؤل بزيادة محصول الحبوب بالمغرب
14/04/2021 - 09:07
وئام فراجعبر عدد من الفلاحين بمختلف المناطق المغربية عن ارتياحهم للموسم الفلاحي الحالي، بعد التساقطات المطرية التي شهدتها المملكة هذه السنة، وأكد محمد إبراهيمي، فلاح في الحبوب والقطاني بمنطقة برشيد، أن جميع التوقعات تشير إلى سنة إيجابية، رغم ارتفاع أسعار مجموعة من المواد الأساسية التي "أنهكت ميزانية الفلاح"، وفق تعبيره.
أفضل سنة إنتاجية
وأضاف إبراهيمي، في حديثه مع "SNRTnews"، أن الأمراض الفطرية انتشرت بشكل كبير هذه السنة، وتمت معالجتها بمجموعة من الأدوية الباهظة الثمن، داعيا الحكومة إلى أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ودعم الفلاح لتوفير منتوج بأسعار معقولة.
من جهته، يرى رشيد بنعلي، نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أنه من الصعب تقديم توقعات نهائية بخصوص إنتاج الحبوب للعام الجاري، موضحا أن هذا الأمر يظل رهينا بالتطورات المناخية، من قبيل احتمال هطول أمطار في آخر الموسم الفلاحي، فضلا عن هبوب الأرياح الشرقية التي تقلل من المردودية.
وفي المقابل أكد بنعلي، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن 80 في المائة من الإنتاج جيد لحدود الآن، مشيرا إلى أن هذه السنة من أفضل السنوات التي مرت في المغرب من حيث إنتاج الحبوب.
وعزا المتحدث ذاته ذلك، إلى التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها المملكة، إضافة إلى مجهودات الفلاحين في معالجة الأمراض الفطرية، وتسميد الأراضي، واتباع كافة المراحل اللازمة لتوفير منتوج جيد.
ومن حيث التوزيع الجغرافي، أوضح بنعلي أن أغلب المناطق الفلاحية تعرف إنتاجا جيدا من الحبوب، ما عدا منطقتين؛ وهما الحوز نواحي مراكش، والمنطقة الشرقية، مبرزا أن هذين المنطقتين تضررتا بسبب عدم تسجيل تساقطات مهمة، وهو الأمر الذي يعيق الحصول على نتيجة موحدة في كافة المناطق المغربية.
وأبرز، في المقابل، أن مجموعة من المناطق التي كانت تعرف مشاكلا من قبل تمت معالجتها، خاصة المناطق الجبلية التي ستعرف إنتاجا جيدا هذه السنة في حال عدم حدوث عواصف.
بدوره، يرى خالد بنسليمان ممثل الفيدرالية البيمهنية للبذور بمنطقة الرماني، أن الموسم الفلاحي بالمنطقة كان جيدا في الأول، إلا أنه تراجع بعد هبوب رياح شرقية لمدة أربعة أيام، فضلا عن انتشار بعض الأمراض الفطرية التي أثرت على المنتوج.
وتوقع بنسليمان، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن تكون هذه السنة مفاجئة من حيث الجودة والإنتاج، بخلاف ما يتم الترويج إليه، مشيرا إلى أنها سنة متوسطة إلى أقل من متوسطة.
وأكد أن الضرر لحق مناطق الإنتاج بشكل ملحوظ من قبيل الشاوية وسايس والغرب، فيما لم تتضرر المناطق الجبلية من الأمراض الفطرية وقلة التساقطات.
المغرب مستورد أساسي للحبوب
من جهته، يرى العربي الزكدوني، أستاذ باحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، أن إنتاج الحبوب الخريفية هذه السنة سيكون جيدا، بعد التساقطات المطرية الأخيرة وتوزيعها الزمني طيلة الموسم الفلاحي، مشيرا في المقابل إلى أن هذا لا يعني تحقيق اكتفاء ذاتي من الحبوب، بعدما أصبح المغرب مستوردا أساسيا لهذه الحبوب.
وأوضح في هذا الإطار، أن المملكة حققت رقما قياسيا منذ ثلاث سنوات بإنتاج 120 مليون قنطار من الحبوب، إلا أنها مازالت تستوردها من الخارج.
وأشار، في حديثه مع "SNRTnews"، أن "أكل المغاربة يعتمد على الحبوب بشكل كبير خاصة القمح الصلب والقمح اللين والشعير، ما يتطلب إنتاجا مضاعفا، فيما يتخوف المهنيون من عدم تحقيق هذه الغاية في حال هبوب رياح شرقية "الشرقي"، والتي من شأنها التأثير على نوعية المنتوج الزراعي".
وتأتي تخوفات المهنيين في وقت توقع فيه بنك المغرب أن تزيد القيمة المضافة الفلاحية بنسبة17,5 في المائة العام الحالي، حيث يترقب إنتاج حوالي 95 مليون قنطار من الحبوب، ما سيساهم في رفع نسبة نمو الاقتصاد الوطني إلى 5,3 في المائة.
ويرى الزكدوني، أن توقعات البنك المركزي لهذه السنة ممكنة بفضل تخطي المغرب لأزمة الجفاف التي أثرت بشكل كبير على إنتاج السنة الماضية، وأشار في هذا الإطار إلى أن إنتاج الحبوب بالمغرب يظل دائما مرتبطا بكمية التساقطات المطرية.
وأعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في وقت سابق، أن التساقطات المطرية المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كان لها تأثير جد إيجابي على تطور الموسم الفلاحي 2020-2021.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن الأمطار الغزيرة والمعممة التي سجلت في يناير وفبراير ومارس مكنت من تحسين الغطاء النباتي بشكل عام والمراعي بشكل خاص، وتعزيز أعمال الصيانة، فضلا عن تحسين حقينة السدود ذات الاستعمال الفلاحي ومنسوب المياه الجوفية.
وبلغ متوسط التساقطات المطرية التراكمية على المستوى الوطني إلى غاية 25 مارس 2021، 271,9 ملم، مع توزيع جيد في الزمان والمكان، مقابل 286,9 ملم كمتوسط الثلاثين سنة الماضية أي بانخفاض طفيف بنسبة 5 في المائة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد