مجتمع
نساء حوّلن تجربة العمل بإسبانيا لمشاريع بالمغرب
02/10/2022 - 09:07
يونس أباعليوتم يوم الجمعة 30 شتنبر 2022 اختتام هذا البرنامج الذي انطلق منذ أكتوبر 2020، واستهدف العاملات الزراعيات اللاتي عُدن أو اللواتي ما زلن يتردد على حقول إسبانيا.
حفل الاختتام عرض نتائج ما تم القيام به، وهي حصيلة أكد القائمون أنها تُظهر أهمية برنامج الهجرة الدائرية التي يعتمدها المغرب وإسبانيا منذ 2006، إذ يُمكن آلاف النسوة من توفير دخل إضافي لهن ولأسرهن طيلة ستة أو تسعة أشهر في الحقول الإسبانية.
وساهمت المنظمة الدولية للهجرة في المغرب، بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بإصدار دراسة حول "تمكين العاملات الموسميات المشاركات في برنامج الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا".
وتم إنجاز هذه الدراسة في ثلاث جهات تتحدر منها جل العاملات الموسميات، وهي الرباط سلا القنيطرة، بني ملال خنيفرة والدار البيضاء – سطات.
يشرح أنور علوي إسماعيلي، المدير المركزي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، أن هناك مواكبة للعاملات العائدات، لكي ينشئن أنشطة مدرة للدخل، حتى يخرجن من نطاق العمل الموسمي، وخلق حس مقاولاتي لديهن.
ويعول البرنامج على تحويل هذه السواعد النسائية إلى مقاولات ورائدات في ميدان اشتغالهن، خصوصا في المجال الفلاحي، يقول العلوي ضمن تصريح لـSNRTnews.
وأكد أن الهدف هو تعزيز القدرات في الحس المقاولاتي، موضحا أن انتقاء المستفيدات من هذه الهجرة الدائرية يتأطر بمعايير وبتنسيق مع مختلف الشركاء في البرنامج، وهو ما تعكسه سمعة البرنامج، إذ أكد أنه أصبح نموذجا دوليا يقتدى به، نظرا للتقنيات والجهود المبذولة.
الهشاشة وراء كل حلم
حصيلة البرنامج أجابت عنها ردود 300 امرأة من العائدات، يتحدرن من 17 منطقة، نسجن لأنفسهن حلم الاعتماد على ما كسبنه من تجربة لإنجاز مشاريعهن الخاصة. لذلك واكبهن البرنامج بعد الوقوف على ملفاتهن، خصوصا أن معظمهن غير متعلمات.
فقد أظهرت النتائج أن 56 في المائة منهن أميات، و57 في المائة لم يلجن أبدا باب المدرسة، لذلك ينشط 60 في المائة منهن في المجال الفلاحي.
ليلى، واحدة من السواعد النسائية التي اشتغلت في حقول هويلفا. لم تعد في حاجة لانتظار موسم العمل هناك في إسبانيا، لأنها أصبحت مقاولة تنشط في مجال إنتاج الفواكه والخضر.
حالُ خديجة كذلك تحسن بفضل عملها المتكرر في حقول هويلفا، إذ واكبتها "أنابيك" إلى أن أنشأت مشروعها الخاص بالدواجن. أما نعيمة، الأم العازبة، فقررت بعد عودتها أن تتخصص في صناعة الحلويات، وتأمل في أن يكبر مشروعها.
ولا همّ لجل العائدات من إسبانيا سوى إعالة أسرهن، إذ 83 في المائة منهن يشتغلن من أجل هذا الهدف.
ورغم ذلك فإن عائدات العمل في حقول إسبانيا ليست بذلك الحجم، إذ أن 68 في المائة من المعنيات بالبرنامج صرحن بأنهن وفّرن ما مقداره 25 ألف درهم بعد العودة، إلا أن ذلك لا يعني أنهن لم يستفدن من تجربة العمل خارج المغرب، إذ أن 57 في المائة منهن قُلن إنهن عُدن وهن واثقات من أنفسهن.
معظم المستفيدات من هذه الهجرة الدائرية أمهات، يتحدرن من العالم القروي لمدن خنيفرة وبني ملال وسيدي قاسم والخميسات والقنيطرة والجديدة وسطات، وغيرها من مدن هذه الجهات الثلاث.
النتائج التي استقصت آراء 300 من العاملات، تظهر أن 41 في المائة منهن من أسر فيها بين 3 و5 أفراد، بل إن أزواج 32 في المائة منهن فقط يشتغلون، و50 في المائة منهن لديهن أزيد من ثلاثة أطفال، و27 في المائة لديهن طفل واحد.
منذ عودتهن إلى أرض الوطن، استفادت العشرات من مواكبة خاصة، إذ بدأن الاستفادة من دروس محو الأمية، وكيف يمكنهن أن ينشئن مقاولاتهن، كما قامت الوكالة بربط الاتصال بالأبناك الإسبانية لتسهيل كل الأمور المالية.
الحصيلة تقول إن 26 في المائة من اللاتي عُدن صرّحن بأنهن حققن تطورا في عملهن بعد عودتهن، و25 في المائة غيّرن أنشطتهن إلى ما هو أحسن، مقابل 14 في المائة من المستجوبات الـ300 لم يُسجلن أي تطور في عملهن بعد العودة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع