اقتصاد
كيف يمكن تجويد التكوين المهني عبر الذكاء الاصطناعي؟
05/07/2024 - 16:02
وئام فراج | محمد شافعيناقش مسؤولون وخبراء وفاعلون في قطاع التعليم، يوم الجمعة 05 يوليوز 2024 بالدار البيضاء، سبل تطوير جودة التكوين المهني عبر الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتحديات التي يمكن أن يواجهها القطاع في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.
أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، في تصريح صحفي خلال ندوة دولية نظمتها الفيدرالية المغربية للتكوين المهني الخاص وفيدرالية التعليم الخاص المنضوية تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التكوين المهني، أنه بات للذكاء الاصطناعي علاقة مباشرة بالمستفيد من التكوين والمكون ومؤسسات التكوين.
برنامج متكامل
وأوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسمح بملاءمة مسارات التكوين بالنسبة للمتعلم، كما يمكن أن يستفيد المكون من المهارات الجديدة التي يتيحها التطور التكنولوجي، بالإضافة إلى جعل مؤسسات التكوين أكثر فعالية وتسهيل الولوج إلى سوق الشغل.
وأبرز السكوري أن الوزارة تشتغل على برنامج متكامل لدراسة كيفية استعمال جميع الإمكانيات سواء على مستوى مؤسسات التكوين المهني الخاصة أو الدولة من أجل وضعها رهن إشارة المتعلمات والمتعلمين وسوق الشغل والمقاولات.
وعبر الوزير، في كلمته خلال أشغال الندوة الدولية، عن الرغبة في التحول من مستهلك للذكاء الاصطناعي إلى فاعل في المجال، مؤكدا أن هذا الأمر سيخلق فرقا كبيرا في طريقة التعامل مع التكنولوجيا.
وأشار إلى إطلاق منصة، في طور التجريب، تقوم على الذكاء الاصطناعي، من أجل تقريب الباحثين عن عمل من سوق الشغل، مؤكدا تزويد المنصة ببيانات شاملة عن المهن المتاحة في مجالات التكوين المهني، والجامعي، والتعاون الوطني، والقطاع الخاص.
وشدد الوزير على أهمية المهن المستقبلية، خصوصا تلك المتعلقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي تساعد على خلق وظائف جديدة أكثر فعالية.
وتطرق إلى وجود عدد من الإصلاحات على مستوى قطاع التكوين المهني، مؤكدا على الدور الهام للقطاع الخاص في مختلف المشاريع التي تشتغل عليها الوزارة من أجل تحقيق التميز المنشود.
سبل جديدة للتعلم
من جهته، أكد كمال الديساوي، رئيس فيدرالية التعليم الخاص المنضوية تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على أهمية الذكاء الاصطناعي في بلورة سبل جديدة للتعليم، مشددا على ضرورة تطوير كفاءات الأساتذة والمكونين الرقمية.
كما اعتبر الديساوي، في تصريحه، هذا اللقاء فرصة للتفكير الجماعي من أجل إنجاح السياسة الرقمية في المغرب، مبرزا أن القطاع الخاص منفتح على التطورات التكنولوجية الجديدة والتي تتطلب خريجين في مستوى اقتصاد الغد.
تطوير جودة التكوين
بدورهم أكد مختصون في الرقمنة والذكاء الاصطناعي أن الذكاء الاصطناعي قادر على تطوير جودة التكوين المهني من خلال إجراء تغيير عميق على 3 مستويات أساسية.
ويتجلى المستوى الأول في إضفاء الطابع الشخصي على التعلم، بحيث يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد على خلق معرفة تتكيف مع احتياجات كل متعلم، عبر تحليل بيانات منحى التعلم لكل شخص من أجل الكشف عن نقاط قوته ومحدوديته.
وأكد الخبراء أن استعمال الذكاء الاصطناعي في التكوين سيحفز المتدربين والمتعلمين، وتسهيل التفاعل بينهم وبين المكونين، بحيث يمكن أن يستفيد المتعلمون من المساعدة والمتابعة في الوقت الفعلي من أجل الإجابة على أسئلتهم ومساعدتهم على التعامل مع الصعوبات التي تواجههم في مسارهم التكويني، ما يجعل تجربة التعلم أكثر فعالية وتحفيزا.
ثانيا، تحسين عملية التدريب، بحيث ستصبح عملية نقل المعرفة أكثر فعالية باعتماد الذكاء الاصطناعي، وفق المختصين، إذ يمكن أن تصبح المهام الإدارية والمتكررة آلية مما يساعد على تعزيز جهود الموارد البشرية، وسيكون لدى المكونين المزيد من الوقت لمراقبة تطور المتعلمين والتطور الحقيقي لقدراتهم.
ويتميز الذكاء الاصطناعي أيضا بقوة أدواته لتحليل البيانات وتحديد الاتجاهات في المهارات التي سيتم اكتسابها، حسب المختصين، "وبالتالي يمكن لمؤسسات التكوين المهني تكييف العرض التكويني الخاص بها".
ملاءمة التكوين مع سوق الشغل
أما المستوى الثالث فيتعلق بتحسين الإدماج المهني وقابلية التوظيف، بحيث يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا حاسما في مواءمة التكوين المهني مع احتياجات سوق الشغل.
وأكد المتدخلون في الندوة أن مؤسسات التكوين المهني مدعوة إلى الاعتماد على العديد من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، مثل تحليل البيانات وروبوتات الدردشة، والتعلم الآلي، وما إلى ذلك لتحديد اتجاهات أسواق العمل، وتحديد المهارات الجديدة التي يجب تلقينها للمكونين، بحيث يجب أن تساعد هذه المعلومات في تطوير برامج تدريبية أكثر ابتكارا، داعين إلى إعداد مؤسسات للتكوين المهني قادرة على مواكبة التحول الرقمي والتطور السريع للذكاء الاصطناعي.
وجرى على هامش الندوة الدولية، التي تحمل عنوان "أي تأثير للذكاء الاصطناعي على التكوين المهني وقابلية التوظيف: الابتكارات والتحديات والآفاق"، التوقيع على اتفاقيتي شراكة في المجال، بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل وفيدرالية التعليم الخاصة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام لمقاولات المغرب والفيدرالية المغربية للتكوين المهني الخاص، وبين مركز للمحاكاة (CIM) والفيدراليتين.

مقالات ذات صلة
مجتمع
تكنولوجيا
مجتمع
مجتمع