مجتمع
كيف تُدبر الجمعيات المدنية أقسام التعليم الأولي؟
09/09/2024 - 13:24
يونس أباعليطفا إلى السطح، مع بداية الموسم الدراسي الجديد، نقاش حول المعايير التي تُمكن جمعياتٍ من المجتمع المدني من الإشراف على التعليم الأولي في أكثر من إقليم. فكيف تتم العملية والوزارة الوصية تركز على هذه الفئة ليكون تعليمها في المستوى وذو جودة؟
خرجت شغيلة التعليم الأولي مع انطلاق الموسم الدراسي 2024-2025 لتتحدث عن ظروف الاشتغال تحت إشراف جمعيات مدنية، إذ شددت، في بلاغات، على أنه يتعين تحسين ظروف عمل المربيات والمربين وعدم التعاقد مع جمعيات لا تعتمد على عقود عمل ولا تصرح بالمربيات والمربين في صندوق الضمان الاجتماعي.
وسبق لشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن كشف عن انخفاض في عدد الجمعيات التي تعاقدت معها الوزارة، إلى 500 جمعية، بعد فسخ العقود مع عشرات الجمعيات التي لم تحترم التزاماتها.
وأوضحت معطيات سابقة للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بعنوان "مؤشرات حول التعليم الأولي بالمغرب" (2023)، أن نسبة 60 بالمئة من حصة الأقسام في التعليم الأولي عمومية، أي زهاء 21 ألف قسم بعموم تراب المملكة، في حين نسبة 40 بالمئة المتبقية يدبرها فاعلون آخرون.
كيف يتم التعاقد؟
كشفت المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي أن الشراكة مع جمعيات المجتمع المدني تأتي في إطار مشروع تجريبي لعلامة الجودة للتعليم الأولي، المعروف بـعلامة الجودة للتعليم الأولي بالمغرب (LPM)، بتكليف من وزارة التربية الوطنية لمواكبة الجمعيات في إدارة وحدات التعليم الأولي.
هذا النظام، كما شرحت المؤسسة لـSNRTnews، تم تأطيره من خلال اتفاقيات بين وزارة التربية الوطنية والمؤسسة المغربية للتعليم الأولي، بهدف ضمان جودة التعليم الأولي. وتشمل هذه الاتفاقيات بروتوكولات دقيقة لمرافقة الجمعيات في إدارة أقسام التعليم الأولي.
واختارت الوزارة هذه المؤسسة لمواكبة الجمعيات الصغيرة، لكي تساهم هي أيضا في تطوير التعليم الأولي، لذلك تقدم المؤسسة لها كل الوسائل الممكنة للرفع من جودة التعليم وتساعدها على تجاوز مشاكلها.
ويتم اختيار الجمعيات بناء على معايير محددة، منها جودة البنية التحتية، توفر المربين المؤهلين، وإمكانية الوصول إلى الأدوات البيداغوجية المعتمدة من قبل الوزارة، كما جاء في توضيحات المؤسسة.
كيف تتم إدارة أقسام التعليم الأولي؟
تؤكد المؤسسة في توضيحاتها أن إدارة أقسام التعليم الأولي، تتم تحت إشراف المؤسسة المغربية للتعليم الأولي، التي تقدم دعما مستمرا من خلال التكوين (التكوين الأساسي والمستمر للمربين)، والمتابعة البيداغوجية والدعم الإداري، مضيفة أنه يتم توفير نظام متكامل لإدارة المعلومات (ERP) للجمعيات لمتابعة تطور الأطفال وتقدم الأقسام.
كل جمعية مسؤولة عن تطبيق البرنامج البيداغوجي الوطني، ويتم مراقبة التقدم بانتظام لضمان الامتثال لمعايير الجودة المحددة ضمن علامة الجودة للتعليم الأولي بالمغرب. ويستفيد المربون من تكوينات دورية ويتم تقييم أدائهم بشكل منتظم لضمان التحسين المستمر لجودة التعليم.
مشروع نموذجي للتقييم
تم إطلاق تجربة نموذجية لتصنيف وحدات التعليم الأولي، كما تشرح المؤسسة في إفاداتها، مشيرة إلى أنه تم التعاون مع 6 جمعيات من مناطق مختلفة لإدارة وحدات التعليم الأولي، شملت 3 أقاليم (تطوان، سيدي سليمان، والصويرة).
وتم تصنيف 96 قسما في إطار هذه التجربة النموذجية التي استفاد منها ما يزيد عن 1950 طفلا تم تسجيلهم ومتابعتهم عبر النظام المعلوماتي ERP التابع للمؤسسة المغربية للتعليم الأولي.
ولضمان تكوين وتأطير المربين والمربيات، تم إنجاز 12 حصة تكوينية بمدة إجمالية تصل إلى 54 ساعة حضوريا وعن بعد، وتم تنفيذ 4 دورات من زيارات التتبع والإشراف لجميع الأقسام، إضافة إلى 32 ساعة موزعة على 4 حصص تأطيرية، وذلك ضمن المشروع النموذجي الذي يأتي في إطار تكليف وزارة التربية الوطنية لضمان مواكبة فعالة لجمعيات المجتمع المدني المسؤولة عن إدارة وحدات التعليم الأولي، بهدف توفير تعليم أولي ذي جودة عالية، مطابق للمعايير الوطنية.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع