البحث العلمي يراهن على حلول لخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر بالمغرب

وقد أحدث بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مختبر LIMSET المتخصص في البحث والتطوير في مجالات الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة، وهو ما يبرر مشاركة الجامعة في القمة العالمية حول الهيدروجين "World Power-to-X Summit 2024 ، التي تنظم نسختها الرابعة بمراكش يومي 8 و9 أكتوبر الجاري.

ويوضح  مدير بيداغوجي بمختبر LIMSET، هشام لعلوي مترجي، أن البحث العلمي يسعى إلى التوصل إلى حلول من أجل تحقيق مطلب يتمثل في توفير هيدروجين أخضر بكلفة منخفضة، بما يساعد على المضى في مسلسل الانتقال الطاقي.

ويؤكد على أن المختبر يربط شراكات مع العديد من المؤسسات الدولية، وهو توجه يتماشى مع الرغبة في الرفع من مستوى الموارد البشرية عبر التكوين الذي تضطلع به جامعة محمد السادس والمختبر.

ويشير إلى أن الجامعة أحدثت ماجستير تنفيذي خاص بالهيدروجين الأخضر، حيث تجري الاستعانة بخبراء وصناعيين دوليين الذين يمكنهم المساهمة في تكوين كفاءات في مجالات الهيدروجين والأمونيا.

ويشدد على أنه لا يتم الاكتفاء بالتكوين في ذلك التخصص بالجوانب التقنية، بل يجري، كذلك، التركيز على الأبعاد ذات الصلة بالسلامة وكيفية بلورة خطة مشروع في مجال الهيدروجين والأمونيا.

وكان رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، اعتبر في كلمته بمناسبة افتتاح القمة العالمية حول الهيدروجين "World Power-to-X Summit 2024، أن الهيدروجين الأخضر يمثل أولوية للجامعة التي عمدت إلى تبني منصة تكنولوجية للهيدروجين الأخضر.

وأوضح أن هذا المشروع يتيح دعم قطاع الهيدروجين بالمغرب، ما يسمح بتوفير قدرة بتحليل كهربائي تصل 4 ميغاوات، بما يخول اختبار وتحسين التكنولوجيات في المرحلة ما قبل الصناعية، وبالتالي المساهمة في تعزيز قطاع الهيدروجين بالمغرب.

وأحال على المدينة الخضراء التي أحدثها الجامعة، حيث تعد فضاء للبحث في الطاقات المتجددة، وهو ما استدعى ربط شراكات مع فاعلين صناعيين وأكاديميين.

يشار إلى أن الهيدروجين الأخضر، ينتج عند القيام بفصل المياه عن طريق التحليل الكهربائي، والذي يستلزم تمرير تيار كهربائي خلالها. ويُعرف بكونه وقود عالمي خفيف وعالي التفاعل، "وتستخدم هذه الطريقة تيارا كهربائيا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، بحيث يؤدي الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، إلى إنتاج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".

وظهر الهيدروجين كأحد الخيارات الرائدة لتخزين الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة ونقلها لمسافات طويلة؛ أي من المناطق ذات موارد الطاقة الوفيرة إلى المناطق التي تعرف محدودية في الطاقة على بعد آلاف الكيلومترات.

وأكد الخبراء أن الهيدروجين لا يعد مصدرا للطاقة بل ناقلا لها، أي يمكن استخدام الكهرباء الزائدة الناتجة عن محطات الطاقة الشمسية لإنتاج هيدروجين أخضر، وتخزينه من أجل استخدامه في وقت لاحق، عندما تواجه هذه المحطات صعوبة في تلبية الطلب. و يستخدم الهيدروجين أساسا كبطارية لتخزين الطاقة التي يتم إنتاجها خلال أشهر الصيف بهدف استخدامها في فصل الشتاء.