اقتصاد
2021.. تعاونيات قاومت إكراهات الجائحة
28/12/2021 - 17:09
حليمة عامرقالت عائشة بطاش، المسؤولة عن تسيير تعاونية "نكنافة لزيت الأركان"، بإقليم الصويرة، عند سؤالها عن كيف عاشوا سنة 2021، إن الظروف التي مروا منها خلال هذا العام، كمقاولات صغرى، جعلتهم يكتشفون أن لهم القدرة على التكيف مع جميع الظروف القاسية.
وأوضحت بطاش، في تصريح لـ SNRTnews، أن وقائع هذا العام فاقمت مشاكل التعاونيات التي تشتغل في مجال الأركان، إذ تميز بارتفاع أسعار بذور الأركان وغلاء المواد الأولية، التي يستخرجون منها الزيوت ومواد التجميل الطبيعية، بالإضافة إلى المشاكل التي عاشوها نتيجة لتداعيات انتشار فيروس كورونا.
تعاونيات تتحدى الجائحة
تقول بطاش إن "هاتين السنتين، بشكل عام، جعلتاهم يفكرون، أكثر من مرة، في تغيير حرفتهم، وإيجاد مهنة أخرى، غير أن إصرار نساء هذه المقاولة على انتظار تحسن الأوضاع وتدبير طرق للتسويق، جعلهم يستمرون بالرغم من أنهم توقفوا لأكثر من مرة عن الإنتاج، بسبب ضعف الإقبال وصعوبة الوصول إلى المواد الأولية، وبسبب عجزهم عن أداء الديون التي كانت عليهم".
وقاومت 25 امرأة عاملة بتعاونية "نكنافة لزيت الأركان"، بإصرار، التغيرات التي فرضتها الجائحة، خلال هذا العام، والتي ترى بطاش أنها لا تخفى على أحد، حيث عاش قطاع التعاونيات الآثار نفسها التي عاشتها باقي القطاعات الأخرى.
وذهبت المتحدثة ذاتها إلى أنه بينما كشفت الجائحة، طيلة هاتين السنتين، عن حجم الضرر الذي يمكن أن يمس أي قطاع اقتصادي، فإنه تبين لهم أن تعاونيتهم الفلاحية يمكنها الاستمرار في السوق، ومقاومة التداعيات، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي فقدت جل التعاونيات أسواقها بسبب غياب المعارض، توجهت هؤلاء النساء إلى نمط جديد في البيع، ولجأن، لأول مرة، إلى التجارة الالكترونية.
وتابعت في حديثها: "وقعنا خلال هذه السنة في عدة مشاكل، حيث لم نعد نشتغل كما المعتاد، وعانينا من أجل تسويق منتوجاتنا، والحفاظ على علاقتنا مع زبنائنا، غير أننا استطعنا خلال هذا العام الحصول على اعتراف من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وهو ما سيدفعنا للمضي قدما، بعد الاعتراف بالمنتوجات التي تحضرها نساء التعاونية".
المثابرة والإصرار.. درس السنة
أما عن تعاونية "أمكار للزعفران" بمدينة أزيلال، فترى رئيستها نجمة أنه بالرغم من الظروف التي شهدها المغرب بسبب الجائحة، إلا أنهم استطاعوا الاستفادة من إجراءات التخفيف، وتمكنوا من استعادة 40 في المائة من نشاطهم الاقتصادي.
ويرجع الفضل في ذلك، بحسب ما أوضحته المتحدثة ذاتها، إلى مركز تسويق تم افتتاحه بداية من هذا العام بمدينة أزيلال من قبل وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لتعرض جل التعاونيات بالمنطقة سلعها حتى يتمكنوا من بيعها، كنوع من الدعم، حيث استطاع هذا المقر إعفاء التعاونيات من مشقة البحث عن أسواق لترويج منتوجاتها.
وذكرت المتحدثة ذاتها أنها صارت تضع إنتاجها بفضاء هذا المركز، وتعرضه مباشرة للزبائن دون الحاجة إلى مقر فردي، موضحة أنهن استفدن من إمكانية عرض منتوجاتهم المستخرجة من الزعفران بهذا الفضاء إلى جانب 75 تعاونية أخرى.
ولا تخفي نجمة اعتزازها بالحصيلة التي سجلتها تعاونيتها خلال هذا العام، بالرغم من المشاكل التي واجهتهم بسبب كورونا، حيث استطاعت أن تكثف نقط البيع بعدد من المدن المغربية، بالرغم من غياب المعارض.
آمال وانتظارات مرجوة
ولتجاوز الأزمة، ترى المتحدثة ذاتها أنه ينبغي على التعاونيات أن تسعى إلى الحصول على الدعم والمساعدة من قبل الجهات الوصية، مشددة على أن كل تعاونية تشتغل في إطار قانوني، وتحترم جميع التعليمات التي يقدمها المكتب الوطني للسلامة المنتوجات الغذائية، يتعين أن تحصل على المساندة اللائقة.
وتعتبر المتحدثة ذاتها أنه لابد من تجاوز النشاط الموسمي، وانتظار المعارض أو البيع المباشر، بالرغم من أن عددا من الزبائن لم ينفتحوا بعد على البيع الالكتروني، وليس لديهم هذه الثقافة، بحسب اعتقادها، حيث ترجع ذلك إلى غياب الثقة والخوف من الوقوع في منتوج ضعيف الجودة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد