مجتمع
"كورونا".. شهادات لمصابين حول قسوة العزلة
06/01/2021 - 19:20
حليمة عامر"بدأ كل شيء بقنينة عطر، طلبت مني صديقتي إبداء رأيي فيها، لأكتشف أني لا أشم أي شيء"، هكذا طرأت فكرة الإصابة بـ"كوفيد-19" على بال "مليكة" (اسم مستعار)، التي شفيت منه بعد معاناة.
تروي "مليكة"، لـ" SNRTnews"، أنها أمضت ليلة كاملة تجرب فيها شم أي شيء صادفته أمامها، لكن بدون جدوى، فلم تكن تعلم ماذا تفعل ولمن تلجأ.
عالم بدون رائحة
تقول "مريض كورونا عندما يستيقن من صحة أعراض إصابته، يحس بأن الزمن توقف، فأول شيء يستحضره، هو أرقام الوفيات الناجمة عن الفيروس، التي تتكرر كل يوم على مسامعه، وإمكانية تطور الأعراض إلى ما هو أسوأ".
ثم تضيف "الأصعب في الإصابة بفيروس كورونا هو حالة الغموض التي يدخل فيها المريض، لا يدري ما الآتي، ربما تتطور حالته، وقد تستقر، وقد يشفى كلية من الأعراض، لكن الخوف من المجهول يظل ملازما له، خاصة مع كثرة الأخبار والتهويل الذي كان يلازم الوباء".
عانت "مليكة" طيلة مرضها بـ"كورونا" من فقدان حاسة الشم، وتكوّن لديها انطباع بأن الأمر سيطول ولن ينتهي، لأنها لم تسترجع حاسة الشم، حتى بعدما شعرت بتحسن، الشيء الذي جعلها تدخل في حالة اكتئاب.
البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بكلية الطب بالدار البيضاء، شرح أن فقدان حاسة الشم عند مرضى "كورونا" قد يستغرق من أسبوع إلى أسبوعين، ويمكن أن تطول هذه المدة أكثر من ذلك في بعض الحالات".
ويشدد البروفيسور على إبقاء مريض "كورونا" رهن التتبع الطبي، إلى أن يسترجع جميع قواه الصحية.
أقصى درجات العزلة
لم يفقد مرضى "كورونا" متعة تناول الطعام وشم الروائح فحسب، بل أيضا في التواصل الاجتماعي. لقد أضعفت الخسارة روابطهم مع الآخرين، ما أثّر على العلاقات الأسرية، وجعلهم يشعرون بالعزلة، خاصة تجاه محيطهم الأسري.
"سهام" (اسم مستعار) كانت من بين الأوائل الذين أصيبوا بـ"كورونا" في المغرب، بعد عودتها من الخارج، حيث أصيبت بالعدوى هناك.
عادت إلى المغرب بصعوبة، لأن الحدود كانت مغلقة وبقيت عالقة في الخارج، وحينها ستكون بداية ظهور أعراض "كورونا" عليها، حيث ستفقد حاسة الشم والذوق مع بعض العياء.
اتصلت "سهام" بالجهات المختصة، ولم تجد إمكانية إجراء التحاليل. بعدها ستتواصل مع طبيبها وستلتزم بالحجر الذاتي، رغم أنها لم تجر أي تحليلة للتأكد من إصابتها، لكن بعد مضي ستة أشهر ستجري التحاليل، وتتأكد من أنها كانت مصابة بـ"كورونا" بالفعل.
المدة التي أمضتها "سهام" بالحجر المنزلي، كانت نقطة مفصلية في حياتها، كانت تلك أول مرة تجد نفسها غير قادرة على الاقتراب من صغارها، وهم في أمس الحاجة إليها.
رغم أنها كانت تمارس حياتها بشكل عادي، وتعمل عن بعد، إلا أن أكثر ما أثر فيها هو بعدها عن أبنائها وبقائها بالمنزل لوحدها، فكورونا دفعتها إلى الابتعاد عن محيطها الاجتماعي حماية لهم.
أحلام مؤجلة
"فاطمة" (اسم مستعار)، 25 سنة، اقتحمت "كورونا" حياتها في وقت غير مناسب، حيث جعلتها تؤجل حفل خطوبتها، بعدما تأكدت إصابتها هي وباقي إخوَتِها بالفيروس، بعد أن خططت فترة طويلة للحفل وحلمت بكل تفاصيله.
تابعت "فاطمة" وإخوتها العلاج بالمنزل لمدة أسبوعين، وبعد انتهاء فترة العلاج، أجرت التحاليل وتأكدت من أنها تخلصت من "كورونا"، وأعادت التحضير لحفل خطوبتها، وكان أمامها خياران؛ إما تأجيله مرة أخرى، أو إقامته على نطاق ضيق والتخلي عن اتباع كافة مراسم الخطوبة التقليدية.
أقامت "فاطمة" حفل خطوبتها على نطاق ضيق لكن أغلب أفراد عائلتها الذين دعتهم ليشاركوها فرحتها، لم يحضروا للحفل، بعدما ظنوا أن الفيروس يتربص بهم حتى وإن تخلص منه المرضى...
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع