سياسة
القرار الإسباني حول الصحراء المغربية يكرّس عزلة النظام الجزائري
19/03/2022 - 10:50
مراد كراخيقال أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، إن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى جلالة الملك محمد السادس، والتي تعتبر "مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، إعلان غير مسبوق ويؤسس لمرحلة جديدة، في أفق الاعتراف المطلق لإسبانيا بسيادة المغرب على كامل أراضيه.
وأوضح نور الدين، في تصريح لـSNRTnews، أن هذا الموقف الإسباني الذي يأتي تماهيا مع دعوات جلالة الملك خلال خطابات سابقة إلى تدشين مرحلة جديدة مع دول العالم تنبني على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، سيزيد من تأزيم النظام الجزائري الذي سيجد نفسه أكثر عزلة.
ويرى الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا أن من شأن هذا القرار أن يزيد من إضعاف النظام الجزائري الذي يفقد شيئا فشيئا وزنه في الميزان الاستراتيجي، إثر اختياره انتهاج سياسة العرقلة في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مما جعله ضد قرارات وإرادة المجتمع الدولي.
وتابع المتحدث ذاته أن عزلة النظام الجزائري تتكرس، يوما بعد يوم، في ظل تزايد الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على كامل أراضيه من طنجة إلى الكويرة، وهذا ما جسّده الموقف الأمريكي، والموقف الألماني، ناهيك عن الموقف العربي الواضح والصريح، إضافة إلى باقي دول العالم، وهذا ما يزكيه اختيار العديد من الدول إحداث لتمثيليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
ويرى نور الدين أن هذا الموقف الإسباني بمثابة إنذار للنظام الجزائري لمراجعة مواقفه العدائية، عبر تحسين علاقاته مع المملكة المغربية، لكي لا يجد نفسه في معزل عن العالم.
وفي رسالة بعث بها إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الجمعة 18 مارس 2022، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أن بلاده "تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".
وأشار سانشيز إلى "الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف"، مؤكدا أن "هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه".
ومن جانبها، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية تثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن العبارات الواردة في هذه الرسالة تتيح وضع تصور لخارطة طريق واضحة وطموحة بهدف الانخراط، بشكل مستدام، في شراكة ثنائية في إطار الأسس والمحددات الجديدة التي تمت الإشارة إليها في الخطاب الملكي في 20 غشت الماضي.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد دعا في هذا الخطاب إلى "تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات".
مقالات ذات صلة
سياسة
الأنشطة الملكية
سياسة
إفريقيا