لماذا يجب تجنب رمي النفايات البلاستيكية بالشواطئ؟

وتكمن خطورة البلاستيك في كونه يصنع من البترول وفي قوته ومتانته، بحيث يتكون من جزيئات كبيرة الحجم ترتبط ببعضها البعض بطريقة تحتاج إلى العديد من السنوات لكي تتحلل.

ضرر بالكائنات البحرية

وفي هذا الإطار، أكد حميد رشيل، الخبير البيئي، وعضو جمعية المنارة الإيكولوجية للتنمية والمناخ، تسجيل انعكاسات سلبية لمختلف أحجام البلاستيك التي تلقى بالمنطقة الساحلية بشكل عام، ومن ضمنها الشواطئ، مشيرا إلى تراكم هذه النفايات البلاستيكية سواء كمادة أصلية أو على شكل نانو بلاستيك أو جزيئات بلاستيكية.

وأوضح رشيل، في تصريح لـSNRTnews، أن هذه الجزئيات البلاستيكية تنعكس سلبا على الكائنات البحرية وتسبب ضررا للمصطافين.

وأشار إلى أن السلاحف، على سبيل المثال، تتأثر بهذه الأكياس البلاستيكية التي تأكلها لاعتقادها أنها قناديل البحر، وهي الأغذية المفضلة لدى السلاحف، إذ تخلط بينها وبين البلاستيك وقد تصاب إثرها بالاختناق.

كما تكمن مخاطر هذه النفايات على الكائنات البحرية والإنسان معا، يقول رشيل، في تحلل البلاستيك الذي يعطي أجزاء بلاستيكية في شكل جزئيات صغيرة تنتج عنها مواد سامة تلوث المياه، وهذه الجزئيات لها القدرة على الانتقال عبر السلاسل الغذائية، مشيرا إلى أن الأسماك قد تتناول هذه الجزئيات الدقيقة الموجودة بالمياه ومن تم تنتقل للإنسان الذي يصطاد هذه الأسماك.

وتشير الدراسات إلى أن أكثر الحيوانات البحرية المتضررة من المخلفات البلاستيكية هي السلاحف والحيتان والفقمة؛ إذ تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة، الشيء الذي يتسبب في انسداد قنواتها الهضمية مما يؤدي إلى موتها.

وتلحق هذه النفايات كذلك الضرر بالشعاب المرجانية، إذ يحرمها التفاف الأكياس البلاستيك من ضوء الشمس والتيارات المائية المتجددة التي تحمل لها الطعام والأكسجين، ما يتسبب في تدهورها.

خطر على الطيور

كما تشكل النفايات البلاستيكية، وفق الخبير البيئي حميد رشيل، خطرا على الطيور الموجودة بالمنطقة الساحلية، بحيث تبتلع هذه الطيور البقايا البلاستيكية خصوصا سدادات القنينات والتي تؤدي إلى هلاكها.

وأظهرت تقارير علمية عديدة أن الحيوانات تعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامها الغذائي ما يؤدي إلى نفوقها.

وحسب تقرير نشرته المجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، في وقت سابق، فإن 99 في المائة من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء إلى عام 2050.

كما أبرز التقرير، الذي نشره موقع "تسايت أونلاين" الألماني، أن ثلثي الطيور البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء.

الحرص على نظافة الشواطئ

ولتجنب تلوث المحيط، يوصي خبراء البيئة باتباع استراتيجية للوقاية من النفايات تتمثل في خفض نسبة القمامة البلاستيكية بشكل كبير جدا، فضلا عن إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية اللينة.

بدوره، شدد رشيل، في تصريحه، على ضرورة الالتزام بعدم استعمال البلاستيك بهذه المناطق، أو على الأقل عدم رميه في الشواطئ ومياه البحر، داعيا المصطافين إلى الحرص على نظافة الشواطئ من أجل حماية البيئة وكافة الكائنات الحية من خطر هذه النفايات.

يشار إلى أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، أطلقت النسخة الخامسة من عملية #بحر_بلا_بلاستيك لموسم الصيف 2024.

وتهدف هذه الحملة إلى التوعية بتلوث المحيطات والتربية والتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة، وذلك في إطار الموسم الخامس والعشرين لبرنامج شواطئ نظيفة، الذي يهم هذه السنة 109 شاطئ، بما في ذلك 27 شاطئا حاصلا على اللواء الأزرق، بالإضافة إلى 4 موانئ ترفيهية، ولأول مرة بحيرة طبيعية.