رياضة
طارق السكتيوي المتوج مع الأشبال بميدالية أولمبية .. القوة الهادئة
08/08/2024 - 21:53
وئام فراجنجح طارق السكيتوي، مدرب المنتخب الوطني، بعد أقل من ستة أشهر على توليه تدريب المنتخب الأولمبي، في اعتلاء عرش المدربين الوطنيين الذين دخلوا التاريخ عبر الأولمبياد.
قاد المنتخب المغربي الأولمبي، اليوم الخميس 08 غشت 2024، إلى تحقيق إنجاز تاريخي جديد للمملكة بالتتويج بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
عندما أسندت إليه مهمة تدريب المنتخب الأولمبي في نهاية فبراير الماضي، خلفا للمدرب عصام الشرعي، تحدث الكثيرون عما عهد في شخصه من جدية والتزام و"معقول"، غير أن الذين تابعوا مباريات المنتخب الأولمبي في باريس، لاحظوا ذلك الهدوء الذي كان يتعامل به في المباريات التي خاضها الأشبال، هو الذي أكد بعد التتويج بالبرونزية أن بلوغ هذا المستوى لم يكن بالأمر بالسهل، لكنه آمن بقدرات اللاعبين الذين بذلوا الكثير من التضحيات في سبيل لحظة الفرح التي عمت الجماهير المغربية.
كان يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بمعية الأشبال. يقول في تصريح عقب التتويج : "كنا مطالبين بمواصلة تألق كرة القدم المغربية بعد إنجاز مونديال قطر. لم يكن المشوار سهلا بالنظر إلى المنتخبات التي واجهناها والمباريات التي قدمناها، لكننا نجحنا بفضل لاعبينا "الرجال" الذين دافعوا بالحب والاحترافية والمسؤولية عن حظوظنا حتى الرمق الأخير من البطولة".
لم تنل نتائج المباريات التي خاضها المنتخب من هدوئه وتفاؤله. يوضح في تصريح نقلته وكالة فرانس برس: "كان إيماننا قويا بأننا إذا أردنا تحقيق أهدافنا كمجموعة يجب أن نعرف كيف ننهض بعد التعثر. خسرنا أمام اوكرانيا (1-2 في الجولة الثانية من دور المجموعات) ورد اللاعبون بقوة أمام العراق (3-0) والولايات المتحدة (4-0)، والامر ذاته حصل أمام مصر اليوم بعد كبوتنا أمام إسبانيا التي خسرنا أمامها بجزئية صغيرة".
مسيرة حافلة
يبرز طارق السكتيوي (46 سنة)، الحائز على دبلوم التدريب من الاتحاد الأوروبي "يويفا" (Licence pro UEFA)، من أبرز المدربين المغاربة في كرة القدم المغربية، يحرص على التعامل باحترافية في مجال عمله، لا يعتمد الصرامة والشدة في علاقاته مع لاعبيه، كما هو شأن بعض المدربين، بل إنه مدرب ليّن، يتواصل معهم بيسر وسلاسة دون تعقيدات، بحكم أنه كان لاعبا لأزيد من 17 سنة.
استهل السكتيوي، مساره الكروي لاعبا في فئات شبان فريق شبان المغرب الرياضي الفاسي سنة 1995، وسرعان ما اكتشف عالم الاحترام حين انتقل، سنة 1997، إلى نادي أوكسير الفرنسي، ثم مارتيمو البرتغالي، ونوشاتل كساماكس السويسري، وفيليم2 وأزيد ألكمار في الدوري الهولندي.
وبرز تألق السكتيوي أكثر مع فريق بورتو البرتغالي، الذي لعب له من 2006 إلى 2009، إذ خاض معه 76 مباراة أحرز خلالها 15 هدفا، وساهم في تتويج الفريق بالدوري البرتغالي 3 مرات، سنوات 2007، 2008، 2009، وكأس البرتغال وأيضا كأس السوبر المحلي سنة 2009.
وهو في سن الـ32، انتقل السكتيوي إلى نادي عجمان الإماراتي، ولعب له 11 مباراة أحرز خلالها هدفين، ثم عاد إلى ناديه "الأم" المغرب الفاسي ليقوده إلى التتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2011.
وعلى صعيد القميص الوطني، لعب السكتيوي للمنتخب الوطني للشباب، لأقل من 20 سنة، وساهم في تتويجه بكأس أمم إفريقيا سنة 1997، كما أنه توج بجائزة أفضل لاعب في البطولة من طرف الاتحاد الإفريقي "كاف"، ثم لعب للمنتخب الأول، لفترات متفرقة، 21 مباراة، أحرز خلالها 7 أهداف، وشارك مع "الأسود" في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في غانا سنة 2008.
مدرب بطموح عال
عادة ما يخطط اللاعب قبل إنهاء مسيرته إلى أن يكون مدربا، لذلك عاد طارق السكيتيوي مجددا للمغرب الفاسي كإطار وطني في العام 2013، وتطلب منه التتويج بلقب كأس العرش ثلاث سنوات فقط، لينتقل بعد ذلك إلى وداد فاس في موسم 2014-2015.
وقاد السكتيوي أيضا نوادي المغرب التطواني والنهضة البركانية واتحاد تواركة، وكانت آخر وجهة للمدرب قبل الالتحاق بالمنتخب الأولمبي، نادي المغرب الفاسي لموسم واحد فقط.
وفي نهاية فبراير 2024، اختارته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم طارق السكتيوي، ليكون مدرب المنتخب الوطني الأولمبي، بعدما لمست فيه الرغبة في صعود منصات التتويج.
والتحق السكتيوي بتدريب المنتخب الأولمبي قبل أشهر قليلة فقط عن انطلاق دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة الفرنسية باريس، وبالرغم من ضيق الوقت والضغط المتواصل خاصة بعدما وجد نفسه في مواجهة كبار المنتخبات على المستوى العالمي، على غرار إسبانيا وفرنسا والأرجنتين، إلا أن الإطار الوطني قبل التحدي وأحرج الأرجنتين في أول اختبار، ولم تمنعه الخسارة أمام أوكرانيا من الاستمرار ليكسب مباراة العراق والولايات المتحدة.
ولم تكن مباراة إسبانيا بالهينة، فقد شاءت الأقدار دون التمكن من العبور للمباراة النهائية، إلا أن المنتخب الأولمبي المغربي رفع كل الطموحات في نانت الفرنسية، اليوم الخميس 08 غشت 2024، فكانت السداسية على الفراعنة، تتويجا لمشوار منتخب بمدرب كبير، اسمه طارق السكتيوي.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة