مجتمع
الليالي .. باحث يشرح الأبعاد الثقافية لأشد فترات البرد قسوة
30/12/2022 - 18:35
حليمة عامرالليالي" أو "أربعينية الشتاء"، هما مصطلحان كانا وما يزالان يستعملهما المغاربة للدلالة على واحدة من أهم المراحل الزمنية في كل سنة، وهي مرحلة دخول فصل الشتاء.
ويستحضر البعض "الليالي" للدلالة على شدة برودة الأجواء، حيث يعطي المغاربة لهذه الفترة دلالة ثقافية واجتماعية.
"الليالي" أو "الأربعينية"
تعد "الليالي" من أشد الفترات التي يكون فيها البرد قارسا، وتبدأ تحديدا من يوم 22 دجنبر من كل سنة، وتنتهي في 31 يناير، ويسميها البعض بـ"الأربعينية"، لأن هذه الأربعين يوما تتميز بالبرد القارس، الذي يتزامن مع تساقط الثلوج، إذ تقل الحركة في هذه الفترة، وخاصة بالليل.
ويقسم المغاربة "الليالي" إلى مرحلتين؛ الأولى تستمر 20 يوما، وتسمى بـ"الليالي البيض"، وهي التي يشتد خلالها البرد عما سبق، وتكثر فيها العواصف، أما الثانية فهي المرحلة المسماة "الليالي السود"، وسميت بهذا الاسم لأنها تكون أشد بردا وقساوة من المرحلة الأولى.
ونسج المغاربة حول "الليالي" أمثلة شعبية كثيرة، ومن أشهرها: "لا تطمع فزرع البور، حتى يولي فوق الكسكاس يفور"، ويقصد بهذا المثل الفلاحي أن على المرء ألا يتسرع في إصدار الأحكام بشأن الموسم، والقول بأنه سوف يكون جيدا، بمجرد تساقط بعض القطرات من المطر مع بدايته، بل عليه أن ينتظر حتى تنتهي هذه المرحلة، ويرى النتيجة.
"الليالي" في المخيال الثقافي للمغاربة
ويرى محسن بنزكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، أن مصطلح "الليالي" كان يستعمل خلال مرحلة معينة من تاريخ المملكة، عندما كان المجتمع المغربي ببنية اجتماعية قبلية وفلاحية، لذلك كان المغاربة يستعدون بشكل نفسي واجتماعي من أجل مواجهة فترة البرد.
وأوضح بنزكور، في تصريح لـSNRTnews، أن موجة البرد كانت من بين أصعب الفترات التي يعيشها المغاربة، لذلك كانوا يهيئون لها من خلال تأمين وجبات غذائية تساعد على مقاومة انخفاض درجة الحرارة، مشيرا إلى أن الوجبات التي كان يتم تحضيرها كانت تتصف بالتضامن وبتقاسم الفكرة والتقاليد نفسيهما، باعتبارها عادات مشتركة، ومن هنا جاءت ثقافة تأمين المؤونة، خلال فترات البرد.
وأشار إلى أن هذه الفترة كانت بمثابة بشير خير للمجتمع المغربي، لأن المغارية كانوا يعتقدون أنه كلما كان البرد قارسا كلما كانت السنة الفلاحية جيدة، موضحا أنه بعد تراجع الحياة القبلية والفلاحية، بقي المغاربة يحافظون على التضامن والاحتفالية بهذه المناسبة، كإشارة لنوعية للتوقيت، رغم تغير الإمكانيات، وبالتالي أخدت هذه الفترة طابعا احتفاليا وتجاوزت طابع قساوة الطبيعة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
مجتمع
اقتصاد
مجتمع