مجتمع
المرأة القروية صمام أمان في مواجهة الجائحة والجفاف
15/10/2022 - 21:30
حليمة عامركان تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط، صادر سنة 2019، بمناسبة هذا اليوم العالمي، أكد أن المرأة المغربية القروية أكثر عرضة للفقر والهشاشة.
وارتفعت البطالة في سياق كوفيد والجفاف بين النساء القرويات، كما عانين من تراجع حجم التشغيل والشغل غير المؤدى عنه والشغل الناقص.
وفي ظل جائحة كورونا، عاشت المرأة القروية ظروفا صعبة، بسبب تداعيات هذا الفيروس الذي أثر على المعيش اليومي لعدد من الأسر المغربية.
وفي هذا الصدد، أوضح مبارك الطابع، أستاذ علم الاجتماع القروي والتنمية الاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن وضعية المرأة القروية لا تختلف في شيء عن وضعية باقي النساء المغربيات اللاتي يعشن في المدن.
وشرح الباحث، في تصريح لـSNRTnews، أن الحياة الاجتماعية في العالم القروي تدور حول المرأة بشكل كبير، سواء في ما يتعلق بالعناية بالمنزل أو بالحياة العملية بالحقل، إذ تتحمل المسؤولية الأكبر في تدبير هذه الحياة، لضمان مجموعة من الأشياء.
وذكر الطايع أن النساء في العالم لقروي عشن ظروفا مختلفة عن تلك التي عاشتها النساء في العالم الحضري، من حيث إيقاع الحجر الصحي، لافتا إلى أن شساعة المجال بالقرى والتباعد الجسدي الطبيعي بهذه الأماكن ساهم في تخفيف حدة الحجر الصحي نوعا ما.
و كانت المندوبية السامية للتخطيط، قد أفادت في تقريرها، الصادر خلال شهر فبراير لعام 2021، حول تأثير جائحة كوفيد-19 على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر أن 35 في المائة من ربات الأسر بالعالم القروي تأثرت بتوقف الزيارات العائلية، مقابل 26 في المائة من الرجال.
أما في ما يتعلق بالجفاف، أشار الطايع إلى أن النساء في القرى لهن معرفة مسبقة بهذه الظرفية المناخية، وهو ما يساعدهن على التعامل مع هذه الظرفية المناخية، لأنها ليست بالشيء الجديد، مشيرا إلى أن العالم القروي له خبرة وممارسات في التعامل مع مثل فترات الجفاف.
وشرح أن السنوات الجفاف السابقة التي عاشها المغرب، ساعدت النساء القرويات على اكتساب ثقافة الصبر والتعامل مع الأمور، سواء في ما يتعلق بتدبير الموارد المائية أو بخصوص تسيير أمور المعيشة، إذ كانت هؤلاء النسوة يتحملن دائما الكثير من الأعباء من أجل عائلاتهن.
وفي سياق ذلك، كان تقرير مشترك صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمندوبية السامية للتخطيط، برسم شهر فبراير 2021، حول تأثير جائحة كوفيد 19 على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأسر، حسب النوع الاجتماعي، قد توصل إلى أن الانتماء إلى أسرة يعيلها "مزارع"، يزيد مـن احتمال الانتقال إلى وضعية "غـير نشيط أو عاطل عن العمل"، موردا أن القطاع الفلاحي عانى من الأزمة الصحية بسـبب معيقات تسويق المنتوجات، لكن أيضا بسبب الجفاف الذي يعاني منه المغرب في هذا العام.
وقد لاحظ تقرير للمندوبية السامية للتخطيط، صدر في الأسبوع الماضي، حول تطور الفوارق الاجتماعية في سياق كوفيد وارتفاع الأسعار، أنه خلال الفترة الممتدة بين يناير ويوليوز 2022، ارتفعت الأثمان عند الاستهلاك بشكل أسرع وبلغ متوسط معدل التضخم، على أساس سنوي، 5,5 في المائة أي بمستوى يفوق خمس مرات المستوى المسجل بين سنتي 2017 و2021. غير أن متوسط التضخم يخفي تباينات حسب وسط الإقامة حيث ان ارتفاع الأسعار بالنسبة للأسر القروية (6,2 في المائة) يفوق ارتفاعها بالنسبة للأسر الحضرية (5,2 في المائة).
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
نمط الحياة
مجتمع