مجتمع
الغش في الامتحانات.. عطب قديم فاقمته التكنولوجيا
16/06/2021 - 11:19
مراد كراخيشهدت ظاهرة الغش في الامتحانات، سواء الإشهادية أو الجامعية، تطورا متزايدا خلال السنوات الأخيرة، في ظل التقدم التكنولوجي، الذي أفرز أنواعا جديدة من الغش، مما فرض توظيف استراتيجيات جديدة لمواكبة هذه الظاهرة ومحاربتها.
عرفت أساليب الغش خلال الامتحانات، تطورا متسارعا على مر السنين، فبعد التحول الذي عرفته هذه الظاهرة، من خلال الاستعانة بوسائل التصوير "فوطوكوبي"، حيث كان التلاميذ والطلبة يعمدون إلى تصغير حجم الأوراق للتمكن من إدخالها إلى قاعة الامتحان، ساهم التطور التكنولوجي في اتخاذ هذه الظاهرة أبعادا أخرى أكثر تعقيدا، وفق الدكتور حسن قرنفل، الباحث السوسيولوجي، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
تقنيات جديدة لمواكبة الظاهرة
أوضح قرنفل، في تصريح لـSNRTnews، أنه للحد من هذه الظاهرة، وجب تخطي الأساليب القديمة، التي أصبحت متجاوزة، في ظل التطور التكنولوجي، وتعدد سائل التواصل الاجتماعي، التي قد تمكن المُمتحن من ربط الاتصال بأشخاص خارج قاعة الامتحان لتزويده بالأجوبة.
وفي هذا السياق، كشفت إكرام يوعياد، رئيسة قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالرباط، أنه تم إحداث لجن لليقظة، مكلفة بتتبع وتعقب مسربي مواضيع الامتحانات، حيث أن بعض المواضيع يتم تسريبها في مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دقائق من انطلاق الامتحان.
وأفادت يوعياد، لـSNRTnews، أن مهمة هذه اللجنة هي تتبع هذه المجموعات التي تقوم بنشر أسئلة الامتحانات مرفوقة بالأجوبة، حيث تم تتبع 70 مجموعة، على المستوى الجهوي، وإحالة أرقام مسيريها على الجهات الأمنية.
وقالت يوعياد إنه مباشرة بعد التأكد من تسريب موضوع للامتحان، من قبل لجنة اليقظة، يتم التدخل الفوري لحجز وسيلة الغش، وتوقيف المترشح، وإحالته على الأمن، كما تم كذلك وضع الأجوبة التي تم نشرها على هذه المجموعات، تحت تصرف المصححين، لكشف إمكانية وجود تطابق مع أجوبة التلاميذ، حيث يصبح بإمكان المصحح كشف الغش خلال عملية التصحيح، مما يؤشر على أن عملية كشف الغشاشين أصبحت تستمر حتى خلال التصحيح.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أن هذه ظاهرة الغش "في تطور وانتشار مستمرين، في ظل تطور وسائط التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تكاثر المجموعات التي تساعد على الغش"، مضيفة أن "أرقام الهاتف التي تُعرض للبيع بصفة غير قانونية، تصعّب من الكشف عن المتورطين".
طرق أخرى للحد من الظاهرة
إضافة إلى المقاربة الزجرية، التي يتم اتباعها لمحاربة ظاهرة الغش، حيث، "يُعاقب كل من ارتكب الغش في الامتحانات المدرسية، بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات وبغرامة تتراوح بين 5000 و100.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين"، اقترح حسن قرنفل، اتباع أساليب جديدة.
وأشار قرنفل إلى أنه "وجب إعادة النظر في أساليب التقييم، بحيث يجب أن توجه أسئلة الامتحان للفهم، ونحو المهارات المكتسبة، بعيدا عن استرجاع المعلومات من طرف الممتحنين، بشكل يجعل اللجوء إلى الغش مسألة لا أهمية لها".
وأضاف المتحدث ذات، أن ظاهرة الغش لا تقتصر، على الامتحانات فقط، بل تطال العديد من مناحي الحياة، مؤكدا على أنه يجب أن تكون الأسرة هي المنبع الأساسي للحماية والتحصين ضد هذه الظاهرة، حيث "يجب على الآباء والأمهات، ألا يربوا أبنائهم على اللجوء إلى الغش، مهما بلغت الصعوبات التي يواجهونها".
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع