مجتمع
"ليركام" يستحضر خطاب أجدير ويعرض حصيلة 20 سنة
14/10/2021 - 15:04
يونس أباعلي | سعد أعويدييباشر باحثون في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (إيركام) استعراض نِتاج عمل عشرين سنة وما تم القيام به للنهوض بالأمازيغية، وذلك في ذكرى خطاب أجدير الذي اعتبروه تصورا جديدا بخصوص الهوية المغربية. كما يحتفي المعهد هذه السنة بثلة من الأطر التربوية والجامعية العاملة في مجال تدريس اللغة الأمازيغية وفي مجال البحث والتأطير والتكوين.
خطاب أجدير رسم المسار
وقد أكد جلالة الملك محمد السادس، في خطاب أجدير (خنيفرة) الذي كان مناسبة لإعلان تأسيس المعهد المذكور، أن الأمازيغية تشكل مكونا أساسيا من مكونات الثقافة المغربية، وأن النهوض بالأمازيغية يعد مسؤولية وطنية.
واعتبر جلالة الملك، في الخطاب نفسه، أن قيام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمهام المنوطة به في الحفاظ على الأمازيغية والنهوض بها وتعزيز مكانتها في المجال التربوي والاجتماعي والثقافي والإعلامي الوطني، من شأنه أن يعطيها دفعة جديدة كتراث وطني يعد مبعث اعتزاز لكل المغاربة.
وشدد الخطاب على "أن العمل الذي نقدم عليه، اليوم، لا يرمي فقط إلى استقراء تاريخنا؛ إنه بالأحرى تجسيد لقوة إيماننا بالمستقبل، مستقبل مغرب التضامن والتلاحم، مغرب الإرادة والجد، مغرب الفضيلة والطمأنينة والرصانة، مغرب الجميع، القوي بوحدته الوطنية، التي لا يزيدها المضي قدما في سياسة الجهوية إلا رسوخا؛ مغرب يجعل كل جهة من جهاته مجالاً خصباً، يتيح لكل طاقاتها التفتح والنمو والازدهار، في إطار ممارسة ديمقراطية مواطنة".
وقد تعزز المسار الذي رسمه الخطاب بإقرار الدستور اعتماد الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، وسن القانونين التنظيميين لإعمال ترسيمها وإدماجها في المجالات ذات الأولوية وفي المؤسسات، وإنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
في هذا الصدد، تقول مفتاحة عامر، مديرة مركز التهيئة اللغوية بالمعهد، إن هذه المناسبة التي يحتفي بها المعهد بالذكرى العشرينية، هي "مناسبة للتأمل والوقوف على المنجزات التي بصم عليها المعهد"، معتبرة أنها واسعة، في عدة ميادين، موردة مثال التهيئة اللغوية، وما تم إنجازه في ما يتعلق بتعليم وتعلّم اللغة.
وأبرزت، في تصريح لـSNRTnews، أن هناك منجزات في ما يخص البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بما فيها التاريخ والسوسيولوجيا والأنتروبولوجيا، وما يتعلق بالمعلوميات والتواصل.
وأضافت "البحث الذي قام به المعهد ظهر من خلال إصداراته المهمة (أزيد من 480 إصدارا)، معتبرة أنه زخم مهم يستفيد منه الطلبة والباحثون وكل المهتمين.
ولفتت إلى أن الدستور أعطى اعترافا باللغة، لذلك ترى أن هناك مجالات يجب أن تدخل إليها الأمازيغية وأن تأخذ المؤسسات هذه المسألة بعين الاعتبار.
خلفي: الوتيرة بطيئة
من جانبه، يقول عبد السلام خلفي، مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، "لقد أملنا كثيرا بعد ترسيم اللغة الأمازيغية سنة 2011 في الدستور وبعد إخراج القانونين التنظيميين أن يكون للأمازيغية شأن آخر داخل منظومتنا التربوية ويكون أستاذ الأمازيغية بالفعل في قلب الاهتمام أيضا، إلا أن واقع الحال يؤكد، مع الأسف، على أن وتيرة التعميمين تباطأت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة إلى درجة أن أعداد المتعلمات والمتعلمين المستفيدين من درس الأمازيغية لا يتجاوزون لحد الآن 10 في المائة أو أقل من ضمن حوالي 5 ملايين يدرسون في التعليم الابتدائي نتيجة لقلة الأساتذة. أما في مستويات التعليمين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي فإن المخطط الحكومي المصادق عليه أخيرا لم تتم مباشرة تحيينه لحد الآن".
وشدد، في كلمة له خلال الاحتفاء ببعض الأطر في المعهد، على أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يدخر جهدا، منذ إنشائه سنة 2003، وفي حدود مهامه وإمكانياته المتوفرة في سبيل العمل على توفير جميع المستلزمات التربوية والديداكتيكية الورقية والرقمية والرفع من حماس العاملين بتشجيعهم ودعمهم.
ونبه إلى ضرورة توفير الأعداد الكافية من الأساتذة المؤهلين ومباشرا العديد من العمليات بتنسيق مع الوزارة المعنية لتحقيق تعميم عمودي وأفقي للغة الأمازيغية وللعمل في إطار مشروع تربوي وطني متكامل غير منحاز ويرتكز على التكوين الأمثل للأساتذة وعلى منحهم الوسائل القمينة بتحقيق هذا الإقلاع الذي تحدثت عنه اليونسكو وجعلت منه هدفاً استراتيجيا لها.
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة
سياسة