مجتمع
"كورونا".. 5 مغالطات حول اللقاحات
10/01/2021 - 17:41
وئام فراجبينما يستعد المغرب لإطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "سارس كوف 2"، مازالت شريحة كبيرة من المواطنين تشكك في سلامة اللقاحات التي تم تطويرها للحد من انتشار الفيروس. وهذه أبرز 5 مغالطات ينفيها خبراء الصحة.
1- لقاحات "كورونا" لم تخضع لاختبارات كافية
ينفي الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، الأخبار المتداولة حول عدم نجاعة اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"، بسبب سرعة تصنيعها والترخيص لها، قائلا، في تصريح لـ"SNRTnews "، "صحيح أن المعدل العام لإنتاج اللقاحات هو 10,7 سنوات، ويعود أسرع لقاح تم إنتاجه في تاريخ الطب البشري إلى مرض الحصبة أو ما يعرف بـ"بوحمرون"، إذ تم إنتاجه في أربع سنوات، فيما استغرق لقاح "بوشويكة" 34 سنة، وتوجد في المقابل أمراض معروفة منذ 60 سنة، إلا أن الأطباء لم يتوصلوا إلى لقاح مضاد لها، ما يجعل لقاح كورونا ثورة علمية ساهمت فيها عدة عوامل".
ويلخص حمضي أسباب تسريع وثيرة إنتاج لقاح مضاد لفيروس "كورونا" في أربع نقاط رئيسية، أولها العامل المادي؛ إذ يوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية أن المختبرات المنتجة للقاحات تقوم مسبقا بعملية حسابية ترتكز على مبدأ الربح والخسارة، مستشهدا على ذلك بمرض "الملاريا" الذي لم يتمكن العلماء بعد من إيجاد لقاح مضاد له لكونه لا ينتشر في الدول المتقدمة.
وأشار حمضي، في هذا الإطار، إلى عدم وجود أي مختبر سيغامر بالبحث عشرين أو ثلاثين عاما، وخسارة ملايير الدولارات، دون معرفة إمكانية تسويق منتوجه في الدول الفقيرة.
وأكد المتحدث ذاته أن الهدف الربحي أساسي في عملية إنتاج اللقاح وفي تسريع الترخيص له، وهو الأمر الذي يتطابق مع فيروس "كورونا" الذي تسبب في توقف اقتصاد العالم بأكمله.
وأشار حمضي، في هذا السياق، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تخسر ملايير الدولارات بسبب تفشي فيروس كورونا، فيما خسرت الدول العشرين الغنية في العالم لحد الساعة 11 ألف مليار دولار خلال مواجهة الجائحة، يقول حمضي، مضيفا أن هذه الخسارة جعلت الدول الغنية تفكر في الاستثمار في اللقاح، وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.
أما العامل الثاني الذي سرع عملية تطوير اللقاحات يعود، بحسب الباحث في السياسات والنظم الطبية، إلى التقنيات المستعملة في إنتاج اللقاح، مشيرا إلى أنها تقنيات حديثة ومتطورة، ساعدت على تشخيص الفيروس والتعرف على صورته في مدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع.
وأوضح حمضي أن عملية التعرف على الفيروس كانت تتطلب من قبل حوالي أربع سنوات، قبل أن يتم اكتشاف تقنية "الفحص المجهري الإلكتروني بالتبريد"، التي حازت على جائزة نوبل سنة 2017، إذ تعمل هذه التقنية على تبريد الفيروس للتمكن من رؤيته.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا التطور الحاصل في البحث العلمي، سيمكن الخبراء من إجراء أبحاث لتطوير 200 لقاح فعال ضد مختلف الأمراض والأوبئة، وتسجيل ثورة في مجال التلقيح.
ويكمن العامل الثالث والرابع في تسريع تطوير اللقاح، في كون فيروس "سارس كوف 2" ليس وليد اللحظة، إذ يفسر الطبيب حمضي ذلك بظهور فيروس "كورونا" مسبقا في آسيا سنة 2003، حيث تمت دراسته والشروع في إنتاج لقاح مضاد له قبل أن يختفي الفيروس.
ويضيف المتحدث نفسه، أن الأبحاث لم تتوقف حينها، وتواصلت مجددا سنة 2012 بعد اكتشاف ما يسمى بـ" كورونا الشرق الأوسط" التي ظهرت في السعودية. وساهمت هذه الأبحاث المسبقة وفق حمضي، في تسريع عملية البحث عبر الرجوع إلى الملفات السابقة المتعلقة بالفيروس.
وإضافة لكل ما سبق، "تعاونت الحكومات بأكملها مع المختبرات من أجل تسريع دراسة الملفات، عبر إعطاء الأسبقية للدراسات المتعلقة باللقاح المضاد لفيروس "كورونا"، دون الحاجة للانتظار مطولا، فيما مرت جميع الدراسات العلمية من مراحلها الدقيقة التي تتطلبها عملية إنتاج اللقاح"، يقول حمضي.
2- اللقاح يغير الحمض النووي البشري
ارتبطت هذه الشائعة بلقاح "فايزر- بيونتيك"، لكونه يعتمد على "الحمض النووير الريبوزي" أو ما يسمى بـ"المرسول"، كما يحتوي على أجزاء مختارة من الجينوم الخاص بالفيروس.
ونفى الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، اختلاط هذا "المرسول" مع الحمض النووي للإنسان، مبرزا أن عملية الحقن تتم في الأنسجة العضلية، حيث يتعرف الجهاز المناعي على الفيروس ويشكل أجسادا مضادة لمهاجمته. وأكد حمضي أن هذا النوع من اللقاحات آمن ولا يشكل أي ضرر على صحة الإنسان أو الحمض النووي البشري.
3- اللقاح يصيب بفيروس "كورونا"
يتداول العديد من الأشخاص فكرة أن اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" يتسبب في الفيروس، عبر انتشار معلومات تفيد بإمكانية الإصابة بـ"كورونا" بعد تلقي اللقاح. وينفي الباحث في السياسات والنظم الصحية ذلك، بالقول: "إن اللقاحات المعتمدة لا تحتوي على فيروسات حية لتتسبب في انتشارها داخل الجسم"، مشيرا إلى أن لقاح "سينوفارم" على سبيل المثال، يعتمد على فيروس مقتول.
ويؤكد خبراء الصحة أن إمكانية الإصابة بفيروس كورونا تبقى محتملة بعد الحصول على اللقاح مباشرة، لأنه يستغرق بضعة أسابيع من أجل تكوين مناعة ضد الفيروس، مبرزين أن إصابة بعض الأشخاص بالفيروس بعد التطعيم تعود لعدم الالتزام بالتدابير الاحترازية خلال فترة تشكيل الأجسام المضادة للفيروس.
4- زرع شريحة إلكترونية في جسم الإنسان
حذرت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، من الترويج لنظريات المؤامرة المتعلقة بلقاحات فيروس "كورونا"، على رأسها أن اللقاح سيؤدي إلى زرع شريحة إلكترونية في الجسم.
وتعليقا على الموضوع، يؤكد الدكتور الطيب حمضي، وجود جهات معينة تعمل على نشر هذه المغالطات لغاية محددة، موضحا أن هذه المعلومة ارتبطت بلقاحي "فايزر" و"موديرنا" لأنهما يعملان بتكنولوجية حديثة.
ويفسر حمضي سبب انتشار هذه الشائعة لكون لقاحات "فايزر" و"موديرنا" تعتمد على تكنولوجية "مرسال الحمض النووي الريبي"، إذ تتم حماية اللقاح بجزئيات صغيرة جدا من الذهنيات تسمى Nano liquide، وتم أخذ كلمة "نانو" واستعمالها في غير محلها، لتضليل عامة المواطنين بأنها شريحة إلكترونية.
ودعا المتحدث ذاته إلى عدم تصديق كل ما يقال في هذا المجال، لأنه لا يستند على أي أساس علمي، مؤكدا أن دور اللقاح كيفما كانت الشركة المصنعة له هو القضاء على الفيروس وليس البشر.
5- لقاح "سينوفارم" رخيص لأنه "صنع في الصين"
يربط العديد من الأشخاص بين بلدان تصنيع اللقاحات وفعاليتها، عبر أحكام مسبقة حول المنتوجات المصنعة داخل هذه البلدان؛ إذ ظلت فكرة أن السلع الصينية رخيصة الثمن راسخة في أذهان المغاربة، ما جعل البعض يشكك في فعالية لقاح "سينوفارم" الصيني.
وسبق للبروفيسور عبد الفتاح شكيب أن أكد، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن الصين متقدمة بشكل كبير في الطب، مبرزا أن الصينيين متواجدون بقوة في المختبرات الأمريكية. كما تعرف الصين بإنتاجها لقاحات ناجحة على نطاق واسع لسكانها، بما في ذلك لقاحات الحصبة والالتهاب الكبدي.
من جهته، أكد الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن اللقاح الصيني هو الأغلى مقارنة بباقي اللقاحات؛ إذ بلغت تكلفته 120 دولارا، لكونه تطلب كميات كبيرة من الفيروس للعمل عليها في أشهر وجيزة. فيما يكلف لقاح "موديرنا" 30 دولارا، و"فايزر" 20 دولارا، مقابل 10 دولارات للقاح "سبوتنيك" و5 دولارات تكلفة لقاح "أسترازينيكا".
ودعا حمضي، في ختام حديثه، إلى التحقق من المعلومات قبل نشرها، مشيرا إلى أن التلقيح هو الحل الوحيد للحد من انتشار الفيروس، وذهب إلى أن جميع اللقاحات آمنة وفعالة ضد الفيروس، وسوف يستمر الخبراء في جميع الدول بتتبع مرحلة التلقيح لعدة أشهر وسنوات، من أجل ضمان سلامة المواطنين.
كما دعا الباحث في السياسات والنظم الصحية الممتنعين عن التلقيح إلى التفكير في حياة أقربائهم وفي العودة إلى الحياة الطبيعية، دون الحاجة للتدابير الاحترازية، مشددا على ضرورة التغلب على جميع التخوفات المتعلقة باللقاح من أجل سلامتهم وسلامة الوطن بأكمله.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع