اقتصاد
الفلاحون يتطلعون إلى أمطار "الليالي"
06/01/2023 - 11:51
حليمة عامراعتبر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بمجلس النواب يوم الإثنين 02 يناير، أن التساقطات المطرية الأخيرة كان لها وقع إيجابي على الزراعات الخريفية والأشجار المثمرة والمراعي والكلأ وحقينة السدود والفرشة المائية.
غير أن هذه التساقطات المطرية لا تعني جميع المناطق الفلاحية بالمغرب، حيث أوضح الحسين أضرضور، رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه في المغرب، أن جميع المزروعات تحتاج إلى المزيد من الأمطار، بالنظر إلى حجم الخصاص في حقينة السدود الموجهة للأغراض الفلاحية.
وأبرز أضرضور، في تصريح لـSNRTnews، أن منطقة الجنوب تحتاج إلى المزيد من مياه الأمطار، ذلك أن مستوى المياه الجوفية تراجع بشكل كبير، مشيرا إلى أن الفلاحين يتخوفون حاليا من تأخر التساقطات.
واستفادت من الأمطار الأخيرة، بحسب أضرضور، الزراعات الخريفية، مثل الحمص والفول والعدس، وبعض الخضروات والفواكه، التي تدعم الأسواق الوطنية، فضلا عن جميع أنواع الأشجار المثمرة بدون استثناء.
وأشار أضرضور إلى أنه بالرغم من أن منطقة سوس ماسة مثلا تستفيد من مشروع محطة تحلية مياه البحر، إلا أن الفلاحة مازالت تحتاج للأمطار بالنظر إلى ثمن كلفة مياه السقي.
وشرح أنه ليس في استطاعة جميع الفلاحين تلبية حاجياتهم من خلال محطة تحلية مياه البحر، حيث يكلف كل طن من الماء 5,40 درهما، مشيرا إلى أن هذا الغلاء تلزمه، في المقابل، المنتوجات التي ستغطي هذه التكلفة.
غيث "الليالي"
ويمني الفلاحون النفس في أن تمطر السماء الغيث خلال أيام "الليالي" هذه، خاصة أنهم اعتادوا خلالها ري حقول القمح، بعد الانتهاء من عملية الزرع.
تعد "الليالي" من أشد الفترات التي يكون فيها البرد قارسا، وتبدأ تحديدا من يوم 22 دجنبر من كل سنة، وتنتهي في 31 يناير، ويسميها البعض بـ"الأربعينية"، لأن هذه الأربعين يوما تتميز بالبرد القارس، الذي يتزامن مع تساقط الثلوج.
ويقسم المغاربة "الليالي" إلى مرحلتين؛ الأولى تستمر 20 يوما، وتسمى بـ"الليالي البيض"، وهي التي يشتد خلالها البرد عما سبق، وتكثر فيها العواصف، أما الثانية فهي المرحلة المسماة "الليالي السود"، وسميت بهذا الاسم لأنها تكون أشد بردا وقساوة من المرحلة الأولى.
و إذا شهدت "الليالي" تساقطات الأمطار يتفاءل الفلاحون بموسم جيد، لكن مادامت غير موجودة حاليا، فإن الفلاحين في حالة ترقب مستمر، خاصة أن البرد القارس وارتفاع درجات الحرارة في النهار يؤثران على نمو المزروعات.
وتتمثل المزروعات المعنية بالتساقطات خلال المرحلة في القمح والشعير والقطاني والخضروات بجميع أنواعها، حيث يهدد غياب الأمطار جودة هذه المزروعات ويجعل الفلاحين متخوفين من تكرار سيناريو الجفاف.
ويعتبر الفلاحون أن تساقط الأمطار في فترة "الليالي" سيساهم في توفير" التبن"، بعدما أفضت أمطار فترة نونبر ودجنبر إلى تسريع عملية الإنبات، علما أن المزارعين يراهنون كذلك على التساقطات المطرية إلى غاية شهر مارس وأبريل، حيث أن انتظامها سيكون مؤشرا، في بعض الأحيان، على موسم فلاحي "جيد"، كما يساعد على توفير المياه، خاصة بعدما اضطرت السلطات العمومية، بسبب جفاف الموسم الماضي، إلى اتخاذ قرار تزويد بعض الزراعات في بعض المناطق بمياه السقي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
اقتصاد
مجتمع