اقتصاد
قمة عالمية بمراكش .. رهان مغربي على تسهيل تمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر
08/10/2024 - 12:50
محمد شافعي | مصطفى أزوكاحألحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، على ضرورة بلورة حلول مبتكرة من أجل تمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر بالمغرب.
ذلك ما أكدت عليه الوزيرة بمناسبة انطلاق القمة العالمية حول الهيدروجين "World Power-to-X Summit 2024، التي تنظم نسختها الرابعة بمراكش، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور مستثمرين وخبراء محليين ودوليين.
واعتبرت الوزيرة في افتتاح القمة، التي تقام يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، أنه حان الوقت من أجل ترجمة الشراكات المحلية والدولية في الغاز الطبيعي والهيدروجين الأخضر والشبكات الكهربائية.
وشددت على أنه إذا أريد تجسيد تلك المشاريع قبل 2030، يجب الشروع في تمويل تلك المشاريع في العام الحالي، وهو الأمر المتأثر، حسب قولها، بالإكراهات الجيوسياسية على الصعيد الدولي.
ووعدت بالوصول إلى نتائج ملموسة خلال اليومين اللذين تستغرقهما القمة، عبر شراكات تسهل تمويل المشاريع التي يرنو إليها المغرب، الذي تؤكد على أن دوره مهم في قطاع الهيدروجين العالمي، بالنظر إلى أن المغرب يعتبر صلة الوصل الوحيدة مع بين أوروبا والقارة الإفريقية.
ومن جانبه شدد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، على ضرورة تسريع الاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر وإتاحة الحلول لإنجاز المشاريع.
وأكد على ضرورة الحرص على تطوير الصناعة المحلية في هذا المجال، بما يسمح بالوصول إلى نسبة إدماج تقارب 60 في المائة في المستقبل.
وعبر رئيس تجمع الهيدروجين الأخضر بالمغرب (Cluster Green H2)، محمد يحيى زنيبر، على ضرورة توفير الدعم للشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة العاملة، مقترحا التفكير في إحداث بنك عمومي لمواكبة المشاريع ذات الصلة بقطاع الهيدروجين.
توضيح عرض المغرب
وتعد قمة "World Power-to-X Summit 2024" مناسبة استراتيجية لتقديم عرض المغرب من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، عبر توضيح الحوافز التي تم وضعها لتشجيع المستثمرين المحليين والدوليين، بما يساعد على تعزيز تموقع المملكة كفاعل تنافسي في هذا القطاع خلال المستقبل، لا سيما من حيث التكامل الصناعي وخلق فرص العمل والتنمية الترابية.
وينتج الهيدروجين الأخضر، وفق خبراء الطاقة، عند القيام بفصل المياه عن طريق التحليل الكهربائي، والذي يستلزم تمرير تيار كهربائي خلالها. ويُعرف بكونه وقود عالمي خفيف وعالي التفاعل، "وتستخدم هذه الطريقة تيارا كهربائيا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، بحيث يؤدي الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، إلى إنتاج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".
وظهر الهيدروجين كأحد الخيارات الرائدة لتخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ونقلها لمسافات طويلة؛ أي من المناطق ذات موارد الطاقة الوفيرة إلى المناطق التي تعرف محدودية في الطاقة على بعد آلاف الكيلومترات.
وأكد الخبراء أن الهيدروجين لا يعد مصدرا للطاقة بل ناقلا لها، أي يمكن استخدام الكهرباء الزائدة الناتجة عن محطات الطاقة الشمسية لإنتاج هيدروجين أخضر، وتخزينه من أجل استخدامه في وقت لاحق، عندما تواجه هذه المحطات صعوبة في تلبية الطلب.
و يستخدم الهيدروجين أساسا كبطارية لتخزين الطاقة التي يتم إنتاجها خلال أشهر الصيف بهدف استخدامها في فصل الشتاء.
وكانت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، بعد تفعيل عرض المغرب، استقبلت ما يقرب من 40 طلب مشروع في مختلف مناطق المملكة، وذلك بعد ستة أشهر على تفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر.
ذلك ما سبق أن أعلن عنه في نهاية غشت الماضي، بعد ترؤس رئيس الحكومة عزيز أخنوش اجتماع لجنة القيادة المكلفة بـ"عرض المغرب" في مجال الهيدروجين الأخضر، وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية، الداعية إلى الإسراع بتنزيل هذا العرض. وشددت رئاسة الحكومة على أن الدولة قامت، بتحديد عقارات عمومية مهمة لتحفيز ومواكبة حاملي المشاريع، تناهز مساحتها مليون هكتار لتنمية هذا القطاع الواعد، مع حرص الدولة في إطار تعاقدي على حماية وضمان حسن استخدام الوعاء العقاري العمومي.
وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أصدر في مارس الماضي، منشور تفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، حيث أريد توضح مراحل عملية تفعيل "عرض المغرب"، والوسائل التي تُعبئها الدولة قصد إنجاح تنزيله، وتحديد أدوار مختلف المتدخلين.
ويقوم هذا العرض على تنفيذ مقاربة شاملة وعملية وشفافة تمنح المستثمرين رؤية واضحة، حيث يتألف من 6 أجزاء، وهي مجال تطبيق عرض المغرب، وتعبئة العقار لتنفيذ عرض المغرب، والبنيات التحتية الضرورية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر والإجراءات والتدابير التحفيزية الواردة في عرض المغرب، وعملية انتقاء المستثمرين وإبرام عقود مع الدولة؛ وحكامة قطاع الهيدروجين الأخضر.
وكانت رئاسة الحكومة أوضحت أن "عرض المغرب" ينطبق على المشاريع المندمجة بدءاً من توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة والتحليل الكهربائي، إلى تحويل الهيدروجين الأخضر، إلى الأمونياك والميثانول والوقود الاصطناعي، فضلا عن الخدمات اللوجستية ذات الصلة.
وأكدت على أن "عرض المغرب" ينطبق على المستثمرين أو تجمعات المستثمرين الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما معا. كما يؤكد الاهتمام الكبير والفعلي الذي أعرب عنه ما يناهز 100 مستثمر وطني ودولي، لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب، المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها بلادنا في هذا المجال.
وأعلنت الحكومة عن تسخير عقارات عمومية تناهز مساحتها مليون هكتار لإنجاز الاستثمارات المدرجة ضمن « عرض المغرب ». وسيتم خلال المرحلة الأولى توفير 300 ألف هكتار لفائدة المستثمرين، ستوزع على قطع أرضية تتراوح مساحتها بين 10.000 و30.000 هكتار، وذلك وفق حجم المشاريع المرتقبة، مع حرص الدولة في إطار تعاقدي على حماية وضمان حسن استخدام الوعاء العقاري العمومي.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد